شعر: محمد علي غشام..  وداع السنين ولقاؤها
ثقافة
شعر: محمد علي غشام..  وداع السنين ولقاؤها
11 تشرين الأول 2020 , 21:13 م
  ودّع سنينك فالأيام تحتضر     واخفض جناحك هوناً .. إننا بشر    لا الطود تعلو وما أعليت من ذهب  إن كان طائرك الأوهام والبطر  لا الأرض تخرقها ما اختلت مستعرا  فالقبر أطفأ من سادوا ومن عبروا   فاه

  ودّع سنينك فالأيام تحتضر 
   واخفض جناحك هوناً .. إننا بشر 
  لا الطود تعلو وما أعليت من ذهب
 إن كان طائرك الأوهام والبطر
 لا الأرض تخرقها ما اختلت مستعرا
 فالقبر أطفأ من سادوا ومن عبروا 
 فاهجر بغاة بنوا من عزة هرما 
 أعلُوا الحرام قصوراً بئس ما عمروا 
 إن كنت ذا المنتن المسعور لم تره..
  فالأنف يعلم  ما لم يعلم النظر 
 حكم الدعي علا كالجبت في عجب
 للعابدين خوار عدهم بقر..
 خاب الطغاة بأدنى الناس قد رفعوا 
 مرقاة مجد بأشقاهم قد انتصروا
 نرثي الربيع وأوراق الخريف دنت
 تكسو الأديم فلا ورد ولا زهر
 يشدو الحنين ظلال الأمس ينشدها
 للروض يصبو ويرنو السمع والبصر 
  قام السياج بأعمار لنا سمقت هلّا تعود طيورٌ، يصدح الوتر؟ 
  أين الشباب وبعث الجسم تأمله
 ذاك المحال.. شباب النفس ذا المطر 
 بالحب نحيا ونسقى مزن أنفسنا 
 إن فاض نبع الرضا واستوسقت  صور 
 إن كنت تغفل ماالأقدار غافلة
 إن يصمت القلب يوما ينطق الحجر
 يا ابن الزوال لئن تفرح بشمس منى
 في اليوم فارقب مغيبا ملؤه غِيَر ُ
 انظر لنفسك والآفاق ناطقة
  بالمعجزات تلاها الشمس والقمر 
 وانظر لجسمك جرما هائما وجلا
  ترجو المدار لدارٍ والهدى سُوَرُ
 لا نعدو حداً وإن طابت مرابعنا
 علّ المنازل نارٌ نطقها شرر
 نلهو ونلعب والأقلام سائرة 
 تملي الخطايا فلا تبقي ولا تذر 
 حراً لتحيا كنسر عز جانحه 
 لا كالبُغاث بشؤم البوم تأتمر
 نخاس فاهجر، فذي الأرواح مختلس
 يبني الخراب وتسعى بالهوى الزمر
  إن كنت ترجوه وجه الأرض في صلف 
 فارج سماءك بشرى عندها الخبر
 لا الظلَّ تمسي وكن للظل سيده 
 والحر يعلو بنور الله يقتدر 
  فارجع لربك إذ ولّاك مكرمة 
  لا للبغاة لمن بالعار قد أشِروا 
  تمضي الليالي نجوم  الحق أشرعة 
 فاقْفُ سناها لعل الغيم ينحدر
  إرفع جبينك للأمجاد في شمم 
 فالبغي يهوي على الأقدام يندثر
  مِنْ أَيْدِ ربك فانهل عزة وهدى 
 اإن يصْفُ قلبُك نهر النور ينهمر 
 واحمد لربك روحا جل واهبها 
  عجبا  فكيف لفضل الله تحتقر
 أوَما لنفسك يوما بتّ محتقراً 
 شأن العبيد تولت ذلهم حفر 
 تلك الليالي أضىء صفحاتها سيرا 
 زهر النجوم وتبقى بعدنا السير 
  استقبل صباحك بالايمان متكلا
 فما بمبغٍ عن البلوى لنا الحذر
  بين الفجاج لأسري والدليل ضحى
 شمس الإلٰه بقلبي يأمن السفر 
 استقبل سنينك بالآمال عابقة
 واذكر زمانا ففي آفاقه العبر
  وأحسن بظنك وجه الله جل على
 وجه الخلود مدى الأدهار والقدر.
  شعر: محمد علي غشام

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري