هل تفضل السيجارة أم تفضل جاذبية السيجار الأنيق؟ قد يكشف اختيارك عن الكثير من شخصيتك، حيث أظهرت دراسة نشرت في مجلة PLOS ONE روابط مثيرة بين السمات الشخصية للمدخنين وتفضيلاتهم للتبغ، مما يقدم رؤى جديدة قد تعيد تشكيل استراتيجيات الإقلاع عن التدخين.

في تطور مفاجئ، وجد الباحثون أن محبي السيجار يميلون إلى تسجيل درجات أعلى في اختبارات الشخصية من حيث الانفتاح وأقل من حيث العصابية مقارنة بنظرائهم من مدخني السجائر، ويشير هذا الفرق إلى أن الدوافع وراء عادات التدخين المختلفة متنوعة بقدر تنوع الأفراد أنفسهم، مما يتحدى النهج الواحد المتبع في برامج الوقاية والإقلاع عن التبغ.

الأنشطة الاجتماعية والتوتر

يرسم الدكتور دريتجون جرودا وجيم ماكليسكي، مؤلفا الدراسة، صورة للتدخين بالسيجار كنشاط أكثر تدبيراً من الناحية الاجتماعية، ويرتبط غالباً بالاسترخاء والأناقة، وفي المقابل، يبدو أن تدخين السجائر مرتبط بشكل أكبر بتخفيف التوتر والسلوك الطبيعي، وتسلط هذه النتائج الضوء ليس فقط على علم نفس التدخين، ولكن أيضاً تلمح إلى الحاجة إلى نهج أكثر تخصيصاً لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.

- المنهجية: العلاقة بين السمات الشخصية والتدخين:

استغل الباحثون بيانات من "استبيان الصحة والشيخوخة والتقاعد في أوروبا" (SHARE)، حيث شمل 9,918 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق من 11 دولة أوروبية، وقدمت هذه العينة المتنوعة خلفية غنية لاستكشاف التفاعل بين سمات الشخصية وعادات التدخين عبر مختلف الثقافات.

تحليل الشخصية وعادات التدخين:

أكمل المشاركون استبيان "بيغ فايف إنفنتوري-10"، وهو تقييم شخصي واسع الاستخدام يقيس الانفتاح على التجارب، والضمير، والانبساط، والتوافق، والعصابية، وقارن الباحثون بعد ذلك بين هذه الشخصيات وحالة التدخين وتفضيلات المشاركين، مميزين بين مدخني السجائر والسيجار وغير المدخنين.

- النتائج الرئيسية:

باستخدام تحليلات إحصائية متقدمة، كشف الفريق عن أنماط تربط سمات الشخصية بسلوكيات التدخين المحددة، وقد سمح لهم هذا النهج بالتحكم في عوامل مختلفة مثل العمر، والجنس، والاختلافات الثقافية، مما يضمن أن نتائجهم قوية عبر مختلف المشاركين.

نتائج الدراسة:

إلى جانب الاختلافات اللافتة بين مدخني السيجار والسجائر، كشفت الدراسة عدة أنماط مثيرة:

يميل المدخنون عموماً إلى تسجيل درجات أقل في الضمير والتوافق وأعلى في الانبساط مقارنة بغير المدخنين.

مدخنو السيجار هم أكثر احتمالاً بنسبة 21% أن يكونوا منفتحين على التجارب وأقل احتمالاً بنسبة 34% أن يكونوا عصابيين مقارنة بمدخني السجائر.

الرجال هم أكثر احتمالاً بشكل كبير لأن يكونوا من مدخني السيجار مقارنة بالنساء، مع احتمال أعلى بنسبة 86%.

أظهر الضمير ارتباطاً سلبياً بجميع أشكال التدخين، مما يشير إلى أن الأفراد الأكثر ضميراً هم أقل احتمالاً للتدخين، بغض النظر عن نوع التبغ.

توضح هذه النتائج صورة معقدة للعلاقة بين الشخصية وسلوك التدخين، مما يتحدى النظرات المبسطة لاستخدام التبغ.