بقلم _ عباس الزيدي
من اصعب المعارك تلك التي تمزج مابين حرب العصابات والحرب النظامية وهي بحاجة الى عقلية جوالة كبيرة تخطط وتدير المعركة وتسيطر على التفاصيل الصغيرة وعلى اكثر من محور •
وبطبيعة الحال هناك فوارق كثيرة مابين المعركة العسكرية والاخرى الامنية التي يندرجان تحت لائحتهما كل من الحربين النظامية وحرب العصابات وبالتالي اختلاف كل التفاصيل من الادارة والتخطيط والمواجهة •
نحن اليوم امام نموذج جديد من الحروب مابين النظامية وحرب العصابات من جهة ومابين الحرب الامنية والعسكرية من جهة اخرى وايضا مابين الحرب البدائية (معدومة القدرات ليست التقليدية ) والحرب غير التقليدية بلحاظ مايستخدمه العدو الصهيوامريكي من اسلحة محرمة وغير تقليدية وهذا بحاجة الى فن وادارة جديدة •
مع التأكيد على عدم وجود اي مقاربات لمكامن القوة او توازن تسليحي بين القسام والكيان الصهيوامريكي الوحشي على المستوى العددي او التسليحي البري والبحري والجوي اوعلى مستوى الاستخبارات او مستوى الاقمار الصناعية والاتصالات والحرب الالكترونية او في الدعم والاعلام والامن الوقائي او القدرات والمالية و المادية من موارد بشرية وعسكرية ويمكن ان تتلاشى النسب الى تحت الصفر بين القوتين على مستوى وسائل الدفاع الالكترونية والصاروخية واجهزة الرادار والطيران المسير والقبة الحديدية...الخ
ان مستويات النجاح التي حققتها حماس عديدة قدمت من خلالها النموذج الامثل لفن ادارة المعركة لمثل هكذا معاركة مختلطة وهجينة جديدة على مستويات مختلفة مابين التكتيك والاستراتيجية والتخطيط او السوق والتعبئة وواجبات هيئة الاركان والقيادة والسيطرة وفن ادارة المحاور الى فن الخداع والتضليل و انتقاءالاهداف و السرعة والدقة وتحقيق عنصري المفاجئة والمباغتة
والاستثمار الدقيق للمعلومات وتوجيه الجهد الاستخباري المسبق ومن ثم الشروع في الصولة والهجوم في ساعة صفر مع استثمار الفوز والنصر تحت سقف زمني محدد من خلال الهجوم الجزئي
في الدفاع الثابت اوالمتحرك والاحاطة والانسحاب واستشراف ردود الافعال واستيعابها بعد دقة تقدير الموقف ومن ثم امتصاص زخم العدو وهجومه المقابل و استدراج العدو الى مناطق القتل والكمائن وفتح المجال له للتوغل المحدود دون السيطرة على الاماكن والمناطق مع نجاح القسام في توزيع المهام والواجبات لجميع الصنوف والتخصصات كلا بحسبه
والتركيز على الاقتصاد في الموارد والاحتفاظ بقوات احتياط يعتد بها
وكذلك نجاحها الكبير في الحرب النفسية والتاثير على الراي العام وبالتالي تقدمها في المفاوضات وقد توجت ذلك بعملية تبادل الاسرى مع التركيز على تعطيل الجهد الاستخباري للعدو للحيلولة دون كشفها لمواقع الاسرى وحتى هذه اللحظة وللدقة العالية للمناورة للقسام لم يستطيع العدو الصهيوامريكي ورغم قدراته العالية لم يكتشف العدو اي من مناطق الاسرى او خطوط القتال او الدعم المتمثل بشبكة الانفاق بل على العكس من ذلك استطاعت القسام بتنفيذ اكثر من عملية خلف خطوط العدو دون تقديم تضحيات وبذلك ارتقت القسام وحماس الى تطبيق وتنفيذالمعركة المتكاملة
والقادم اكثر في المنازلة الكبرى
https://t.me/abbasalzady