لماذا المقاومون ليسوا فرحين بمجيء بزشكيان مكان الشهيد رئيسي؟
أخبار وتقارير
لماذا المقاومون ليسوا فرحين بمجيء بزشكيان مكان الشهيد رئيسي؟
10 تموز 2024 , 05:33 ص


ماذا سيغير بزشكيان في إيران، ولماذا بالمقابل لن تكون رئاسته "نهاية العالم" بالنسبة لشعوبنا؟

‏1- المنطقة في أعوص حالة حرب وتوتر عسكري منذ ٥٠ سنة، ومحور هذه الحرب، بشكل مباشر وغير مباشر، هو إيران القوية، بمحافظيها وإصلاحييها ومكوناتها جميعا.

2- بزشكيان رجل السلام وتطيير الحمام.. قد تكون لديه رؤية اقتصادية ما، ولكنه ليس على الإطلاق رجل مواقف التحدي والبطولة أمام الأعداء.

‏3- في ظل حكومة روحاني وتضييقاتها على حلفاء إيران ضمن مفاوضاتها مع الغرب، كان للشهيد سليماني وحضوره السياسي الداخلي دور كبير في كبح مفاعيل هذا المسار في ملاطفة الغرب لحل مشاكل البلاد، التي هي بسبب الغرب وحصاره وعنصريته ضدهم.

‏4- بزشكيان عرّابه للرئاسة كانت محمد جواد ظريف، الدبلوماسي الغربي الميسور مادياً، الذي حضر ابنه زفاف ابنة جون كيري عام ٢٠٠٩، وترددت شائعة أنه كان "اشبينها" في الحفل، نفاها ابوه لاحقاً بشكل رسمي.

ظريف الذي اعتبر تنسيقه مع سليماني عبئاً، واعتكف عن وظيفته في الخارجية احتجاجاً يومها.

5- يمثل الفائزون في الانتخابات تيار البازار في إيران، تيار الأموال والأعمال، وإذا أردنا تشبيهه لوضعنا في سورية لبنان قلنا تيار شبيه بالحريرية السياسية إلى حد ما (دون مقارنة الأشخاص وخلفياتهم طبعا).

هذا تيار المصالح والحلول السريعة و "إرضاء الناس بأقل ما يمكن من وجع الراس".

سيحاول تيار حرس الثورة في إيران الحفاظ على منجزاته، وتثبيت مكتسباته خلال فترة رئيسي.

ستشهد الفترة المقبلة في إيران حالة نسبية من اللبننة، أي انقسام عمودي إلى حد ما في العديد من الملفات،

بطبيعة الحال ستبقى معظم سياسات إيران الخارجية نفسها في الأصل، مع اختلاف في الأسقف والهوامش-->

‏وهذا ليس بسيطاً، فالحرب اليوم في الشرق الأوسط هي حرب أسقف وهوامش. في حال قدّر الغرب أن موقف إيران الحالي ضد إسرائيل ليس بمستوى الدخول في أعمال حربية مباشرة كما وقت إدارة الشهيد رئيسي، اي ان السقف انخفض، وهامش المناورات العسكرية ضاق، سيكون خبراً سيئاً بالنسبة لنا في لبنان وسوريا.

‏لكن يحق للمنصف أن يفترض أن تيار حرس الثورة سيعمل على تذليل هذه العقبات على طريقة الشهيد سليماني، وضرب أي مشروع خبيث للاستفادة من الشغف الإيراني الشديد بالديمقراطية.

وقد ينقلب الأمر وتتحول العلاقة إلى إثبات حضور، ليؤكد الحرس أنه حاضر بقوة في إيران ومع حلفائها-->

بمعنى آخر، قد يتحرر الحرس من بعض الحرج الذي كان يتجنبه وقت حكومة رئيسي (لأنه لم يكن يريد جلب مسبات له)

ولكن قد يستثمر العدو في الانفصال الشكلي المحتمل بين الدولة والحرس، لاستهدافه خارج إيران وداخلها.

هذا الاحتمال وارد في جميع الأحوال.

طبعاً مقابل الصورة السوداوية بعض الإيجابيات:

اثبت تيار الحرس أنه، بدون الفئة المتأرجحة مع قاليباف، وعلى الرغم من كل ما مورس على إيران وشعبها خلال آخر سنوات من ترهيب وترغيب، ما يزال يتمتع بشعبية هائلة في البلاد، وما زال قسم هائل من الإيرانيين يقيم للسياسة الخارجية للبلاد الوزن الأكبر في اختيار ممثليه، ما أظهر وعي سياسي متقدم

نراهن كذلك على ذكاء قادة المقاومات في التعامل مع إيران الدولة، وعدم استعداء سياسييها، لمجرد أنهم لا يشعرون بفخر كبير أو دافعية لزيارة معسكرات المقاومة في الجنوب والبقاع، كما كان رئيسي ونجاد وسياسيون بارزون آخرون.

ولعل خيراً ما يكون في ما وقع، قد يريناه الله بعد حين.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري