نمت مجرتنا عن طريق ابتلاع مجرات أصغر، ومع ذلك، قد يكون مصيرها في النهاية الاصطدام والاندماج مع مجرة أكبر منها، وهي مجرة أندروميدا، ورغم أن تصادم المجرات أمر شائع وتشتبه ناسا في أن هذا الاصطدام لا مفر منه (بعد مليارات السنين)، إلا أن أبحاثاً جديدة تشير إلى أنه مع المعرفة الحالية حول أندروميدا، فإن هذا الاصطدام المستقبلي ليس مؤكداً تماماً، وهناك احتمالية بنسبة 50-50.
اصطدام مجرتي درب التبانة وأندروميدا
قد تتساءل عما سيحدث إذا اصطدمت مجرتنا الحلزونية ذات الشكل القرصي في يوم من الأيام مع مجرة أندروميدا، التي تزيد حجمها عن ضعف حجم درب التبانة، حيث يتوقع علماء الفلك أن هذا الاصطدام الكوني سيؤدي في النهاية إلى تكوين مجرة عملاقة ذات شكل بيضوي.
لكن ماذا سيحدث للنجوم والكواكب في درب التبانة؟ وما سيكون مصير الأرض؟
لا يبدو هذا الاصطدام المجري جميلا، فبعد كل شيء، تحتوي هذه المجرات على مئات الملايين من النجوم، وملايين الثقوب السوداء، وربما تريليونات الكواكب، وإذا كنت، بشكل افتراضي، تقف على كوكب صخري مثل الأرض، فهل ستكون الكارثة وشيكة؟
لحسن الحظ، لا.
لماذا تتصادم المجرات ؟
تتصادم المجرات لأن لديها كميات هائلة من الجاذبية، وتجذب بعضها البعض، ووفقاً لما قاله دييغو مونيوز، عالم الفلك بجامعة أريزونا الشمالية: "من المحتمل جداً أن تصادف المجرة مجرة مشابهة أو أصغر على مدار حياتها".
ومع ذلك، لا تعني هذه التصادمات دمارا لنظام شمسي مثل نظامنا، وكما قال مونيوز: "في الغالبية العظمى من الاحتمالات، لن يتأثر النظام الشمسي تقريبا".
هل يؤدي تصادم المجرات إلى تصادم النجوم ؟
وأضاف: "المسافة الشاسعة بين النجوم تجعل من غير المحتمل أن يحدث تصادم بين النجوم حتى أثناء اندماج المجرات".
وأشار إلى أنه إذا تم تقليص حجم الشمس إلى حجم حبة رمل، فإن المسافة إلى أقرب نجم ستقاس بالأميال، وهذا يعني أن حدوث لقاءات قريبة مع نجوم أخرى أثناء اندماج المجرات هو أمر مستبعد للغاية.
بالإضافة إلى ذلك، لا تستطيع النجوم وأنظمتها الشمسية مجاراة قوة الجاذبية التي تمتلكها المجرة الكبرى، ولذلك ستستمر الأنظمة الشمسية في الدوران حول مركز المجرة — تماما كما يكمل نظامنا دورة حول مجرة درب التبانة كل 240 مليون سنة — ولن تنجذب إلى بعضها البعض أثناء اندماج المجرات.
