كتب الأستاذ حليم الشيخ:
اذا كانت الشام قلب العروبة، فإن فلسطين نبض هذا القلب...
فلسطين هي روح العروبة...
ينتظر بعض العرب اجتياح رفح...
يظن هؤلاء الصبية أن رفح سوف تكون نهاية القصة الفلسطينية...
خمس وسبعون عاماً وهؤلاء الأعراب يقفون على باب القدس، يستمعون لأنين ألم الاغتصاب...
يكتمون أنفاس الضحية عجزاً عن أخذ الثأر...
بعد ٧٥ سنة، صرخت فلسطين أن كفى...
لن نموت بصمت بعد اليوم...
يعتقد ضعاف النفوس أن نكبة أخرى تنتظر في الأفق...
سوف يتم التهجير إلى سيناء...
ما يجري في الضفة هو إبادة ما قبل عاصفة التهجير إلى الأردن...
يستمع هؤلاء إلى ما ينقله الغرب من تهديدات... يرتجفون خوفاً...
لأنهم ضعاف إيمان...
لأنهم ضعاف نفوس...
يدفنون رؤوسهم في الرمال خوفا من رؤية تهجير أهل الجليل إلى لبنان...
هؤلاء يستمعون إلى نشرات الأخبار من على شاشات الغرب حتى ولو تكلمت بلغة الضاد...
هم مهزومون حتى قبل أن يولدوا...
أنه قدر الأمم،
في البطل، وفيها الخسيس أيضاً...
هم من طينة الهزيمة...
أنها طينة الجبناء...
معظم هؤلاء لا ينتمي إلى عالم العمالة التي تسكن معراب والصيفي وبعض احياء صبية الخليج الذي تفاجأ على ما يبدو من قوة المقاومة، فلم يعد يعرف ماذا يفعل...
كان على وشك الاحتفال بموت الضحية ونسيان فعل الاغتصاب...
ما لهم هؤلاء الغزاويين...
لماذا لا يموتون بصمت...؟
لا تختلف أحلامهم عن حلم رابين حين تمنى أن يصحو يوما فيجد أن البحر قد ابتلع غزة...
مشكلة هؤلاء أنهم يقيسون الأمور على مقاساتهم...
لأنهم اقزام...
يعتقدون أن أهل غزة أقزام كذلك...
تتزايد الوفود إلى لبنان واليمن...
وعود لا تحصى بأنهار من لبن وعسل...
المطلوب فقط فك الارتباط مع غزة...
يترجى الأوروبيون صنعاء أن لا تستهدف سفنهم... لكنهم يعجزون عن إعطاء ضمانات بعدم الذهاب الى موانئ فلسطين المحتلة...
يردهم الحوثي على أعقابهم بعد عدة صفعات لا يحس بها إلا من يعيش في أوروبا ويجد الأسعار تعلو كما نسب التضخم...
الكهرباء، الماء، الغذاء...
تراوحت الزيادات بين ٣٠ وخمسين بالمئة...
كل ذلك بفضل ذلك المقاتل اليمني الذي أقفل الطرق على الكيان حتى وصلت سطوته إلى المحيط الهندي...
أعطى الحوثي الأمان لإشباع الدول...
لكن بشرط عدم ربط أنفسهم بالكيان الغاصب...
نظروا صوب الأميركي الذي زجرهم فتراجعوا كما الكلاب الجربانة...
لقد أعادتهم صنعاء إلى احجام
الاقزام...
في لبنان، قد لا يلام المبعوثون...
إذا كان بعض أهل البيت بالطبل ضارب...
لا المبعوثين، ولا الخرفان، ولا حتى العملاء يفهمون...
فلسطين ولبنان ولدا ليس فقط من نفس الرحم...
هما لايزالان مربوطان بنفس حبل السرة...
كثيرون لا يفهمون ذلك...
عقب هزيمة حزيران، نظرت إلي جدتي التي سكنت مدينة العفولة في فلسطين ثم قالت لي...
حتى لو خسرنا الحرب، يجب أن نعود ونتهيأ من جديد...
بيننا وبين هؤلاء (الصهاينة) لا يمكن أن يوجد تعايش...
أما نحن، وإما هم...
من يتابع ما يقوله الكثيرون من أهل غزة، يتأكد أن يحي السنوار قد أعاد الكوكب إلى نقطة انطلاق جديدة...
السنوار الذي خرج منذ أيام يتفحص أمور الناس، وجه صفعة إلى كل الكيان وكل اتباعه من عرب أو انصاف اعراب...
الشعب الفلسطيني أخذ القرار...
لن نخرج من ارضنا لو مهما صار...
نعيش على هذه الأرض أو ندفن تحتها... لكن لن نغادر...
يعد نتنياهو بعض الاغبياء أن يكون سقوط رفح هو الانتصار...
ايام غيفارا غزة كانت رفح تحت سلطة الاحتلال، ولم يستطع الكيان امساك زمام الأمور...
اليوم، ومع وجود محور المقاومة، احلام ابليس بالجنة أسهل من أن ينتصر العدو...
هو قتل الآلاف...
قتل عشرات الآلاف...
مع كل طفل كان يسقط، مع كل نقطة دم، مع كل قطرة عرق، يزداد مؤشر النصر...
نحن مكتوب علينا الانتصار...
ننتصر حين نموت، وننتصر حين نحيا...
رغم بعض اللوم في أعين اطفال غزة، أصبح من الواضح أن كلمة حزب الله في لبنان بقيت هي هي منذ الثامن من أكتوبر...
نحن وغزة نعيش معا، نقاتل معا، وننتصر معا...
هرع هوكشتاين مرة جديدة...
كذلك فعل وزير ماكرون...
في اليمن وفي لبنان يريدون إسكات الهمم من أجل قتل روح غزة... من أجل خنق فلسطين...
لكن كما هي بيت حانون تقتل جنود الكيان...
كما بيت لاهيا...
كما شمال القطاع...
كما كل بقعة من القطاع حيث يخرج مقاوم من خلف حجر يردي حلم الكيان بسلام الذل والتبعية...
هكذا بعد رفح...
سوف يبتلع الكيان لسانه...
سوف يبتلع الاعراب ألسنتهم...
يخرج طفل يقهقه...
تفرض غزة السردية الفلسطينية...
غدا يوم آخر...
غدا سوف يبتلع البحر الكيان...
غدا سوف يلطم النازيون الأميركيون على الحدود ويتشحون بالسواد...
غزة ولدت من جديد...
فلسطين تولد من جديد...
ومن خلف الصورة طيف محور المقاومة، وطيف إيران...
المجد لمن يقاوم، والعار كما الذل لكيان لم يعد في عمره الكثير...