أردوغان يركبهُ جنون العظمة ، فمن فلسفة العداوة صفر ، إلى الاعتداء على الكل
عادى جميع الدول المجاورة ، وأرسل مرتزقته من ادلب إلى ليبيا ، وأذربيجان
سيتحمل وزر الحروب التي أشعلها ، والارهاب الذي قام بتدويره ، والاستثمارفيه.
بلا ريب أن أردوغان يعاني مساً ، يترافق مع جنون العظمة ، وبخاصة بعد أن لفظه الاتحاد الأوروبي ، وقرر التوجه شرقاً ، وتبنيه فلسفة ( العداوة صفر) ، فإذا به يفتح حروباً مع جميع الدول القريبة والبعيدة ، وكأنه قد نسي أن هذا الزمن ، لم يعد يسمح بالتوسع جغرافياً على حساب الغير ، وأن كل حروبه التي فجرها ، أو انخرط فيها سترتد عليه خيبات .
فماذا نسمي هذا : جنونٌ ، أم ماذا ؟؟
فما أن دقت نواقيس ( حروب الربيع العربي ) التي قادتها أمريكا ، إلا وانخرط فيها ، وبخاصة بعد ان قرأ رغبة أمريكا ، في تنصيب أحزب الاخوان المسلمين على سدة الحكم في المنطقة ، التي أيقظت لديه مشاعر السلطنة من جديد ، فنزل مشاركاً فيها بكل طاقاته ، عسكرياً ، واستخبارياً ، ومادياً .
وبعد أن خسر حلمه الاخواني في مصر ، وهو يخسره في سورية ، أعاد تدوير ارهابييه في ادلب ، وحولهم إلى ارهاب مرتزق ، فأرسل آلافاً منهم للقتال في ليبيا ، دعماً لرفيقه الإخواني ( السراج ) .
كما ارسل آلافاً أخرى منهم إلى أذربيجان ، فان ماتوا استراح منهم ، وإن عاشوا وظفهم في أماكن أخرى ، أو أجرهم كمرتزقة .
لم يكتف بهذا ، بل راح يبحث عن النفط قبالة الجزر اليونانية ، فاشتبك مع قبرص واليونان ، وفرنسا ؛ بهذه الأفعال الجهنمية ، يكون أردوغان قد وضع نفسه في مواجهة الغرب ، والشرق .
[الســؤال المركــزي مــا هـــــو مــــــآل هــــــــذا المتــغطرس ؟؟ ]
فالحرب التي اشعلها في أذربيجان ، مست بالمصالح الروسية الاستراتيجية مباشرة ، فأذربيجان وأرمينا ، تقعان ضمن النطاق الحيوي لروسيا ، وكان عليه أن يحسب ألف حساب قبل أن يتورط في منطقة تمس الدب الروسي مباشرة .
كما أن تدخله في ليبيا ، والبحث عن النفط في المناطق المتنازع عليها في بحر ايجه ، مع اليونان ، يكون قد فتح حرباً مع أوروبا كلها .
لكن يتجسد خطأه التاريخي الأكبر ، في تحويل ارهابييه في ادلب إلى مرتزقة ، حيث أصبح المستثمر الأهم في الارهاب الديني المرتزق في العالم ، وهذا سيحمله وزر ذلك أمام كل شعوب العالم ، فضلاً عن أنهم باتوا عبئاً ثقيلاً جداً على كاهله ، فهم مرتبطون به ، وهو لم يعد بإمكانه التخلص منهم .
أما بالنسبة لروسيا : فيمكن أن تنقذ ماء وجهه وتعيده سالماً من ازربيجان ، وهي تقول له حذاري ، لقد جربت أمريكا قبلك ، في جورجيا وأوكرانيا ، فخسرت جورجيا ، (أوسيتيا ) ، كما خسرت أوكرانيا (جزيرة القرم) وأصبحت أهم مرفأ لنا على البحر الأسود .
وستصرخ في أذنه قائلة هنا ليس ملعبك ، فعد إلى صوابك ، وهذا لن نسمح به ، وكذلك سيواجه نفس الصدمة مع ايران ، التي تتلاقى مع روسيا في ذات الموقف .
أما في ليبيا فلن يخرج منها إلا مدمى ، وسينهزم حزبه الإخواني ، لأنه آخر ظهور له في المنطقة ، بعد هزيمتهم في مصر وسورية ، ولأن جميع الدول الدينية مرشحة للسقوط ، لأنها تعيش في الماضي ، ولا يتعرف عليها المستقبل .
فضلاً أن أوروبا ، لن تسمح بتمدده غرباً ، لأنه يمس بمصالحها مباشرة ، سواء لتنقيبه عن النفط قبالة الجزر اليونانية ، أو تدخله المباشر عن طريق ارهابييه في ليبيا .
لذلك سيعود بخُفي حنين ، وسَيحمِّلُهُ شعبه أوزار كل حروبه ، وخساراته ، والعداوات التي تسبب بها في المنطقة وخارجها .
[ أما وزر تبنيه للإرهاب ، الذي أصبح وصمة عار وعبأ ثقيلاً على كاهله ، سيكون سبباً في انهيار حكمه ، وسقوطه هو ونظامه الديني ، وستعود تركيا إلى حضن الطاعة المشرقي حيث مصلحتها ].
محمد محسن