إنها الحرب... في الحروب يسقط الشهداء... بعضهم تعرفه... والبعض الآخر تعرفه الأرض... عنما تعرفك الأرض، هذا يكفي...
مقالات
إنها الحرب... في الحروب يسقط الشهداء... بعضهم تعرفه... والبعض الآخر تعرفه الأرض... عنما تعرفك الأرض، هذا يكفي...
حليم خاتون
21 حزيران 2024 , 13:12 م


الطفل الذي عزف نشيد النصر في حرب تموز وهبي محمد ابراهيم، شهيد على طريق القدس...

لم تتوقف وسائل التواصل الاجتماعي عن ترديد عزف ذلك النشيد، واعادة "الكليب المصور" الذي فيه عزف وهبي...

كم من المرات سمعنا ذلك النشيد...

كان وهبي ذلك الصبي المقاوم الصغير الذي نفخ في "الفلوتة" وأخرج ذلك النشيد الذي ملأ الدنيا...

"نصرك هز الدني!"

كم من المئات...

كم من الآلاف...

كم من الملايين سوف يسقط على طريق القدس كي يعود الأقصى حرا...

كي تعود أجراس كنيسة القيامة تدق في مدينة السلام...

كي تعود القدس بهية...

كي تعود القداسة إلى مياه نهر الاردن...

يقال إن النبي عرج إلى السماء من القدس لأن فيها إحدى النوافذ القليلة التي تربط كوكب الارض مع الفضاء... مع السموات السبع... مع الله...

وهبي محمد ابراهيم سقط ليعبد الطريق إلى القدس كما من سبقه، وكما من سوف يلحق به...

حين تساءل البعض مستنكرا وجود مقاومين ضيوفا عند الشهيد علي سليم صوفان، كان جواب ام محمد، والدة الشهيد:

معلي(ما عليه)، نحن على طريق الحسين...

ألسنا نحن من يردد شعار يا ليتنا كنا معكم... "ولا بس منحكي حكي!"

في تموز ٢٠٠٦، كانت الحاجة كاملة فرحات...

أمس، كانت الحاجة ام محمد صوفان...

اليوم، هو يوم أم وهبي محمد ابراهيم...

الغيرة شعور يحمل الكثير من الأنانية عندما يتعلق الأمر بأمور الدنيا...

لكن الغيرة التي احتلت قلب محمد سليم صوفان من أخيه الشهيد لانه سبقه في طريق الشهادة هي قمة العطاء...

غيرة من اجل العطاء...

من اجل الأرض...

من اجل القداسة...

قبل استشهاده قبل حوالي ثلاثة عقود، ردد الأمين العام السابق لحزب الله، السيد عباس الموسوي على مسامع شعب المقاومة قائلا:

من يتمنى لو كان ايام الحسين حتى يقاتل معه من اجل إصلاح أمور أمة رسول الله؛

ها هي فلسطين...

فلسطين هي كربلاء عصرنا...

نحن نعيش مظلومية فلسطين...

آن الأوان لرفع الظلم والقهر...

حيا على الجهاد...

حيا على الجهاد...

قادمون يا غزة...

قادمون يا ضفة...

قادمون يا فلسطين...

حليم خاتون