كتب الأستاذ جورج حدادين
الكثير من الفاعلين في ساحات النضال يعتقدون أنهم يقومون بواجبهم النضالي من خلال بيانات الشجب والاستنكار
بالمقابل الكثير يقع في حيرة من أمره ، حول كيفية دعم نضال الشعوب ضد مستعبديها ، سواء أكان ضد الاستعمار المباشر أو ضد الهيمنة
قوانين الصراع العلمي، يمكن تقسيم الصراع إلى :
1: التناقض التناحري والعدو الرئيسي، المركز الرأسمالي العالمي وأداته الكيان الصهيوني وقوى التبعية من النظام الرسمي العربي،
قانون نفي أحد طرفي الصراع للآخر،
صراع حركات التحرر الوطنية ضد قوى الهيمنة والإستعباد، بإعتماد كافة شاكال النضال بما فيها حرب التحرير الشعبية، يتم كنس الهيمنة والاحتلال، ويتحقق الاستقلال الوطني.
2: التناقض الثانوي، والعدو الثانوي، قانون الوحدة والصراع، بقاء أطراف التحالف في جبهة واحدة متحدة ضد العدو الرئيسي ، إلى حين نفي طرف الهيمنة، أي انجاز مهمات التحرر الوطني وبناء الدولة الوطنية المستقلة، ومن ثم يحتدم الصراع داخل الجبهة والدولة ذاتها حول مشروع التحرر الاجتماعي ، لتنقسم الجبهة الموحدة الى طرفين، البرجوازية الصغيرة والمتوسطة من طرف والشرائح الكادحة والمهمشة من طرف آخر ، طرف يعمل على رفع الظلم والإضطهاد والاستغلال عن الشرائح الكادحة والمهمشين والمعذبين ، والطرف الثاني الذي يسعى لتثبت سلطته ومصالحة، وبسبب تمسكه بالسلطة ومصالحه الخاصة، والخوف من الطرف الآخر، يتساوق هذا الطرف تدريجياً مع عدو الأمس، ويخضع مرة ثانية لهيمنتة، يجب على قوى التحرر عدم إغفال هذه الصيرورة.
سؤال، هل تعتبر مقاربة الشجب والإستنكار ، أوسعته شتماً وذهب بالإبل، مقاربة نضالية أم سياسية رفع عتب.
دعم أي نضال لا يمكن أن يكون صادقاً إلا إذا تم ممارسة كافة أشكال النضال، على أرض الوطن ذاته، وضد مصالح المركز المهيمن .
في العالم العربي اليوم النضال ضد مصالح المركز الرأسمالي، يمر عبر إعادة بناء حركة التحرر الوطني وإنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني:
كسر التبعية، تحرير الإرادة الوطنية، تحرير الثروات الطبيعية، صياغة خطط تنمية متمحورة حول الذات الوطنية وبناء دولة الأمة
، إنجاز هذه المهمات يتطلب بناء الحامل الاجتماعي ( الشرائح الكادحة ) لهذا المشروع.
النضال ضد الهيمنة الأيدولوجية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمركز الرأسمالي
النضال ضد قواعده العسكرية في البحر والبر والجو.
اليمن وقوى المقاومة في العراق ولبنان خير مثال لهذا النضال وهذا الدعم للمقاومة الفلسطينية.