قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن إسرائيل "تخوض حربا متعددة الجبهات على الصعيدين، الدفاع والهجومي"، وذلك خلال اجتماع عقده اليوم الثلاثاء، مع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، غداة الهجوم الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدى إلى مقتل 11 شخصًا بينهم قياديون ومستشارون مهمون من الحرس الثوري الإيراني.
وقال غالانت، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتبه، إن الاجتماع المغلق الذي عقد في مكتبه في مقر وزارة الأمن (الكرياه) في تل أبيب، تناول "سير الحرب على قطاع غزة، والجهود المختلفة لإعادة الرهائن (الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة)، وما يقوم به الجيش الإسرائيلي في سائر الجبهات القتالية لإحباط الإرهاب".
واندلعت مشادة كلامية بين غالانت وعضوة كنيست عن الليكود وأخرى عن حزب "عوتسما يهوديت"، طالبتا بضرورة "السيطرة الإسرائيلية على مساحة قطاع غزة كاملة" كإجراء انتقامي ردا على هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الأمر الذي اعتبره غالانت "غير ممكن"، وليس ضمن "الأوليات الإسرائيلية".
وقال غالانت، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، إن "السيطرة الإسرائيلية على غزة غير ممكنة من حيث أولوياتنا الأمنية، وهذا ليس في صالح دولة إسرائيل ولن أوافق على ذلك"، واعتبر أن "البديل الأقل سوءا" هو سيطرة "جهات محلية غير مرتبطة بحركة حماس" على قطاع غزة.
وقال غالانت، بحسب البيان، "نحن في حرب متعددة الجبهات، هجوميا ودفاعيا. إننا نتلقى أدلة على ذلك كل يوم، بما في ذلك الأيام القليلة الماضية، ونعمل في كل مكان كل يوم لمنع تقوية أعدائنا ولنوضح لكل من يعمل ضدنا، في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أن ثمن العمليات ضد إسرائيل سيكون باهظًا".
وادعى أن حركة "حماس لم تعد تعمل كمنظمة عسكرية في معظم أنحاء قطاع غزة. قادتها يختبئون في الأنفاق؛ الحركة فقدت القدرة على القيادية والسيطرة، وتوقفت أطر الكتائب في معظم أنحاء قطاع غزة عن العمل، والمعلومات التي تم الحصول عليها من التحقيقات مع الإرهابيين تشير إلى التنظيم في حالة تفكك".
وزعم أن ما تبقى من قوات حماس هو "لواء رفح بكتائبه الأربع وسنتعامل معها قريبا".
وادعى وزير الأمن الإسرائيلي أن "الضغط العسكري كان ولا يزال العامل الرئيسي والأهم في مسألة إعادة المختطفين، والمرحلة المتقدمة التي وصلنا إليها في تفكيك حركة حماس، إلى جانب المعلومات التي نحصل عليها من التحقيقات مع المخربين المعتقلين، تجعلنا أقوى في المفاوضات وتسمح لنا باتخاذ قرارات صعبة".
وأضاف "أنا ملتزم بإعادة جميع الرهائن إلى منازلهم وسأدفع قدما أي خطة تجعل هذه المسألة ممكنة. وفي الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى التصرف بمسؤولية كبيرة، فحماس ليس لديها مصادر استخباراتية مهمة وأي تسريب من المناقشات المغلقة يخدم حماس".
وعلى صلة، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن غالانت طالب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس الشاباك، رونين بار، بفتح تحقيق يقوده الشاباك بالتسريبات من الجلسات المغلقة التي تعقد لبحث تطور الحرب على غزة والمواجهات العسكرية مع حزب الله وكذلك تطور مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس.
كما نقل البيان عن غالانت قوله إن "المؤسسة الأمنية تواجه تحديات أمنية معقدة، ونحن مطالبون بزيادة عدد الجنود في الخدمة ومدة الخدمة العسكرية، من أجل الاستجابة للاحتياجات الأمنية. وفي الفترة المقبلة، سيتم وضع خطة عمل للمؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي".
وأشار غالانت إلى أن "جهاز الأمن يستعد هذه الأيام لصياغة خطة لتمكين تجنيد جزء متزايد من الجمهور الحريدي، في ظل الظروف المناسبة لإعمارهم"، وقال إن الجيش الإسرائيلي يبذل جهودا حثيثة لملاءمة مسارات الخدمة العسكرية لتجنيد الحريديين، وشدد على أنه سيواصل العمل من أجل تشريع توافقي بين أحزاب الائتلاف حول هذه القضية.
وتابع "نحن بحاجة إلى المزيد من القوى البشكرية من ذوي الكفاءة الذين يمكنهم المساهمة في حملة الدفاع عن البلاد. ومع ذلك، كشخص مسؤول عن النظام الأمني، فمن الواضح بالنسبة لي أن الاستقرار الاجتماعي هو عنصر أساسي في لتعزيز المناعة القومية ويجب ألا يؤدي تحت أي ظرف من الظروف إلى شرخ في الأمة".