داء السكري وشيخوخة الدماغ

يُعتبر داء السكري من النوع الثاني عاملاً معروفاً يزيد من خطر الإصابة بالخرف، لكن لا يزال من غير الواضح كيف يؤثر السكري ومراحله المبكرة، مثل ما قبل السكري، على شيخوخة الدماغ لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الخرف، والآن، تُظهر دراسة شاملة لتصوير الدماغ أن كل من السكري وما قبل السكري يمكن ربطهما بتسارع شيخوخة الدماغ.

دراسة تأثير مرض السكري على العمر الزمني للدماغ

شملت الدراسة أكثر من 31,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 عاماً من قاعدة بيانات "UK Biobank" الذين خضعوا لفحص الرنين المغناطيسي للدماغ، واستخدم الباحثون نهجا يعتمد على التعلم الآلي لتقدير عمر الدماغ بالنسبة للعمر الزمني للشخص.

تبين أن الأشخاص المصابين بما قبل السكري والسكري لديهم أدمغة تبدو أكبر سناً من عمرهم الزمني بمقدار 0.5 و2.3 سنوات على التوالي، وعند الأشخاص الذين يعانون من سوء التحكم في السكري، ظهر الدماغ أكبر من العمر الزمني بأكثر من أربع سنوات، كما لاحظ الباحثون أيضاً أن الفجوة بين عمر الدماغ والعمر الزمني زادت بمرور الوقت لدى الأشخاص المصابين بالسكري، كما تضاءلت هذه الارتباطات بين الأشخاص الذين يتمتعون بنشاط بدني عالٍ ويبتعدون عن التدخين والاستهلاك الكثيف للكحول.

العلاقة بين السكري وشيخوخة الدماغ

يمكن أن يشير الدماغ الذي يبدو أكبر سناً بالنسبة للعمر الزمني إلى انحراف عن عملية الشيخوخة الطبيعية، وقد يشكل ذلك علامة تحذيرية مبكرة للإصابة بالخرف، ومن الناحية الإيجابية، يبدو أن الأشخاص المصابين بالسكري قد يكونون قادرين على التأثير على صحة أدمغتهم من خلال العيش بطريقة صحية.

عملت الباحثة أبّيغيل دوف، المؤلفة الرئيسية للدراسة على توفير مجموعة متكررة من بيانات الرنين المغناطيسي للمشاركين في الدراسة، وما تزال عمليات الفحص المتابعة جارية، حيث يواصل الباحثون دراسة العلاقة بين السكري وشيخوخة الدماغ على مدار الزمن.

وقالت الباحثة أبّيغيل دوف، الطالبة في قسم علوم الأعصاب ورعاية المجتمع في معهد كارولينسكا: "هناك انتشار متزايد لمرض السكري من النوع الثاني بين السكان، ولذلك نأمل أن يساعد بحثنا في الوقاية من تدهور القدرات الإدراكية والخرف لدى الأشخاص المصابين بالسكري وما قبل السكري".