عندما يتم إطلاق القمر الصناعي لمراقبة ثاني أكسيد الكربون البشري التابع لبرنامج كوبرنيكوس في عام 2026، سنحصل على نافذة جديدة لرؤية الغلاف الجوي للأرض وكيف نقوم بتغييره.
من المفارقات الجميلة أن أحد أكثر الإنجازات قيمة التي خرجت من برامج الفضاء لم تكن القدرة على النظر في أعماق الكون، بل النظر إلى الأرض نفسها، لرؤية كوكبنا كقرص جميل مليء بالسحب البيضاء والمحيطات الزرقاء والقارات متعددة الألوان.
منذ إطلاق "سبوتنيك"، أول قمر صناعي، قبل أكثر من 70 عاماً، تم وضع عدد كبير من الأقمار الصناعية الخاصة بمراقبة الأرض في المدار، وجنباً إلى جنب مع أكثر من قرن ونصف من القياسات الجوية المستمرة على الأرض، سمحت لنا البيانات التي جمعتها هذه الأقمار الصناعية بتطوير فهم أفضل بكثير لمناخ كوكبنا وتأثيراتنا عليه.
وكما هو معروف الآن، يتغير مناخ الأرض بسرعة، حيث ترتفع درجات الحرارة العالمية بشكل متوسط. يحدث هذا نتيجة حرق الوقود الأحفوري من النشاطات الصناعية والمنازل، والذي يطلق ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي حيث يتم احتجاز الحرارة، نحن نعتمد على هذا "التأثير الدفيء" لجعل الكوكب صالحاً للسكن، لكن في العقود الأخيرة تم إطلاق الكثير من ثاني أكسيد الكربون من قبل البشر، مما أدى إلى اختلال التوازن الطبيعي للأرض.
في كانون الأول 2015، اتفقت 196 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP21) في باريس، فرنسا، على معاهدة دولية ملزمة قانونياً بشأن تغير المناخ، والهدف من هذه المعاهدة هو إبقاء درجات الحرارة العالمية دون زيادة قدرها 2 درجة مئوية، وللقيام بذلك، يُطلب من الدول الإبلاغ عن كمية ثاني أكسيد الكربون البشري التي تطلقها، وبدءًا من هذا العام، ويجب عليها أيضًا الإبلاغ عن الإجراءات التي تتخذها لتقليل هذه الانبعاثات.
سيتيح لنا هذا القيام بمراجعة شاملة للكربون عالميًا، ومن ثم تقديم توصيات بالإجراءات الإضافية التي تحتاج إلى اتخاذها على مستوى كل دولة، أما حالياً، تحسب الدول انبعاثاتها الكربونية بناءً على العوامل الإحصائية والاقتصادية، مثل كمية الوقود التي يتم استيرادها أو إنتاجها في البلد، ثم يُفترض أن هذا الوقود يُستخدم داخل البلد وينتج ثاني أكسيد الكربون.
يقول الدكتور ريتشارد إنغلين، نائب مدير خدمة مراقبة الغلاف الجوي التابعة لبرنامج كوبرنيكوس في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF) في بون، ألمانيا: "هناك إرشادات محددة تم الاتفاق عليها كجزء من اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ويعمل الناس جاهدين للتأكد من أن كل شيء دقيق، إنه عمل ضخم."