‏لماذا تقديس الناس عمل خطير؟
مقالات
‏لماذا تقديس الناس عمل خطير؟
سامح عسكر
30 نيسان 2024 , 16:05 م

كل إنسان لديه رغبة وقدرة على فعل الشر، وكل الناس حينما ولدوا نشأوا على غرائز وأشياء منها:

1- حب التملك

2- حب السيطرة

3- الغضب

4- الخوف

5- السعادة

6- حب الاستطلاع والمعرفة

7- حب المتعة الجنسية

8- حب المال

9- حب السمعة والجاه

10- حب التكاثر والذرية

لا يوجد إنسان إلا وفيه هذه الغرائز والمطالب والاحتياجات، ومهما بلغ الإنسان من قوة وصلاح وزهد فهذه الأمور راسخة وكامنة فيه، حيث تولد معه ثم تنمو وتتطور مع كافة مراحله السنية..

دور الدولة هو الحد من أخطار هذه الغرائز والطباع (بالقانون) والصرامة في تنفيذه، ودور المجتمع في تهذيب وتوجيه هذه الطباع والغرائز للأفضل والأجمل، ودور العقلاء والصالحين تشجيع الناس على الفكر والتدبر والأخلاق لكبح جماح هذه الصفات والغرائز واستعمالها فقط في الخير والبناء...

عندما يحدث تقديسا لشخص ينتهي كل هذا..

يصبح الإنسان المُقدس معصوما فجأة، وتتحول غرائزه العدوانية الكامنة لدين، فيصبح حب التملك والسيطرة شريعة دينية برغم أنها آفة أخلاقية وعيبا إنسانيا كبيرا، ويصبح الغضب فضيلة بدعوى الدفاع عن الرمز المقدس برغم أخطاره السريعة على الجميع إذا حدث بدون أي انضباط أو قوانين تحكمه، ويتولد الشر بين الناس دفاعا عن أنفسهم ضد هذا الغازي الشرير الذي يزعم أتباعه أنه مقدس..

كل مجتمع يكثر فيه هؤلاء المقدسين هو مجتمع خطير غير آمن على الضعفاء والمحتاجين، وأكثر هؤلاء الضعفاء هم (النساء والأطفال والفقراء والأقليات الدينية والعرقية) لذا تجد فتاوى هؤلاء المقدسين تستهدف هذه الفئات بالذات وتنأى بنفسها عن مواجهة الأقوى منها بدعوى (الموازنات والمآلات)

وكل دولة تساهم في صناعة مقدسين هي دولة ساذجة تحفر قبرها بيديها، فمهما كانت السلطة قوية هي أضعف من هؤلاء المقدسين إذا تغوّلوا ووصلوا للشعب دون تدخل الحكومة، وحين ينتفض المثقفون للتحذير من صناعة هؤلاء المقدسين المزعومين ينبغي لكل مسئول أن يسمع تحذيراتهم ويأخذها على محمل الجد،

فالناس حين تصنع مقدساتها البشرية لا تعتدي في البداية لكنها تندفع للعدوان بأثر السمع والطاعة في مرحلة زمنية لاحقة..فقط حين يشعر هذا المقدس أنه صار قويا..بل أقوى من الدولة نفسها ولا طاقة لأي مسئول أن يواجهه ويتحداه أمام الجماهير.. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري