كتب الأستاذ حليم الشيح: رد بين الجد واللعب
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيح: رد بين الجد واللعب
حليم الشيخ
19 نيسان 2024 , 21:59 م


"مسخرة"...

"مخيب للآمال"...

بهذه الكلمات، لخص ايتمار بن غفير شعور الاسرائيليين الفعلي بعد ارسال بضعة مسيرات برغوثية إلى مدينة أصفهان الإيرانية...

إذا كان الكيان يريد حفظ ماء الوجه دون مخالفة التعليمات الأميركية بوجوب عدم الرد على إيران...

فقد فعل ذلك بماء المجارير، أو في احسن الأحوال، مياه موحلة زادت من العار الذي لحق به بعد العملية الإيرانية منذ أربعة أيام بالتمام والكمال...

لكن إذا صدقنا موقع A B C عن مسؤول أميركي، فإن الانفجارات التي طالت مدينة أصفهان والبعض يضيف أيضاً مدينة تبريز التي يقال انها تبعد عن أصفهان حوالي ٨٠٠ كلم ناتجة عن إطلاق ثلاثة صواريخ من طائرة من خارج حدود إيران...

في الحالة الأولى، يرجح أن تكون عملية إطلاق المسيرات الثلاث الصغيرة عملية أمنية خاصة قامت بها إحدى المجموعات الإرهابية أو الانفصالية التي ترتبط بدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل طبعاً...

في هذه الحالة لا بد أن يكون جرى تنسيق كامل بين أميركا والكيان حيث تكون الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت إقناع إسرائيل بعدم الرد خوفا من تدهور الأمور نحو حرب شاملة سوف تلحق الهزيمة حتماً بأميركا والكيان معا...

هنا قامت اميركا باستخدام سطوتها على بلدان الخليج لتسهيل هذه العملية الأمنية...

في هذه الحالة، تعتقد أميركا أن هذا سوف ينهي مسلسل الرد والرد على الرد لمنع تدهور الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه بالنسبة لمستقبل الكيان الذي دخل بالفعل مجال الثقب الأسود المجهول...

لكن الأميركيين الذي عملوا على حبك هذه المسرحية، ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم يقفون مع الكيان على نفس خازوق المسخرة...

هنا تغيرت الحبكة المسرحية...

راح بعض الإعلام الأميركي يتحدث عن انفجارات في تبريز...

لكن ماذا عن أصفهان...؟

الإعلام الأميركي المسخرة، عاد وقرر إهمال قصة تبريز والعودة إلى أصفهان مع بعض الأفيال الطائرة...

ساعة يتحدثون عن استهداف مركز نووي؛ وساعة أخرى يتحدثون عن استهداف قاعدة جوية...

لكن ماذا يقول الإيرانيون...؟

يرجح الإيرانيون القصة الأولى، أي العملية الأمنية...

صحيح أنه في هذه الحالة تكون إيران قد وجهت صفعة ثانية إلى الكيان عبر جعله مسخرة تتندر في الاستهزاء منها كل مواقع التواصل؛ لكن هذا لا يعفي الإيرانيين من أخذ اللعب الذي حصل على محمل الجد...

مجرد أن يكون للكيان عملاء في الداخل يستطيعون التحرك بهذه الحرية يبعث على القلق...

هل قام الاميركيون ومعهم الأوروبيون وعلى الأرجح بعض الدول العربية بهذه العملية الأمنية المحدودة خوفا من تطور الأمور، خاصة وأن هذا جاء مباشرة قبل اجتماع الأوروبيين الذين بدل فرض عقوبات على ايران كما كانت تطمح اسرائيل، قاموا بالدعوة لضبط الأعصاب وتهدئة الأمور...؟

في كل الأحوال، ورغم أن الكيان أثبت مرة أخرى أنه فعلا أوهن من بيت العنكبوت بهذا الرد المسخرة، يتوجب على الإيرانيين التنبه والبقاء على جهوزية كاملة لأن الأطراف الأربع التي ربما ساهمت في فبركة تلك المسرحية، أميركا أوروبا، الكيان والدول العربية يجب عدم الثقة بها لسبب بسيط جداً...

إيران استطاعت خلال أربعة عقود من إفشال كل مخطط الشرق الأوسط الجديد تحت هيمنة صهيونية كاملة...

كما يجب أن لا يجعل هذا الأمر إيران تعيد النظر في وجوب إعادة النظر بالمشروع النووي العسكري كما كانت ألمحت منذ يومين...

لقد آن الأوان...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري