دعا سياسي فرنسي بلاده إلى ترك حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتدميره لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، وهي دعوة تسلط الضوء على انقسام الحلف، الذي لم يتمكن أعضاؤه من التوافق بشأن تشكيل تحالف عسكري في البحر الأحمر بقيادة أمريكية.
ورفضت بعض دول الحلف الانضمام إلى التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة "أنصار الله" اليمنية، بعد إعلانها استهداف السفن التي لها علاقة بإسرائيل، دعما للفلسطينيين في حرب غزة.
وكانت فرنسا أبرز دول "الناتو"، التي أكدت أن سفنها الحربية في البحر الأحمر لن تخضع لقيادة التحالف الأمريكي، وأنها ستواصل العمل بشكل مستقل، وهو مؤشر انقسام داخل الحلف تحدث عنه رئيس الأركان الإيطالي السابق بينيلي مانتيلي، الذي أوضح أن فشل الحلفاء الغربيين في تشكيل تحالف بحري قوي في البحر الأحمر يكشف ضعف حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وتشير إحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي إلى أن فرنسا تحتل المرتبة رقم 5 بين جيوش الحلف، وهو بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا وإيطاليا، التي تحتل المراتب الـ4 الأولى على التوالي.
ويعد الأسطول الفرنسي من أقوى أساطيل "الناتو" بـ126 وحدة بحرية، بينها حاملة طائرات واحدة و3 حاملات مروحيات، إضافة إلى 9 غواصات و10 مدمرات، ووحدات بحرية أخرى.
ولا يقتصر الخلاف داخل "الناتو"، بالنسبة لفرنسا، على موقفها من تحالف البحر الأحمر، وإنما يمتد لخلافها مع واشنطن حول صفقة الغواصات الفرنسية التي ألغتها أستراليا مقابل صفقة غواصات أمريكية.
كما يظهر ضعف وانقسام "الناتو" أيضا، الدعوة لتكوين جيش أوروبي بعيدا عن أمريكا والحلف، وهو ما تحدث عنه وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الذي ربط فاعلية السياسة الخارجية الأوروبية بتشكيله.
أزمة الإنفاق الدفاعي
يواجه الحلف أزمة كامنة منذ سنوات، تسبب خلافا كبيرا بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وهي أزمة الإنفاق الدفاعي المتفاوت.
فرغم أن قواعد تأسيس الحلف تشترط إنفاق الدول الأعضاء 2 في المئة من الناتج المحلي، إلا أن الكثير منها لا تصل إلى هذه النسبة، وهو ما يجعلها محل انتقاد شديد من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمثل أكبر المنفقين داخل الحلف.
الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، خلال اجتماع روسيا والناتو في بروكسل، بلجيكا 12 يناير 2022 - سبوتنيك عربي, 1920, 07.12.2023
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصف "الناتو" بأنه في مرحلة "موت دماغي" رغم أن إجمالي الإنفاق الدفاعي لأعضاء الحلف يقدر بنحو 70 في المئة من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي.
ويرجع تاريخ نشأة الحلف إلى عام 1949، حيث شاركت 12 دولة في تأسيسه، ثم توسع التحالف ليضم جيوش 31 دولة في في 2023.
