خيانة مع خرزة زرقاء
مقالات
خيانة مع خرزة زرقاء
حليم الشيخ
5 أيار 2024 , 17:35 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

عندما يقرأ أي إنسان حر تلك الورقة الفرنسية المقدمة إلى لبنان، يكاد يخرج من بيته ويتجه صوب السفارة الفرنسية يرميها بالبيض والبندورة في أقل ما يجب...

عندما يقرأ أي إنسان حر ما تقدمه الاوراق المسماة أميركية إلى المقاومة الفلسطينية في غزة تخرج من فمه كل الشتائم بحق الوسيط الأميركي الذي اكتشف محمود عباس مؤخراً أنه ليس نزيها...

لكن هذا الإنسان الحر يصمت ولا يأتي على ذكر كل اولاد الكلب، لا في لبنان، ولا في فلسطين، ولا في العالم العربي مع أن هؤلاء يملأون الساحات ولا يخفون آراءهم التافهة، ولا مدى تبعيتهم لأميركا، الراعي الحصري للوكيل الصهيوني الذي يقول معظم هؤلاء أنه "عدو"؛ ربما عن استحياء بعد كل الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الثاني بتوجيه من الأول...

لن أتحدث اليوم لا عن "الوسطاء" العرب، لا بارك الله فيهم، ولا عن النظام الرسمي العربي الذي يستحق عن جدارة لقب الجيفة النتنة المتحركة...

دعونا ننظر إلى لبنان فقط...

رغم أن فلسطين مربوطة بلبنان بحبل السرة ولا مجال لحل قضية لبنان بمعزل عن حل القضية الفلسطينية، اريد أن أمشي اليوم مع سمير جعجع وسامي الجميل والبطرك الراعي والمطران عودة ومارك ضو وكل من لف ملف هؤلاء...

يقول المثل الشامي:

"إلحق الكذاب عباب الدار"؛

رغم إنكار كل هؤلاء لشاميتهم، اريد التأكيد أن هذا المثل لبناني أيضاً ١٠٠٪...

حاشى أن يكون هؤلاء من الكذابين!!...

لكن الخيانة يا جماعة ليست وجهة نظر...

هناك معايير واضحة وضوح الشمس حتى بالنسبة إلى جماعة لبنان اولا، أو مصر،أولا، أو سوريا اولا، أو أي بلد من بلدان الأعراب الذين يتشدقون بما لا يفقهون...

يتراكض هؤلاء ويرقصون فرحين حول الأميركي يطالبون بالقرار ١٧٠١...

ينظّر لهذا القرار حتى بعض المحسوبين على حلفاء المقاومة، بل حتى بعض المنتمين إلى هذه المقاومة...

القرار ١٧٠١ قرار أميركي اسرائيلي وافقت عليه المقاومة سنة ٢٠٠٦ مضطرة لأن حكومة فؤاد السنيورة كانت تحمل مشاريع أكثر سوءا بأضعاف مضاعف؛ ولأن هذه المقاومة لألف سبب وسبب لم ترد الذهاب الى فتنمة الصراع مع العدو الصهيوني...

من المؤسف قول ذلك...

لكن كلمة الحق يجب أن تقال...

المقاومة في لبنان تعرف أن نسبة كبيرة من اللبنانيين، بما في ذلك من قلب بيئة المقاومة، غير مستعدين للقيام بحرب تحرير شعبية لهذا البلد...

نقطة، نقطة... طالما الجميع يتحدثون إما عن ال ١٧٠١ أو عن اتفاق الهدنة مع هذا العدو...

لا القرار الأول، ولا القرار الثاني يستطيع حمل اي صفة وطنية...

القراران يمثلان وجهين لعملة واحدة اسمها الواضح الصريح بكل المعايير، خيانة الوطن...

أجل خيانة الوطن حتى من وجهة نظر لبنان أولا...

١- عندنا ٣٠٠ ألف أو ٥٠٠ ألف أو ٨٠٠ ألف لاجئ فلسطيني يريد الأميركي توطينهم في هذا البلد الذي يعلن صبحا ومساء أنه ليس بلد لجوء، ثم تركض حكومته وسط صمت كل المذكورين أعلاه لقبض ثمن نزوح سوف ينتهي قريبا إلى لجوء...

يجادل هذه الحكومة الكثير من اللبنانيين في المبلغ المقبول وليس في المبدأ...

إذا، وبلا فلسفة ولا سفسطة كلام لا معنى له...

ليتفضل هؤلاء ويقولوا لنا كيف يحل ال١٧٠١ أو اتفاق الهدنة مشكلة اللجوء هذه...

بشير الجميل شن حرباً ضد المقاومة الفلسطينية، لكنه لم يقل لنا كيف يكون حل مشكلة اللجوء...

إلا إذا افترضنا أن مجزرة صبرا وشاتيلا هي الحل الموجود في عقول هؤلاء...

عندما يخرج أي من المذكورين أعلاه ولا يعطي حلا لهذه المشكلة، يستحق كل واحد فيهم صفة الخيانة بكل جدارة.. من موقع لبنان اولا...

٢- عندما يتحدث القرار ١٧٠١ عن انتشار قوات اليونيفيل فقط على الأرض اللبنانية، ولا يفعل الأمر نفسه على نفس المساحة، وبنفس العمق شمال فلسطين المحتلة، يكون هذا الأمر خيانة بكل ما في الكلمة من معنى أيضاً من وجهة نظر لبنان أولا...

٣- عندما يصمت هؤلاء ولا يتحدثون عن ال ١٠٤٥٢ كلم٢ التي تشمل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وصولا إلى النقطة B1 على الناقورة ومرورا بكل نقطة من النقاط التي يرفض الصهيوني إعادتها ويسانده في ذلك الراعي الأميركي الأرعن...

يكون هذا خيانة كاملة الوصف أيضاً وايضا من وجهة نظر لبنان أولا...

٤- عندما يكون هم كل ابن كلب النيل من اللبناني الآخر على حساب الوطن، يكون هذا خيانة موصوفة أيضاً من وجهة نظر مشروع لبنان أولا...

طبعاً، هناك خامسا، سادسا... وعاشرا وأكثر...

لكن المقصود هنا ليس الدفاع عن لبنان اولا؛ المقصود هنا كشف الأقنعة وإثبات أن كل ابن كلب من هؤلاء يجلب الشتائم لأهله والذين خلفوه لأنه خائن بكل الاوصاف والمعايير...

ما ينطبق على اولاد الكلب عندنا في لبنان، ينطبق على كل اولاد الكلب في مصر اولا، والسعودية اولا، وسوريا اولا وكل بلد من بلدان هؤلاء الاعراب الذين وصفهم الله قائلا إنهم أشد كفرا من نتنياهو ولابيد وبايدن...

"فهمنا، ولا لازم نقول أكثر"...

لا ورق توت، ولا ورق عنب، ولا حتى ورق اليقطين يمكن أن يغطي عوراتكم... لعن الله آخركم قبل أولكم يا جيف... يا أحقر حشرات الأرض.. يا وسخ الزبالة...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري