الحرب تبدأ في فلسطين وتنتهي فيها، والسلام الحقيقي أيضا يبدأ منها.
مقالات
الحرب تبدأ في فلسطين وتنتهي فيها، والسلام الحقيقي أيضا يبدأ منها.
يوسف شرقاوي
16 حزيران 2024 , 05:08 ص

الحرب تبدأ في فلسطين وتنتهي فيها، والسلام الحقيقي أيضا يبدأ منها.

يوسف شرقاوي.

المثقّف هو القادر على تحويل الثقافة إلى فعل إستنطاق ومرافعة في آن معا، كي يمنع إستسلام الجمهور لركاكة نص مُؤلف أصرّ على إجهاض فكرة شعبه، ومصادرة حلمه، بفعل ركاكة وهشاشة نصه أضعف مرافعته عن قضيّته، فخروجه عن النص كان لأن ليس بمقدوره أن يفرّق مابين الوطن والدولة، وما بين الحرب والسلم، وما بين السلام والإستسلام.

وتعمّد أن يجعل هوية الأرض ملتبسة، وهذا أدى إلى المس بهوية سكان الأرض الأصليين الذين اثبت التاريخ والوقائع انهم يحبونها أكثر مما كانوا يعلمون.

هذا المؤلف غافلنا ودخل وقتنا وأصرّ على الخروج عن النص القديم"تفكيك الذاكرة واعادة تركيبها" لتلائم مشروعه ورؤيته" تمهيدا لإخراجنا من التاريخ والجغرافيا، فلا صدق كلام الأنبياء كانت مرجعيته، ولا حسن كلام الشعراء كانت ثقافته، فأدخلنا في معادلة شيطانية ليطلب منّا إعطاء شهادة براءة وشرعيّة لمحتلٍ لايزال يمارس إبادة غير مسبوقة على مر التاريخ، هذا المؤلف شيطن الفلسطيني إن تجرّأ وفكّر بقوة الحضور عنوة.

وكأن واجب الضحيّة القديمة الجديدة صاحبة الأرض، أن تجد حلاّ للضحية القديمة، رغم أن الضحيّة القديمة الجديدة ليس لها لامن قريب أو بعيد بحيثيات ونتائج الحروب السابقة للكبار في العالم.

هذا المؤلف إستسلم لفكرة أن على الضحيّة القديمة الجديدة أن تعترف بحق وشرعية الضحية القديمة وتجد على حلا على حساب لحمها الحيّ، رغم أنّ ليس بمقدور أيا كان أن يشكك بحق الضحية القديمة الجديدة في وضوح الهوية، وعمق الجذور وقوة الإنتماء.

وفي هذا المقام الذي يخالف طبيعة الأمور ومنطق الأشياء، السؤال في ظل ضعف حضور المثقف الحقيقي وتناسيه الحقيقة الذهبية "بأن الحرب تبدأ من فلسطين وفيها، وكذلك السلام يبدأ منها" واتضح أن وظيفة الدولة المقترحة "لأجل أمن المحتل" سيقتل الفكرة.

الدولة استحقاق تاريخي ولا حل إلا باقامتها، !!! 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري