جورج حدادين
تم الإعلان عن خصخصة عدد من شركات القطاع العام الروسية وخفض رأسمال الدولة في عدد آخر.
لمصلحة من تأتي هذه الخطوة؟
حيث التوقيت ذات دلالة ، فما تزال الحرب مع أوكرانيا ترواح مكانها ولا بوادر للحسم ظاهرة للعيان.
كنا في مقالات سابقة قد ألقينا ضوء على صراع تكتلين داخل مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية:
أولاً: كتلة اللبراليون الجدد، اتباع المركز الرأسمالي العالمي، اللذين كانوا قد أمسكوا في الكثير من مواقع السلطة على القرار، بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي، وأخضعوا هذه المؤسسات لخدمة الطغمة المالية العالمية
ثانياً: كتلة الوطنيون والقوميون الروس، اللذين يحملون لواء مشروع وطني خارج هيمنة المركز، وبناء دولة عظمى على الصعيد العالمي، مشروع يستند الى اقتصاد وطني مستقل خارج هيمنة المركز الرأسمالي
ظهر هذا الصراع بين هاذين التكتلين في أتون المعركة الدائرة في أوكرانيا، حيث أنفجر هذا الصراع الى العلن، في موقف معلن من قبل رئيس فاجنر برغوجين، الذي أتهم القيادة العسكرية ممثلة بوزير الدفاع وقائد الأركان، بالتخاذل وعدم وجود إرادة الحسم.
وكذلك على الصعيد الشعبي ظهر صراع بين نهج الوطنين والقومين الروس ضد نهج اللبراليين ، كما ويظهر هذا الصراع أيضاً في الموقف من الحرب على غزة، حيث الموقف المائع وغير الحاسم للقيادة الروسية في ممارسة الضغط على الكيان لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لا بل ازداد الأمر غموضاً بعد تصريح مندوب روسيا في الأمم المتحدة في هذا السياق " القدس الغربية عاصمة الكيان " تصريح قد يمهد لإعتراف روسيا بالقدس عاصمة للكيان؟
الخصخصة لا جدال تخدم بالتأكيد مجموعة اللبرالية التابعة في روسيا
جريمة اغتيال برغوجين تخدم مصلحة كتلة اللبراليين
الموقف المائع من حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني تخدم كتلة اللبرالين
عدم حسم الصراع في أوكرانيا يخدم الكتلة ذاتها
هل هذه المواقف رسائل الى المركز الرأسمالي " أن المعركة بين روسيا والغرب ليست صراع تناحري بل تنافس؟"