تنفق واشنطن مليارات الدولارات لتجهيز وحدات بحرية هجومية و إحدى أهم تلك الوحدات أصبحت في وضع دفاعي أمام جماعة "أنصار الله" اليمنية، التي لا يتم تصنيفها ضمن الجيوش النظامية.
حيث أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، امس الأربعاء، استهداف المدمرة الأمريكية "يو إس إس غريفلي" في البحر الأحمر بـ"صواريخ بحرية مناسبة".
وتعد المدمرات إحدى أهم الوحدات البحرية في الأسطول الأمريكي، وتمثل نحو 20 في المئة من حجم قوته، التي تعرضت لما يمكن وصفه بـ"ضربة قاصمة" في الشرق الأوسط، إثر استهداف مدمراتها بأسلحة "أنصار الله".
وتنتمي "يو إس إس غريفلي" إلى فئة مدمرات "أرلي بيرك" المزودة بنظام "إيجيس" الدفاعي، الذي يمثل جزءا من مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي، وهو مصمم لاعتراض الأهداف الجوية المعادية في نطاقات مختلفة.
ويعني استهداف هذه السفينة أن أقوى مدمرة أمريكية تحمل أقوى نظام دفاعي صاروخي أمريكي، أصبحت في وضع الدفاع عن النفس أمام قدرات "أنصار الله" المتواضعة.
مواصفات المدمرة "يو إس إس غريفلي"
دخول الخدمة: 2010.
الطول: 155 مترا.
العرض في المنتصف: 2.4 متر.
الجزء المغمور (الغاطس): 9.3 متر.
وزن السفينة بكامل حمولتها: 9 آلاف و200 طن.
السرعة: 32 عقدة (59.2 كلم/ ساعة).
ويمكن للمدمرة أن تحمل اثنتين من المروحيات العسكرية، كما يتم تسليحها بأنواع مختلفة من المدافع الرشاشة والصواريخ والطوربيدات ويتكون طاقمها من 320 فردا، بحسب موقع "نيفي سايت" الأمريكي.
وتمكنت جماعة "أنصار الله"، باستراتيجيتها المنخفضة التكلفة أن تقوض قدرة الجيش الأمريكي والجيوش الغربية المتحالفة معها في جنوب البحر الأحمر، الذي أصبح نموذجا لفشل الاستراتيجية العسكرية للجيوش الغربية وفي مقدمتها الجيش الأمريكي، وهي استراتيجية تعتمد على امتلاك تقنيات عسكرية فائقة التطور لتحقيق نصر عسكري حاسم، كما تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، في تقرير نشرته في الـ26 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان له، إنه "سيتم استهداف السفن الحربية الأمريكية والبريطانية، ضمن حق الدفاع المشروع عن بلدنا وشعبنا وأمتنا وتأكيدًا على استمرار الموقف اليمني المساند لفلسطين"، مؤكدا "الاستمرار في منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان على غزة، وكذلك رفع الحصار".
وتصاعد التوتر جنوب البحر الأحمر، بعدما أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، استهداف سفن تقول إن "لها صلة بإسرائيل أو متجهة إليها أو قادمة منها، ردا على الحرب الدائرة في قطاع غزة"، بينما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل تحالف دولي للتصدي لهجمات "أنصار الله" في البحر الأحمر، لكنها لم تتمكن من الحصول على دعم جميع حلفائها لدعم هذا التحالف.
وأعلنت جماعة "أنصار الله"، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، "بدء اتخاذ إجراءات عملية للتعامل المناسب مع أيّ سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر"، مشددة على "أن العمليات ضد إسرائيل لن تتوقف حتى يتوقف عدوانها على غزة"، المستمر من الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 26 ألف قتيل ونحو 65 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين .