أطلقت البحرية الأمريكية الصاروخ AIM-174B، الذي يعد الآن الصاروخ الجوي الأطول مدى في تاريخ الطائرات الحربية الأمريكية، وقد تم تصميم هذا الصاروخ لتعزيز القوة العسكرية للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويُعتبر قفزة تكنولوجية كبيرة في الترسانة الأمريكية، حيث ظهر الصاروخ لأول مرة علناً خلال تدريبات RIMPAC 2024، حيث تم تركيبه على طائرات F/A-18 E/F Super Hornet، مما يمثل نقطة تحول في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية.
التصميم والتطوير
تم تطوير صاروخ AIM-174B كنسخة معدلة من صاروخ SM-6، وهو صاروخ أرض-جو تم تطويره بواسطة شركة رايثيون لنظام القتال "إيجيس" التابع للبحرية الأمريكية، وتم تعديل صاروخ SM-6، الذي كان مصمماً في الأصل للإطلاق من السفن، ليصبح صاروخًا يُطلق من الجو، ويستخدم الآن على مقاتلات البحرية، وبدأ إنتاج SM-6 بشكل كامل في عام 2013 بعد ثماني سنوات من التطوير، وكان الهدف الأساسي منه هو القتال الجوي بعيد المدى، وصُمم SM-6 للقضاء على الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار وصواريخ الكروز وحتى الصواريخ الباليستية في مراحلها النهائية، وقد ورثت نسخة AIM-174B هذه القدرات، مع تحسينات لاستخدامها في العمليات الجوية.
الخصائص التقنية
يمتاز صاروخ AIM-174B بمدى مثير للإعجاب يصل إلى 400 كيلومتر، أي أكثر من ضعف مدى صاروخ AIM-120 AMRAAM الذي يعد الصاروخ الجوي القياسي لمقاتلات F-22 وF-35 الأمريكية، وهذا المدى الطويل يضع AIM-174B في موقع متفوق على منافسيه، مثل الصاروخ الصيني PL-15 الذي يمتلك مدى أقل، في حين أن الصاروخ الصيني PL-17 يمكنه الوصول إلى أهداف في مدى مماثل لـ AIM-174B.
كما يتمتع الصاروخ AIM-174B بقدرة متعددة الأدوار، حيث يمكنه التعامل مع الأهداف الجوية والأرضية على حد سواء، وهي ميزة ورثها من سابقه SM-6، وهذه المرونة تجعل منه سلاحاً فعالاً للبحرية الأمريكية، خاصة في السيناريوهات القتالية التي تتطلب السيطرة الجوية وتحقيق الأهداف الحاسمة.
الاستخدام الاستراتيجي
رغم قدراته الهائلة، يعتقد بعض الخبراء أن صاروخ AIM-174B قد لا يُستخدم ضد الطائرات المقاتلة للعدو، التي تستطيع التملص من الصواريخ بعيدة المدى بفضل سرعتها ومرونتها، وبدلاً من ذلك، سيكون AIM-174B أكثر فعالية ضد الطائرات "الداعمة" مثل طائرات الإنذار المبكر والطائرات الاستطلاعية التي تلعب دوراً حاسماً في توفير البيانات لتشكيلات الهجوم، وعبر تدمير هذه الطائرات، يمكن للولايات المتحدة تجريد العدو من ميزته التكتيكية، مما يجعله أكثر عرضة للهجمات.
نشر استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
يأتي نشر صاروخ AIM-174B ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الحضور الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويمكن أن يلعب هذا الصاروخ دوراً رئيسياً في حماية الأصول الأمريكية الحيوية، مثل مجموعات حاملات الطائرات، مع تمكين ضربات بعيدة المدى على أهداف تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، كما يعتبر تفعيل بطارية "تايفون" في شمال الفلبين، والتي تستخدم صواريخ SM-6 و Tomahawk، مثالاً واضحًا على هذه الاستراتيجية، حيث تتمركز هذه البطارية لضرب أهداف على الساحل الصيني وفي بحر الصين الجنوبي، وهي خطوة لم تلق ترحيباً من قبل بكين.