عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
أضاف بلينكن أمس هدفًا جديدًا لإيقاف الإبادة الجماعية على غزة بتأكيده على "ضرورة تحقيق تل أبيب هدفها لتجنب تكرار هجوم 07 أكتوبر."
وقد إستعمل بلينكن هذه المصطلح المبطن المعاني في زياراته الخمس إلى الكيان المؤقت؛ وقد لمًح أكثر من مرة إلى مضمون كلامه وتحديدًا في زيارته الأولى بتاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. فقال بلينكن "أزور إسرائيل بصفتي يهوديًا وسنلبي جميع حاجاتها الدفاعية. وَصرَّح بالتالي :" لدى إسرائيل الحق والواجب للدفاع عن شعبها وضمان عدم تكرار ما حدث السبت". ولكنه ألمح إلى أحد معاني عدم تكرار ما حصل السبت 7 أكتوبر في رده على أحد الصحفيين حين سأله عن الرد الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين، فقال بوقاحة ونيابة عن قادة الصهاينة : "إسرائيل لا ترد؛ ولكنها تضمن عدم تكرار ما حدث السبت". فإذا كانت كل جرائم الحرب المقترفة بحق الشعب الفلسطينيبن حتى اليوم ليست ردًا؛ فكيف سيكون الرد؟
وقد استفزني رد بلينكن كثيرًا، فكتبت مقالًا توضيحيًا بعنوان "تعلموا من بلينكن كيفية استباحة الدم الفلسطيني بكلمات طيبة"، وهذا رابطه.
https://ida2at.org/article/112074
واستحضر نتنياهو في اللحظة الأولى من إستعادة توازنه في 07 أكتوبر نصوص توراتية من أكثر من 3000 سنة وقال "أن العماليق دخلوا إلى منازلنا وقتلونا ويريدوا ان يقتلوا كل يهودي". ولشد العصب الديني أكثر نفَّذ نتنياهو بالتعاون مع غالانت أبشع مجزرة بحق المستوطنين بعد تفعيله برتوكول هانيبال. فادعى وجود حماس بين المحتفلين بعيد العُرش في مهرجان سوبر نوفا خراج مستوطنة رعيم فقتل منهم 364 مستوطنًا وأضاف العدد إلى قتلى قوة غزة. فاستنجد نتنياهو ببايدن الذي حضر فورًا إلى الكيان المؤقت لإدارة الحرب التوراتية ضد الأغيار ( الغوييم) بعدما أعلن بأنه صهيوني.
وقد أضاف بلينكن بند إضافي على بندي نتنياهو بالقضاء على حماس وإسترجاع الأسرى ينص على "ضرورة تحقيق تل أبيب هدفها لتجنب تكرار هجوم 7 أكتوبر" .
وهذا النص توراتي بإمتياز بعد التخلص من العماليق بناءً على هذا النص التوراتي : "في صموئيل الأول 15 : 1 -3 . والآن فاسمع صوت كلام. الرب . هكذا يقول رب الجنود ." إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له بالطريق عند صعوده من مصر" .
فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله ولا تعفُ عنهم بل اقتل ،رجلًا وامرأة؛ طفلًا ورضيعًا بقرًا وغنمًا، جملًا وحمارًا."
وأما بالنسبة لتجنب تكرار أي هجوم على بني إسرائيل فَيُطبق التالي : "أدت كراهية عماليق لليهود، ومحاولاتهم المتكررة للقضاء على شعب الله ، إلى القضاء عليهم في النهاية. ويجب أن يكون مصيرهم بمثابة تحذير لكل من يحاول أن يفسد خطة الله أو من يلعن ما باركه الله (أنظر تكوين 12: 3).
وبالنسبة إلى ما باركه الله الواردة في الفقرة السابقة فإن اليهود هم عنصريين أكثر من النازيين والعنصريين البيض ضد أصحاب البشرة السوداء كما ورد في ويكيبيديا. وقد اقتبست التالي : والواقع أن هذا "التقسيم لليهود إلى يهود يقفون داخل دائرة القداسة، وأغيار يقفون خارجها، ينطوي على تبسيط شديد، فهو يضع اليهودي فوق التاريخ وخارج الزمان، وهذا ما يجعل من اليسير عليه أن يرى كل شيء على أنه مؤامرة موجهة ضده أو على أنه موظف لخدمته. كما أنه يحوِّل الأغيار إلى فكرة أكثر تجريداً من فكرة اليهودي في الأدبيات النازية أو فكرة الزنجي في الأدبيات العنصرية البيضاء. وهي أكثر تجريداً لأنها لا تضم أقلية واحدة أو عدة أقليات، أو حتى عنصراً بشرياً بأكمله، وإنما تضم الآخرين في كل زمان ومكان. وبذا، يصبح كل البشر أشراراً مدنَّسين يستحيل الدخول معهم في علاقة، ويصبح من الضروري إقامة أسوار عالية تفصل بين من هم داخل دائرة القداسة ومن هم خارجها".
وحتى نحكم على بلينكن في إدارته المباشرة لعمليات التطهير العرقي؛ علينا أن نعتمد على أفعاله ومنها :-
1- تفجير أكثر من 135 ألف طن من كافة أنواع الصواريخ الذكية وقذائف مدافع الهاوتزر من عيار 155 ملم وبدون رقابة الكونغرس على رؤوس المواطنين في دورهم السكنية.
2- إعطائه الأوامر المباشرة للمتحدث الرسمي في وزارة الخارجية لنفي أي تقرير يتعلق بأعداد الأطفال الجرحى في فلسطين.
3- إعتبار دعوى جنوب أفريقيا بخرق الكيان الغاصب لإتفاقية منع الإبادة الجماعية بأنها "بلا أساس".
وفي المحصلة قال بلينكن الأنيق عن نفسه بأنه يهودي َلا إشكال في ذلك نهائيََا، ولكن أن يحمل أفكارًا منذ أكثر من 3000 عام لا يتقبلها أي عاقل وخاصة أنه لا يحمل أية ذرة من الإنسانية؛ فلم تحرك مشاعره أو يتحرك ضميره الغائب لتسببه مع بايدن الذي أعلن عن نفسه بأنه صهيوني بإلغاء القانون الإنساني الدولي وقتل متعمد ل 23469 إنسانًا وجرح 59604 شخص وفقدان أكثر من 10000 شخص؛ ويُشَكِّل الأطفال والنساء والمسنين نسبة 70 من الأعداد.
لقد أثبت الصهيوني بايدن واليهودي بلينكن أنهم ضد الإنسانية ويتعاملون بعنصرية لا مثيل لها مع الفلسطينيين دون تمييز بين حماس الذين قرروا التخلص منهَم والمواطن العادي، فعقيدتهم تنفي وجود الأبرياء كما نص كتاب شريعة الملك أو توراة الملك في باب الانتقام وهو من تأليف الحاخام يتسحاق شبيرا والحاخام يوسي ايليتسور ونشره المعهد التّوراتيّ -يشيفات لا زال يوسف حيا عام 2009:-
"يجب عدم استثناء أحد عند قيام إسرائيل بالانتقام، فجميع الفلسطينيّين معرّضون للانتقام. وأمام الانتقام لا أحد بريء: الكبار والصّغار والأطفال، الرّجال والنّساء، ومهْما كانت حالتهم، ينبغي الانتقام منهم". ويبرّر المؤلّفان قتْل الأطفال، ولاسيّما الرُّضَّع منهم والذين وُلدوا لتوِّهم، باستنادهما إلى قيام "أبناء إسرائيل" بقتل صغار أطفال "مدين" في الزّمن الغابر. ولا يأتي قتل الأطفال بالجملة، لخلق ميزان رعب فحسب، ولا لأنّ هؤلاء الأطفال ينتمون إلى "الأشرار" فحسب، وإنّما "لوجود حاجة داخليّة للانتقام".
ويعتبر كتاب توراة الملك دليلًا للحائرين في قتل الفلسطينيين
فيجب ان يتمتع الفلسطينيين بالحماية الدولية على مدار الساعة وخاصة أن اليهود والصهاينة يعتبرون الفلسطينيين وغير اليهود غوييم (عماليق) يجوز قتلهم في أي وقت يقرره اليهود والصهاينة الذين يعتبرون أنفسهم مقدسة وتنطبق عليهم فقط صفة البشرية.
آمل منكم مراجعة المزيد من المصادر لتعرفوا حقيقة العدو الذي نواجهه.
وإن غدََا لناظره قريب
11 كانون الثاني/يناير 2024