تصاعد العدوان وكلمة الميدان, تقدير الموقف السياسي
مقالات
تصاعد العدوان وكلمة الميدان, تقدير الموقف السياسي
محمود موالدي
13 حزيران 2024 , 12:01 م


كتب الناشط السياسي محمود موالدي

يعتبر تقدير_موقف سياسي_عملية وصف وتوصيف وتفسير واستشراف لحدث أو ظاهرة وتقوم على ثنائية جمع المعلومات وربط الأحداث وبين قراءة التاريخ واستشراف المستقبل، لكن تسارع الأحداث والزخم الميداني يحتم علينا التعرض العميق في مجريات الميدان وانعكاساته السياسي، فإذا كان

تقدير الموقف أرقى صور أوراق السياسات ويتضمن تحليلا سياسيا استراتيجيا. ويركز على تحليل متغيرات سياسية أو اقتصادية طارئة تتطلب تقديم بدائل سياسات ويكون موجه في الغالب نحو صانع القرار أو القوى السياسية مثل الأحزاب وجماعات الضغط وذلك لمساعدتهم في اتخاذ قرار رشيد أو التوجيه نحوه في ضوء قراءة واعية لظروف الواقع، فإن المرحلة التي توجهها مختلف قوة ودول محور المقاومة هي مرحلة تقرير مصير، وفرض وجود ونضال مقدس لتحرير الأرض والإنسان في فلسطين والأراضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني الغاشم والفاشل، تجعل من كل أصحاب أقلام ومحللي وإعلاميي مقدرين لموقف الثبات والدفاع عن الحقوق مثلهم في ذلك مثل المقاوم الذي يتصدى للعدو عن كل ساتر وفي كل جبهة وعند كل نقطة وموقع، فإذا كانت غزة هي ساحة الجهد الرئيس في الصراع مع العدو فإن التصعيد المتنامي في جبهة الجنوب اللبناني سوف تتأثر لحد كبير كونها جبهة إسناد ومساندة على الرغم من تمادي الغدر الصهيوني واغتيال قيادات مقاومة، الذي يعتبر تجاوزا غير محسوب لحسابات الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، في حين استبعد محللون سياسيون فتح الكيان جبهة حرب ثانية مع حزب الله بالتزامن مع حربه في قطاع غزة، لكن بعضهم حذر من سوء حسابات اليمين الإسرائيلي التي قد تدحرج الأمور إلى اشتباك غير مرغوب لدى الكيان وداعميه، إذ إن

معظم المحللين العسكريين الصهاينة يتفقون على أن إسرائيل لا يمكنها المحاربة على عدة جبهات، فالتصعيد الكلامي من جانب العدو ورفع سقوف الوعيد والتهديد وإعطاء فرضية الاغتيالات حيز كبير في المعركة يعد في إطار تهدئة الأوضاع داخل الكيان المحترق أمنيا وعسكريا واقتصاديا بسبب حجم الضرر الذي تسببت به المقاومة في الجبهة الشمالية، لكن الحقيقة ظاهرة في التقارير الواردة من الإعلام العبري وهي أن إسرائيل غير قادرة على خوض مواجهة كبرى مع حزب الله لسببين اثنين، الأول يعود إلى أن المقاومة في لبنان تتمتع بركائز مهمة يخشاها العدو ويدركها الأمريكي الذي يشارك الاحتلال ثوابت وجوده وصيانة قدرته فساحة لبنان هي ساحة إسناد، في حين غزة ساحة الجهد الرئيسي، حزب الله حركة مقاومة وليست جيشا إقليميا ومفعول أي مقاومة هي تراكمية واستنزافية ومصلحة للبنان هو ردع الاحتلال لكي لا يشن حربا، هذه الركائز كانت الدافع وراء المناورة الأمريكية الأخيرة وما ترتب عليها من استقالات داخل حكومة العدو وقرار مجلس الأمن الأخير وكل هذا الانكشاف الدولي في محاولة لمحاصرة أي حماقة يرتكبها النتن ياهو

الذي لا يجرؤ أن يتخلص من اليمين المتطرف والأيديولوجية الشخصية له، حيث يسوق أن الحكومة في خطر، رغم أن الحريديم ومختلف أحزاب المعارضة تؤيد إبرام الصفقة، من هذه النقطة يدخل المقترح المزعوم الذي يتبناه بايدن هو خطة طريق دون ضمانات مع الحاجة للجم التصعيد في الشمال فطول المدة الزمنية، وتوسع المديات الجغرافية، وتراكم العمليات نوعا وكما قد تؤدي إلى تصعيد على على الرغم من أن اليمين المتطرف وسوء حساباته قد تؤدي لسوء تقدير ينجم عنه اشتباك غير مرغوب لكن المنطق المصلحي لواشنطن وما تفرضه وقائع السياسية الداخلية للإدارة الأمريكية تحتم عليها فرض تذويب الحماقة الصهيونية ولجمها، فما زالت أمريكية تعبد طريق الحرب بما يتناسب ومصالحها الجيوسياسية في المنطقة.الإسرائيلي قد أنهكا، والثاني أن حلفاء إسرائيل اكتشفوا محدودية مستوى قوتها، وما يترتب عليه من نتائج وتداعيات، 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري