كتب: الناشط و الكاتب السياسي محمود موالدي
تمر علينا ذكرى النكبة وهي ذكرى أليمة بمفهوم اغتصاب الأرض وهضم الحقوق العربية فما لرفهته النكبة ليست التهجير والمجازر والقتل المتوحش وإبادة السكان الأصليين لفلسطين من العرب، بل هو أعمق بكثير من جرائم الصهيونية التي لا تنتهي ليومنا هذا، في الخامس عشر من شهر أيار/ مايو من العام 1948، احتل الكيان الصهيوني مناطق الداخل الفلسطيني، وأعلن الإرهابي "دايفيد بن غوريون" قيام الكيان المؤقت على مساحة 85 % من فلسطين، ليكون احتلالها علنيا صريحا محميا من النظام العالمي بل وبالتوافق بين الشرق والغرب على قيام الكيان، لتبقى حسابات الشعوب المظلومة مخفية على رغم أحقيتها أصولا موثقة وتاريخها مثبتا،.إن النكبة الحقيقية تكمن بتمكين الأنظمة الانبطاحية واستحواذها على صنع القرار في أوطاننا، لتفرض واقع الهزيمة وتسطر معالم الخضوع الاستعمار، فتمسك الشارع العربي بأنغام القومية العربية بالتزامن مع الفراغات الموجودة في المجتمعات العربية بعد موجة الاستقلالات المزيفة فقد خلف المستعمر ورائه أنظمة تشغيل لمصالحه تواكب توجهه وتضمن استمرار الكيان المزروع في قلب المنطقة العربية، ليشكل هذا الكيان لاحقا حالة من عدم استقرار لتبرز العديد من محاولات استعادة الحقوق تواكبها ثورات تحت مسمى القومية العربية والنضال بأشكاله اليسارية إلا أنها لم تحطم موانع استعمال هذا الكيان لمصلحة دول الغرب ومقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، حتى بدأ التحول نحو تغيير معادلات من داخل الدول المحيطة فكان تنصيب الاقزام وتعويم الشرزمة للوصل إلى دول لا تملك قرارها، ومن رفض المشيئة الأمريكية عانا مظاهر العنف والتخريب من الداخل، ليبرز فجر جديد في مناهضة الكيان بمنطق العقيدة الأصيلة ليظهر نجاحها في أول مرة بالالفية الجديدة وتحرر ارض عربية بدماء ابنائها وعرق مجاهديها ويستمر ذاك الفجر المشرق بالعطاء لنشهد اليوم أبرز معالم قوته، لتبرز العديد من محاولات استعادة الحقوق تواكبها ثورات تحت مسمى القومية العربية والنضال بأشكاله اليسارية، إلا أنها لم تحطم موانع استعمال هذا الكيان لمصلحة دول الغرب ومقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، حتى بدأ التحول نحو تغيير معادلات من داخل الدول المحيطة فكان تنصيب الأقزام وتعويم الشرذمة للوصل إلى دول لا تملك قرارها، ومن رفض المشيئة الأمريكية عانى مظاهر العنف والتخريب من الداخل، ليبرز فجر جديد في مناهضة الكيان بمنطق العقيدة الأصيلة ليظهر نجاحها في أول مرة بالألفية الجديدة وتحرر أرض عربية بدماء أبنائها وعرق مجاهديها ويستمر ذاك الفجر المشرق بالعطاء لنشهد اليوم أبرز معالم قوته، على الرغم من التقادم التاريخي واكتساب إعلام العالم لمصلحة الكيان والأموال التي أنفقت لتحطيم كل قوة تعمل على مناهضة هذا الكيان وبعد مرور 77 عاما من العمل المتواصل لشرعنة الاحتلال، سقط كل شيء أمام عاملين ثنين، وهم الإرادة واتخاذ القرار، والبصيرة والثقة، جعل من «الطوفان» عنوان جديدة لمرحلة جديدة، وسقطت حقيقة النكبة وهي الاستسلام والخضوع، وتكشفت حقيقة نكباتنا المتجددة وهي تظهر بأنظمة استلهمت الخنوع وتمترس خلف ستار الخيبة، وشربت كأس العمالة، ونامت على عتبة المستعمر نومة ذل وهوان، ليبقى السؤال مطروحا، هل ستبقى أسباب النكبة قائمة إلى ما بعد «الطوفان»، أم نحن أمام عوامل التغيير الكلي النكبات أمتنا...؟