أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية انطلاق عملية "وعد الحق الثانية" بمشاركة قوات من وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب وبإسناد القوات الجوية.
وقالت خلية الإعلام في بيان إن هذه العملية "تأتي بناء على معلومات استخبارية للضغط على المفارز الإرهابية وتطهير الصحراء من مخلفاتهم، وصولا إلى الحدود الدولية بالتعاون والتنسيق مع قوات الحدود"، وأوضح البيان أن "القطعات الأمنية حددت أهدافها في هذه المرحلة ووضعت الخطط المرسومة لتنفيذها لدحر ما تبقى من عناصر عصابات داعش الإرهابية وتدمير أوكارهم الخاوية".
ومن جهته، قال قائد عمليات الأنبار للحشد الشعبي قاسم مصلح في بيان مماثل إن العملية "هي الأكبر من بين العمليات العسكرية التي شنتها القوات العراقية في الصحراء الغربية".
وأضاف أنها "جاءت بهدف إجهاض المخططات الإرهابية في الأنبار.. لتعزيز الأمن والاستقرار وملاحقة بقايا فلول داعش الإرهابية"، موضحا أن "العملية نفذت عقب معلومات استخباراتية تشير إلى وجود تحركات لعصابات داعش الإرهابية على شكل خلايا بهدف إرباك الوضع الأمني في الأنبار".
وبين مصلح أن "العملية انطلقت بإشراف وتخطيط من قيادة العمليات المشتركة وبمشاركة قيادات عمليات الأنبار وقيادة الحشد الشعبي لمحافظة الأنبار وقيادة عمليات الفرات الأوسط والقطعات الملحقة بها، بالاشتراك مع الجيش".
وتأتي العملية في وقت تتناقض التصريحات بين ما يقوله المسؤولون العراقيون بشأن قرب انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق وخصوصا الولايات المتحدة ذات الوجود الأكبر وتصريحات ممثلي التحالف التي لا تتضمن فقرة الانسحاب.
وأكد رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عبد الأمير رشيد يارالله استمرار اجتماعات اللجنة العسكرية العليا لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.
ونقلت وكالة "الأنباء العراقية" الرسمية عن يارالله قوله إن زيارة وفد عسكري عراقي رفيع إلى واشنطن في 2023 "ناقش الكثير من القضايا ومنها ملف إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق"، موضحا أن "خلاصة البيان كان الاتفاق على تشكيل لجنة عليا من العراق وأيضا لجنة عليا من قوات التحالف تأخذ على عاتقها إنهاء مهمة التحالف الدولي وبتوقيتات زمنية".
ولفت إلى أن "القائد العام للقوات المسلحة أمر بعد عودتنا من واشنطن بتشكيل اللجنة العليا برئاستي وعضوية عدد من الضباط وكانت اللجنة عسكرية بحتة، بينما من جانب التحالف تشكل لجنة برئاسة قائد قوات المنطقة الوسطى الأمريكية".
وضم الوفد العراقي كلا من رئيس الأركان ووزير الدفاع ونائب قائد العمليات المشتركة ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب ورئيس أركان البيشمركة.
وبحسب يارالله فإن "ثلاث لجان شكلت بعد انعقاد الجلسة الأولى برئاسة القائد العام للقوات المسلحة، الأولى تتعلق بتقييم داعش الإرهابي، والثانية لجنة البيئة العملياتية التي تتعلق بساحات العمليات فيما تتمحور الثالثة على قدرات القوات الأمنية العراقية"، مضيفا "نحن في الجانب العراقي شكلنا اللجان حيث كانت لجنة تقييم داعش ولجنة البيئة والعملياتية ولجنة القدرات".
وأشار إلى أنه "تم عقد الاجتماع الثاني للجنة الأسبوع الماضي والذي سيكون كل 15 يوما"، مؤكدا أن "الاجتماعات مستمرة وتسير بشكل سلس وصولا إلى ملف تحديد التوقيتات الزمنية لإنهاء مهمة التحالف في العراق".
وكشف يارالله عما أسماه "وجود جدية لمسناها في الاجتماعات لدى التحالف الدولي وأن هنالك تجاوبا من قبل التحالف بما يتعلق بمتطلباتنا وماذا نحتاج منهم".
وبشأن مهام التحالف الدولي، قال يارالله إن "التحالف الدولي تقتصر مهامه الآن على الإسناد الجوي ولا توجد لديه أي قوات عسكرية على الأرض وهذا العمل مناط فقط لقواتنا الأمنية بمختلف المسميات من الجيش والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية".
وأوضح أن "النقاش مع التحالف الدولي يركز على الجانبين الجوي والاستخباري أما من الناحية البرية فنحن قادرون على أداء مهامنا ولا نحتاج لأي قوة لدعمنا أو إسنادنا".
وشدد على أن "الرؤية العراقية هي إنهاء مهمة التحالف بالكامل وتحديد سقف زمني لإنهاء مهمة التحالف بالكامل مع الانتقال إلى مرحلة الشراكة الثنائية ووفق مذكرات تفاهم بين وزارة الدفاع العراقية وعدد من دول التحالف".