كتب الناشط السياسي
محمود موالدي
مع تعاظم الخلافات داخل الكيان المأزوم ، الذي يعيش متلازمة هستيريا الخوف و فقدان الهوية وغياب القدرة على اتخاذ قرار استراتيجي يحقق شيء من الأهداف المعلنة و حتى الغير معلنة لهذا الكيان، والاكتفاء باستعراض عضلات و تهديدات واستمرار العدوان و الاتجاه نحو خيارات صعبة الحلو فيها مر ، ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن اجتياح رفح قد يؤدي إلى "تفكيك" كتائب حماس الأربع التي تدعي «إسرائيل» أنها موجودة في رفح. لكن زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "لن يختفي بالضرورة. وثمة شك إذا كان موجودا في رفح أصلا"،
فيما أضاف غالانت وهليفي، حسب هرئيل، أن "حماس سترمم قدراتها العسكرية والسلطوية في مناطق أخرى في القطاع. وبعد عدة أشهر من احتلال رفح، سنعود إلى نقطة البداية. فحماس متضررة لكنها نشطة". وأشار هرئيل إلى أنه "لهذا يقترح الجيش محاولة دفع صفقة وفقط بعد ذلك الاستعداد لإمكانية احتلال رفح .. و أشار إلى أنه "بغياب صفقة، وإثر المعارضة الأميركية، من الجائز أن تكون العملية العسكرية في رفح مقلصة أكثر مما يعتقد. وبإمكان الجيش الإسرائيلي دفع قسم من السكان إلى خارج رفح، والسيطرة على أطراف المدينة وقصفها من الخارج، من دون الانقضاض فورا على احتلال كامل. وعملية عسكرية كهذه لن تكون بدون خسائر بشرية أيضا. وإلى جانب الكثير من القتلى الفلسطينيين، ستزهق حياة جنود. وبات واضحا بشكل قاطع أن توسيع هذه العملية العسكرية سيشكل خطرا على حياة مخطوفين، يحتجز بعضهم في رفح. ففي جميع الهجمات السابقة للجيش الإسرائيلي قُتل مخطوفون"...
لكن الملفت هو شعور النخب السياسية و المحللون داخل الكيان المأزوم بأن التقديرات التي تشير إلى أن اجتياح رفح لن يغير صورة وضع الحرب على غزة، لكنهم أشاروا الآن إلى أن مواقف قادة جهاز الأمن الإسرائيلي لا ترى أي فائدة لإسرائيل من اجتياح كهذا وإنما ربما تزيد من ورطتها بسبب تكدس 1.4 مليون نازح فلسطيني في المدينة . وعلى الجانب الآخر في محور « المقاومة » تتصدر أولويات مختلفة و تتشابك القبضات على مختلف الجبهات و الجديد جبهة « البحرين » و «سرايا الاشتر » و ما صدر في بيان القوات المسلحة « اليمنية » و العمليات النوعية « للمقاومة » الإسلامية في العراق و ما سمعه « هوكشتاين » الذي حمل في جعبته خلال زيارته للبنان اوراق ابتزازية ، فبحسب جريدة الأخبار في إجتماعاته قال للمسؤولين اللبنانية إذا لم يقبل «حزب الله» بما عرض عليه فسيدخل الإسرائيلي إلى رفح و لبنان و لن نتمكن من إيقافه ، فجاء رد « حزب الله » إذا دخل الإسرائيلي إلى رفح و قبل أن يفكر حتى بالدخول إلى لبنان فنحن من سندخل إلى شمال فلسطين المحتلة و لن تستطيعوا إنقاذ الإسرائيلي الذي عجزتم عن منعه.
إن عنوان المرحلة هي التصعيد و على ما يبدو أن فتيل هذا التصعيد هو ( رفح ) ، لننتظر المفاجئات التي تتحضر للعدو الأمريكي المدير الفعلي للأجرام الصهيوني في منطقة غرب آسيا ، بل و ستتغير معها ميزان الاشتباك العالمي بمجملها ، و أيضاً العالم ينتظر الاحتكاك الفعلي بين الشرق و الغرب الذي تكشفت حقيقة تحرره و مبادئه و قيمه السامية على وقع القمع للحريات و انتفاضة عواصم الغرب و جامعاتها ، إن الأدارة الأمريكية المتورطة بالحرب الأبادة الوحشية في غزة في عين المحاسبة في الداخل و سقوط دورها الوظيفي في الخارج كشرطية العالم.
ايام حاسمة و النصر قادم .