كتب الأستاذ محمد النوباني:
ذكرت مصادر صحفية أمريكية أن الرئيس الامريكي جو بايدن هاتف ،الأحد، كل من الرئيس المصري السيسي وأمير قطر تميم، وطلب منهما إنجاز صفقة لوقف إطلاق ألنار في غزة قبل حلول شهر رمضان المبارك.
غني عن القول بهذا الصدد بأن السذج فقط هم من سيقنعون، بأن صحوة ضمير مفاجئة هي التي دفعت بايدن لتقديم مثل هذا الطلب لمصر وقطر ،فأمثال بايدن ضميرهم ميت منذ أن كانوا اطفالاً. فكل ما في الأمر بأن بايدن وإدارته يخشيان بأن يؤدي إستمرار سفك الدم الفلسطيني انهاراً في "رمضان"، الذي له رمزية خاصة بالنسبة لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم إلى خروج الأمور عن السيطرة في عموم فلسطين التاريخية وإندلاع حرب إقليمية تشكل تهديداً إستراتيجياً للمصالح الأمريكية في الشرق الاوسط برمته.
بكلمات أخرى فإن بايدن يريد من مصر وقطر ممارسة أقصى الضغوط على المقاومة الفلسطينية لكي تقدم لإسرائيل من خلال المفاوضات ما عجزت عن تحقيقه من خلال الحرب،
أي إطلاق سراح المحتجزين الإسرائليين في غزة من دون دفع اية اثمان سياسية للفلسطينيين جدية.
ولكي نوضح أكثر فإن هناك من أوضح لبايدن بأن استمرار خروج الصور الفزعة من غزة في رمضان سيؤدي لا محالة إلى حدوث موجة إضطرابات واسعة في البلدان العربية والإسلامية التي تحكمها أنظمة موالية لواشنطن والغرب وربما إلى نشوب حرب إقليمية مدمرة تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل والمصالح الاستراتيجية لأمريكا.
على ضوء ما تقدم فإنه يمكننا استنتاج ثلاثة مسائل مهمة:-
١-أن أهداف امريكا وإسرائيل من هذه الحرب متطابقة.
٢- أن أمريكا هي التي تدير هذه الحرب.
٣- لا احد يستطيع أن ينكر بأن بعض سياسات ومواقف نتنياهو واحزاب الصهيونية الدينية المتحالفة معه قد لا تكون مقبولة من إدارة بايدن الديموقراطية لأنها قد تؤثر سلباً على إستقرار الانظمة العربية المتحالفة مع واشنطن في المنطقة، ولكن يخطئ من يعتقد بأن ما ينظم العلاقة بين واشنطن وتل ابيب هي المسائل الشخصية،
فما يحكمها ويتحكم بها هو منظومة مصالح طبقية وجيو-سياسية تحتل فيها الجوانب الشخصية حيزاً ضيقاً.