من معارك التراث الخالدة..
مقالات
من معارك التراث الخالدة..
سامح عسكر
30 آب 2024 , 23:07 م


في القرن 19 صدرت فتوى من الشيخ الجزائري "سليمان بن علي" بجواز لبس (البرنيطة) الأفرنجية، وكتب رسالة بعنوان "أجوبة الحيارى عن حكم قلنسوة النصارى"

لكن هذا لم يعجب شيخا أزهريا اسمه "محمد عليش"

أفتى الشيخ محمد عليش (بكُفر وردة) الشيخ سليمان بن علي فورا، بل حكم بجواز قتله وهدر دمه جزاءا له على تلك الفتوى (الشنيعة) التي أجازت لبس البرنيطة...(آه والله بجد)

المضحك أن الشيخ عليش استدل بعدم جواز البرنيطة بقوله الله تعالى "واسجدوا" وحديث "السجود على سبعة أعضاء" من بينها الجبهة، وبما أن البرنيطة ستحول بين الجبهة والأرض فبالتالي (مفيش سجود) وعليه (مفيش صلاة) وبما أن الصلاة عماد الدين، فلبس البرنيطة نفسه كفر بالله عز وجل..

المثير في رد الشيخ عليش على الشيخ سليمان أنه لم يكتف بتكفيره ، لكنه شتمه وكال له السباب وشتى أنواع الإهانات..

يقول الشيخ عليش "كيف تتجاسر يا أحمق يا مفتون يا غبي على نسبة لبس ملبوس النصارى الذي صار زياً لهم وعلامة على ذلهم وإهانتهم وكفرهم، إلا أشرف الخلق ومنبع الدين الحق، فأي فضيحة أفضح من هذه الفضيحة، وأي شنيعة أشنع من هذه الشنيعة، يا أعمى البصيرة، ويا خبيث السريرة؟ شقيت شقاوة لا تسعد بعدها أبداً، وصار دمك مهدوراً، والسعي في سفكه واجباً مشكوراً"

المصدر : مجلة الرسالة، عدد 416 ، صـ 29

معلومة على الهامش: الشيخ محمد عليش (1802- 1882) من المُبجلين والمُعظّمين داخل الأزهر الشريف، وكثيرا ما يستعان بأفكاره وطروحاته في التدريس والفقه المالكي..

المصدر: موقع إضاءات الإخباري