أكدت عضو المكتب السياسي في تيار المردة الإعلامية فيرا يمين، بأن جوهر القضية الفلسطينية هو جوهر إنساني، وان الحراك الطلابي في جامعات العالم لا بد أن يثمر على أرض غزة.
حيث تحدثت الإعلامية فيرا يمين خلال مقابلة مع الإعلامي زاهي وهبي في برنامج حوار من المسافة صفر على قناة الميادين، عن دور الحراك الطلابي المؤيد لفلسطين في جامعات العالم في ولادة حالة تنويرية جديدة.
وبينت يمين بأن هذه الحركات يجب أن تلقي الضوء على مثقفين لا نعرفهم، على أكاديميين جدد على فلاسفة معينين، مضيفة: "اليوم حتى الحركات اليهودية في العالم أجبرونا على اليقين بأنه نعم حتى يهودياً هناك مفكرين مع السلام يعترفون أن هذه الأرض ليست أرضهم، وأن الإسرائيليين أو الصهاينة أو الفكر الصهيوني هو دخيل على هذه المنطقة، وهذا بالتالي كم يعطينا من الزخم، لأننا في مرات وكي نقوي حجتنا نتكلم إسلامياً أو نتكلم مسيحياً، وهذه الأخبار على أهميتها ليست هي الأساس، جوهر القضية الفلسطينية هو جوهر إنساني، فمن هذا المنطلق لا بد لهذه الحركات التي تتحرك بجامعات العالم أن تثمر على أرض الواقع العربي وتحديداً غزة.
وتناول الإعلامي زاهي وهبي موضوع الحركة الطلابية في العالم، وهذه الهبّة في جامعات أمريكا التي بدأت تتدحرج باتجاه الجامعات الأوروبية، والتي كلما زادت كلما بدت تتحول إلى حركة طلابية عالمية نصرة لغزة، متسائلا كم من الممكن أن تؤسس لمشهد جديد في العالم؟
فيرا يمين: الحركات الطلابية لدعم فلسطين حالة تنويرية جديدة
فأشارت يمين إلى جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية وما ترمز إليه هذه الجامعة من تاريخ عريق بالحركات الطلابية والنهضوية والفكرية من الحرب في فيتنام إلى اليوم، لافتة إلى هذه الجامعة ما إن تحركت حتى جفلت السلطات الأمريكية، وتيقنت بأن هذا الحراك سوف ينسحب على جامعات أخرى.
وأضافت: "اليوم مثلما نقول قبل 7 أكتوبر شيء وبعد 7 أكتوبر شيء، نستطيع القول قبل 14 نيسان شيء وبعد 14 نيسان شيء، فلابد لهذه الحركات الطلابية أن تعيد قراءة المعادلات بالسياسة وبالتربية وبالثقافة وبالتنوير، لدينا حالة تنويرية جديدة."
وتوجه الإعلامي زاهي وهبي إلى السيدة فيرا يمين بسؤال حول الأشياء التي غيرت بها غزة في نظرتها للعالم اليوم وللسياسة والإعلام وكل ما يحيط بنا؟
فأجابت يمين بالقول: "غزة وضعتنا كلنا ربما تحت الاختبار وجعلتنا نتعرف على أنفسنا أكثر، عراة وقفنا أمامها وهي فعلاً تشكل العباءة الفكرية الثقافية الوجدانية الإنسانية، غزة اليوم وضعت الإنسانية كلها بالمختبر، لأن اليوم أنت لست مع غزة، بل أنت مع نفسك، أي أنت إما مع الإنسانية أو فعلاً ضد الإنسانية، اليوم نحن نعاني من غياب المفكرين والمثقفين وأصحاب كلمة، أي في البدء كانت الكلمة، أين الكلمة اليوم من مسؤوليتها تجاه غزة."
وسأل وهبي إن كان من الممكن أن تعود فلسطين لتجمعنا؟، مشيرا إلى أنه ورغم هذا الواقع فقد غيرت كثيرا من المزاج الشعبي بأماكن كثيرة، لكن هناك العديد من العواصم والمدن العربية ربما غير قادرة أن ترفع الصوت.
ورأت يمين بأن هذه المدن ربما استسلمت لواقع على مدى سنوات من نكبات ونكسات وأزمات وولادات لا تتم ووأد الفكرة بأرضها، معتبرة بأن 7 أكتوبر أعاد للقضية بعضاً من جديتها، وكثيراً من أمل من الممكن أن يتحقق ولو لم يكن بالمدى المنظور، وأن العالم كله عندما تحرك فقد أحرجنا، وكذلك عندما تحركت شعوب العالم، وصولا إلى الحركات الطلابية والجامعية والاعتصامات التي تجري بمختلف دول العالم تحديداً في لأمريكيتين وأوروبا.
فيرا يمين: لم يعد هناك خطاب سياسي ببعد وطني في لبنان
وتساءل وهبي عن رؤية الإعلامية فيرا يمين للخطاب السياسي والإعلامي في لبنان اليوم، وإن كان يرتقي إلى مستوى المرحلة وإلى مستوى ما نعيشه في الإقليم وفي الوطن.
فقالت يمين: "أنا أحزن على واقع لبنان الذي من المفروض أن يتصدر المشهد إن كان في الخطاب السياسي ببعده الوطني وبعده العربي، لأن لبنان لطالما شكل بمثقفيه وبحركاته النهضوية وبفكره، إن كان داخل لبنان أو في دول الاغتراب، طالما شكل بوصلة فكرية لكل المفكرين العرب، نعم أحزن على واقع لبناني مشرذم وذاهب نحو ردات الفعل إن كان بالإعلام أو بالحياة الشخصية أو بالخطاب السياسي، لم يعد هناك خطاب سياسي ببعد وطني، القليل من الخطابات التي تشبهك كفرد أو تعيد تحفيزك على الأقل، في حال أنت كنت محبط يخرج خطاب يحفزك ويضعك ثانية على الرصيف."
وحول التعتيم الإعلامي والثقافي على جبهة إسناد غزة في جنوب لبنان، أوضحت يمين بأن هناك حالة انفصام، فهناك قرى على الحدود اللبنانية الفلسطينية تهدمت تهديم شبه كامل فوق الـ 75% من بيوتها، وفي المقابل لا يتم السؤال عنهم ولا النظر إليهم، ولا نرى أنهم خط الدفاع الأول عن لبنان بغض النظر عن التحليل السياسي وتحميل المسؤوليات وما إلى هنالك.
وتابعت بالقول: "أنت لديك كيان غاصب يهدد وجودك من عام 1948 حتى اليوم، أنت لديك كيان يحلم بإسرائيل الكبرى، أمن المعقول أن يكون لدينا تقريباً 400 شهيد، شهداؤنا دائماً ليس لديهم أسماء نزفهم شهداء وكأنهم جميعاً لديهم اسم واحد هو الشهيد، وبعد هذا كله يستكثرون عليهم أن نذكرهم أو نشكرهم بمكان معين."