حراك الشباب الأردني هذا يجب أن لا يضيع سدى / حلقة 1
مقالات
حراك الشباب الأردني هذا يجب أن لا يضيع سدى / حلقة 1
جورج حدادين
8 نيسان 2024 , 11:58 ص


كتب جورج حدادين

أصبح الحراك الشبابي الأردني حافزاً للشباب في مصر والمغرب وغيرهم في العالم العربي،

ووضع تحت المجهر من قبل الكيان الصهيوني والدوائر الأمريكية ،

و محط امال محور المقاومة،

خلق حالة من الهلع للنظام الرسمي العربي، فهرعت أقلام التدخل السريع المدفوعة الأجر شيطنة الحراك وكيل الإتهامات العبثية المرتدة للحراك، من نمط أيدي خارجية توجه، وتعكير صفو الأمن، وخلخلت النسيج الاجتماعي ...الخ

في البدء من المهم الإشارة الى ما قاله هنري كسنجر وزير الخارجية الأمريكية حين إبلاغه نبأ " طرد الخبراء السوفييت من مصر، عام 1972" حيث تم إيقاضه من النوم في ساعة مبكرة من الصباح، وكان مصدوماً لدرجة أنه لم يصدق هذا الخبر، ثم قال" كنا على استعداد لإعادة سناء له بكامل السيادة مقابل هذا الإجراء ، وها هو يقدمه لنا على طبق من فضة بدون مقابل، وكذلك تحدث بخصوص إخراج المقاومة من الأردن عام 1970 بدون طلب المقابل" ، هي فرصة ثمينة للقيادة السياسية والاقتصادية في هذا البلد لإحداث تحول في سياساته الداخلية والخارجية والاقتصادية، لبناء وحدة وطنية تشكل أرضية صلبة لتحرير الأردن من التبعية.

من يدعي الحرص والإنتماء الى هذا البلد فعليه أن يعي أولاً معنى الإنتماء الحقيقي لتراب هذا الوطن وعليه أن يعي أهمية هذا الوطن ليس فقط لأبناءه بل للمنظومة العربية والعالمية،

الأردن يشكل العقدة الجيوسياسية للمنطقة وأحد أهم العقد الجيوسياسية المنتشرة على الكرة الأرضية، كان في القديم وما زال حتى اليوم.

لماذا خصّت الأردن من قبل الفتح الإسلامي بمصطلح " أرض الحشد والرباط "

لماذا جرى التحكيم بين على ومعاوية، على جبل التحكيم جنوب الأردن،

لماذا اختار العباسيون الحميمة في جنوب الأردن نقطة إنطلاق ضد الأمويين،

لماذا دخل الأشوريون ألى فلسطين من الأردن وتحديداً من مادبا / جبل الصياغة لفعل السبي الأول والثاني لليهود، في القرن التاسع قبل الميلاد.

الأرض الأردنية تحوي ثروات طبيعية هائلة، لكنها محتجزة، وحضارة ممتدة لكن مجهل بها عن قصد ومعرفة:

أول تحول في تاريخ البشرية من عصر الصيادين اللمامين إلى الزراعة، قبل ثلاث وعشرين ألف عاماً، بالقرب من قصر الحرانة،

وأول رغيف خبر في العالم عمره حوالي 14 ألف عاماً، وجد في شمال شرق الأردن،

وأول مجتمع في تاريخ العالم أكتشف البعد الثالث ( تماثيل عين غزال ) قبل حوالي 12 ألف عاماً،

الى كتاب التدخل السريع، قبل التحريض على أشرف الناس اللذين يتظاهرون بدافع الوطنية الحقيقية، والشرف والقيم الإنسانية، وبدافع حماية الوطن من الأطماع الصهيونية ، الرسمية والشعبية، المعلنة من قبل اليمين الصهيوني " الأردن جزء من فلسطين الكبرى" ولم يخجل وزير إسرائيلي من وضع خارطة تمثل هذا الشعار داخل البرلمان الفرنسي، حيث ألقى كلمة، ولم تخجل حكومة وبرلمان فرنسا من القبول بهذا المسخ علماً بأن فرنسا تعترف رسمياً بدولة الأردن منذ عام 1946،

لم نسمع من كتاب التدخل السريع ولم نعرف عن جهد بذل من أجل التعريف الحقيقي بتاريخنا وحضارتنا ولا أي جهد بذل على صعيد التوعية بثرواتنا الطبيعية الهائلة المحتجزة عن الإنتاج، ولو تم تحرير ثرواتنا وتحويلها الى خيرات لأصبحت الأردن منعمة، دولة ومجتمع، ولن تعد كلمات الشكر المطرزة في كل مكان " بمنحة كريمة من ..."

لم نسمع منهم أي جهد بذل في سبيل شحذ الهمم الوطنية وتنمية المشاعر الوطنية للتحول الى الإنتاج، الطريق الوحيد للخروج من التبعية للغرب الرأسمالي، والطغمة المالية العالمية، التي تمتص خيراتنا وتوظفنا ضد مصالحنا الوطنية ومصالح أمتنا العربية.

إلى كتاب التدخل السريع " من بيته من زجاج "

يتبع 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري