رفح... هدنة أو دون هدنة, انعكاس الميداني والخطوات السياسية
مقالات
رفح... هدنة أو دون هدنة, انعكاس الميداني والخطوات السياسية
محمود موالدي
6 أيار 2024 , 22:47 م

كتب الناشط السياسي محمود موالدي

استكمالا لإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان المأروم، يتحضر العدو لتصعيد خطير ليس على فلسطين وحدها بل على المنطقة بأكملها لما يرتبه من معطيات جديدة وخلق حالة مانعة لإستمرار المزاجية الغربية في غرب آسيا، وعلى الرغم من انتقال الصورة الفظيعة للحرب ومخلفاتها الى داخل الولايات المتحدة الاميركية حتى وصل الامر لتكاتف أذرع الدولة العميقة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لمواجهة الطلاب في الداخل وتوحيد الجبهات الخارجية لمواجهة الاحتجاجات واعتبارها خطر وجودي للولايات المتحدة الاميركية بعد ان سقطت اكذوبة الديمقراطية وحرية التعبير، تستمر الإدارة الأمريكية بالنفاق والبيانات المنددة «بالعملية عسكرية برفح» فقد أعلن البيت الأبيض إجراء الرئيس «بايدن» مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء العدو «نتيناهو» وأن هذه المكالمة تأتي على خلفية دعوة الجيش الصهيوني الفلسطينيين إلى إخلاء شرق رفح في جنوب قطاع «غزة» وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لوكالة فرانس برس: "أخبرنا الحكومة الاسرائيلية بوضوح برأينا حول اجتياح بري كبير لرفح وسيتحدث الرئيس مع رئيس الوزراء اليوم"، وأضاف "ما زلنا نعتقد أن اتفاقا بشأن عملية إفراج عن الرهائن هو أفضل وسيلة للحفاظ على حياة الرهائن وتجنب غزو رفح حيث لجأ إليها أكثر من مليون شخص". يدرك الأمريكي حجم الخيبات المدوية التي صنعها رئيس وزراء العدو كما يدرك ضرورة احتواء الرأي العام قدر المستطاع بعد الاحتجاجات العارمة التي اشتاحت عواصم الغرب، رغم ذلك لا يستبعد المراقبين ان تسمح الولايات المتحد لادارة العدو بتوجيه ضربات محددة في رفح حتى يوافق نتنياهو على الصفقة، بعد ان حث «غالانت» «نتنياهو» بالقبول بها ايضا، لقد تكشفت حقيقة هذا الكيان وبات التسائل في الداخل يثير الرعب لدى الجمهور الذي فقد الثقة بأحقية هذا الكيان بالوجود، صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية- ليلاخ شوفال: يجب طرح عدد لا بأس به من الأسئلة الصعبة في الجيش الإسرائيلي بعد حادثة إطلاق الصواريخ على منطقة كرم أبو سالم، تصرفوا عندما سمعوا التحذير؟

يجب على الجيش الإسرائيلي أن يدرس كيف أنه على الرغم من التنبيه الاستخباري، وعلى الرغم من تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة، وعلى الرغم من وجودهم في منطقة محمية، تمكنت حماس من ضرب مثل هذا المكان، وكان لافتا للنظر ما نشره موقع "زمان إسرائيل" العبري: من المفترض أن يكون الجيش الإسرائيلي، باسمه الكامل، هو جيش الدفاع الإسرائيلي، لكن دراسة المهام الدفاعية التي قام بها الجيش الإسرائيلي على مر السنين تثبت أنه فشل تماما في حماية "إسرائيل"، في 7 أكتوبر، فشل الجيش الإسرائيلي في معركة الدفاع عن حدود دولة "إسرائيل" وهي مهمته الأساسية منذ قيامه، إن أحداث 7 أكتوبر هي أخطر فشلا منذ قيام الدولة، لكنها ليست أحداثا نادرة، إن الجيش الإسرائيلي لا يعرف كيف يخوض معارك دفاعية، وجنوده غير مدربين على الدفاع عن المواقع الاستيطانية، والكيبوتسات، والسياج الحدودي، كان الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر جيشا غنيا، غنيا بتقنيات الهجوم في مجال الصواريخ، وقوة جوية تمتلك أفضل الطائرات الحديثة والطائرات دون طيار ودبابات والعربات مع نظام دفاعي تحميها من الصواريخ المضادة للدروع، ومع ذلك لم يتمكن من حماية سكان الغلاف رغم كل الإمكانيات والميزانيات والقوى البشرية التي أتيحت له، إن خطوات تبدد هذا الكيان أصبحت عملية أكثر من أي وقت مضى، فما يعاني به الكيان في جبهة «غزة» يعمقه معاناته في جبهات الأسناد والمساندة وخاصة في شمال فلسطين ذاك الرعب الذي يقلق قادة الجيش، فالmقاومة الإسلامية في لبنان استطاعت الدمج بين التوسيع التكتيكي بأهداف استراتيجية ممهدة بذلك لأي حرب مفتوحة، إذ إن الmقاومة لن تسمح باستمرار الضغط على الفصائل الmقاومة في «غزة» على الرغم بتمتعها بالراحة العملانية وإدخال العدو في استنزاف عنيف، إن اشتعال الجبهة اللبنانية يفتح الباب واسع استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة وقطع اذرعها، لتبقى الحسابات الأمريكية مرهونة بالتصعيد على الأرض للضغط واسثماره سياسيا في التفاوض، فالأيام القادمة حاملة معها الكثير من الأحداث الميدانية والسياسية على حسب التكلفة بميزان الاستراتيجي لأمريكها وحلفائها، لقد نجح المحور الmقاوم متمثلا في (حmاس) برمي الكرة في ملعب النظام الصهيوني وخلطت اوراق السياسية في داخل الكيان وخارجه وحتى على المسار الأمريكي، فإذا تم التوصل لصيغة توافقية من بوابة إنسانية فتداعيتها ستكون صعبة جدا داخل الكيان والولايات المتحدة على حد سواء فما بعد «الطوفان» غير ما قبله، فالحق المتوج بدماء الشهداء يكبر ويتمدد ولا بد من زوال الغاصب... 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري