كتب الناشط السياسي محمود موالدي
عاصفة الجنون المفرط التي حكمت عقول قادة العدو وأربابهم، والصدمة من الخطوة الإيرانية العميقة والمعقدة التي وضعت العدو الأمريكي قبل الكيان المؤقت في إرباك وذهول، ما زالت انعكاسات التأديب الردعي تأخذ منحى تصاعديا في أروقة السياسيين والعسكريين على حد سواء، فكل ما نسمعه من تهديد صهيوني هو تعبير عن العصف الذهني الحاصل للعقل صناع القرار في الكيان، لقد فرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية توازى ردعيا جديدا ووضعت الكيان أمام خيارات صعبة لا يمكن هضمها، حتى أصبح التفكير الإسرائيلي والتخطيط يحمل مصطلحات لم نكن نسمعها أن تصدر من تل أبيب، وعلي سبيل المثال (الرد في المكان والزمان المناسب) و (الصبر الاستراتيجي) وغيره من مصطلحات تخفف ثقل ومنعكسات الضربة التي تعتبر أكبر هجوما بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية في العالم، هذه الحقيقة جعلت الراعي العالمي للكيان المؤقت يسارع احتواء أي قرار متهور يمكن أن تأخذه حكومة الاحتلال، لأن الأمريكي أدرك جيدا بأن ما حصل هو تهديدا للأمن (القومي الإسرائيلي) وهو بمثابة تهديد لوجود هذا الكيان ومصالح الأمريكية، لكن لا يعني ذلك عدم تهيئة المناخ المناسب للرد، فبحسب العديد من المصادر الغربية تسعى الولايات المتحدة الأميركية من خلال تواجدها غير الشرعي في كل من سورية والعراق لأحداث جدار دفاعي آمن للكيان مع توسيع ما هو موجود في الأردن ودول الخليج العربي، وبانتظار المرحلة الظرفية المناسبة مع التصريحات المتشابكة من جهة توسيع فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالاقتراحات الأمريكية المقدمة للكيان والتي تسمى بالخطاب الأمريكي (بالنصائح) كانت محددة على أن يكون الرد محدودا، لتبقى توجيهات الإمام القائد الخامنئي بالرد الحازم على أي اعتداء مهما كان حجمه زاد من الإرباك في اتخاذ القرارات النهائي، فالتخوف في واشنطن هو الذهاب لمعركة كبرى تأخذ بعدها على مستوى الجبهات المختلفة ليس فقط في الإقليم بل حول العالم، وما نشهده اليوم من تصعيد على الجبهة الجنوبية للبنان يعد استثمار مهم لمفاعيل التأديب الإيراني، فالمقاومة الإسلامية في لبنان وضعت تصاعدا استراتيجيا دقيقا العمليات وفاق التصعيد حد الكتل النارية وحسب بل حجم المعلومات الاستخباراتية وتحديد الهدف ثم الكثافة النارية والتنوع في استخدام أصناف متعددة في استهداف هدف واحد مما يحد من قدرة الدفاعات الجوية الصهيونية على الاعتراض، كل ذلك يجعلنا نلحظ ذهاب الربيب الأمريكي نحو خطين متوازيين، الأول لجم الجموح والتهور الصهيوني والثني التصعيد الظرفي للتفاوض وسحب ما يمكن من مكاسب للعدو، إن الأشتباك الحاصل بالغ التعقيد بحاجة لمتابعة والتدقيق دون التبصير السياسي، فنحن بحاجة لتحليل موضوعي ينسجم وما حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة بساحاته المختلفة