لعبة البغ بونغ، ضربة مقابل ضربة, حرب النقاط والتوازنات
مقالات
لعبة البغ بونغ، ضربة مقابل ضربة, حرب النقاط والتوازنات
جورج حدادين
16 نيسان 2024 , 22:52 م


كتب جورج حدادين

هل يرد الكيان على ضربة إيران؟

الضربة الإيرانية أثبتت للكيان الصهيوني، وتحالف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، من الآن فصاعداً ، لن يمر أي اعتداء بدون رد، وقد يكون الرد أكثر ألماً من الإعتداء ذاته، هذا ما يصرح به القادة الإيرانيين، مدنيين وعسكرين،

بالمقابل القيادة الصهيونية تعلن أنها سترد على الرد،

وتعلن الولايات المتحدة أنها ستترك القرار للقيادة الفاشية في الكيان لتقرر طبيعة الرد وتوقيت الرد،

بالمحصلة فأن الرد والرد على الرد، يخضع لتقدير كل طرف ولموازين القوى على أرض الواقع، الظاهر منها والمخفي ، كما يقدره كل طرف.

قيادة الكيان تعتبر نفسها مهزومة إذا لم ترد، وتقدّر أن عدم الرد سيفتح شهية إيران ومحور المقاومة على " التمادي " على الكيان.

الكيان دخل في مأزق تاريخي وأدخل معه المركز الرأسمالي الغربي،

فموازين القوى الفعلية القائمة، على أرض الواقع وفي الحقيقة، تميل لصالح محور المقاومة، ولصالح مشروع التحرر الوطني في المنطقة.

طوفان الأقصى، أظهر بقوة هشاشة هذا الكيان على كافة الصعد، وصدع بنية النظام ومعها تصدعت وظيفة الكيان، كقاعدة متقدمة لحماية مصالح الشركات الغربية العملاقة، واصبح الكيان بذاته بحاجة مطلقة لحماية الغرب، على كافة الصعد العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية، حيث تسلم، 2000 ضابط أمريكي، من مجرمي حرب العراق وقتلة المدنيين، قيادة المعركة مباشرة بعد يوم من طوفان الأقصى، إذ تنحت القيادة العسكرية الصهيونية، نتيجة حالة من الهلع دبت في صفوفها.

الغرب الرأسمالي وصل إلى قناعة بأن هذا الكيان لم يعد قادراً على حماية مصالحه، وأن النظام الرسمي العربي أعجز من أن يدافع عن نفسه، فكيف يمكنه الدفاع عن مصالح الغرب،

لا بل تتولد يوماً بعد يوم، قناعة لدى المركز ، بإمكانية تهاوي النظام الرسمي، في لحظة انخراطه في تحالف مع الكيان والمركز، لحماية الكيان ضد محور المقاومة، الذي اتسعت قاعدته الشعبية بعد طوفان الأقصى والرد الإيراني، حيث عم الفرح، بغض النظر عن بعض الأبواق المأجورة والمذهبية المقيتة، كافة المجتمعات العربية.

وازدادت قناعة ( المركز الرأسمالي الغربي ) بعد الرد الإيراني على قصف القنصلية، أن موازين قوى جديدة آخذه بالتشكل في منطقتنا، لصالح محور المقاومة والمقاومة الشعبية العربية.

انتقلت القيادة الإيرانية من ما تسمية " الصبر الإستراتيجي " إلى " إستراتيجية الرد الفوري " بعد ثواني من العدوان سيتم الرد، كما تعلن القيادة الإيرانية، وهذا الانتقال الإستراتيجي حصل على إثر طوفان الاقصى وتداعياته، حيث قيادة تتمتع بذكاء لاعب الشطرنج وصبر حائك السجاد،

في المقابل لم يستخلص، ولم يستثمر، النظام الرسمي العربي ، هذه النقلة النوعية على موازين القوى على أرض الواقع، لا بل إزداد خنوعاً وخضوعاً واستسلاماً، فمقولة حماية الأجواء لم تنطلي على أحد، خاصة وأن الإتفاقيات الأمنية مع دول المركز الرأسمالي، الولايات المتحدة المملكة المتحدة وفرنسيا، التي تمثل استباحة كاملة وواضحة ومعلنة خاصة للجو والبر، والرد على المسيرات والصواريخ الإيرانية التي استهدفت الكيان الصهيوني، خير دليل، في الوقت الذي يمارس هذا الكيان أبشع أنواع القتل الجماعي والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني في غزة،

هذه لحظة تاريخية للنظام الرسمي العربي، لفرض شروطه على المركز، بدلاً من يخضع لإبتزاز الغرب،

كان هنري كسنجر يردد مقولة " أن النظام الرسمي العربي يقدم تنازلات مذهلة دون طلب المقابل " ولا تزال هذه المقولة سارية المفعول الى يومنا هذا.

من المرجح أن تستمر سياسة ضربة مقابل ضربة في المعركة الدائرة بين الكيان وإيران، على المدى المنظور بتوافق كافة الأطراف، وفي حالة تخطى أحد الأطراف الخطوط الحمر فسوف يتم الإنتقال إلى الحسم. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري