كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة لوند في السويد أن تخفيف السكر والنشويات يمكن أن يحسن أعراض مرضى متلازمة القولون العصبي (IBS) بشكل مماثل لاتباع حمية الفودماب، وهي الحمية التي توصى بها عادة للمرضى. أظهرت الدراسة أن فقدان الوزن كان أكبر، واشتهاء السكر كان أقل بين الذين اتبعوا الحمية التي تركز على تقليل النشا والسكروز.

تأثير تقليل السكر والنشويات على أعراض القولون العصبي

في دراسة شملت 155 مريضا، أظهرت النتائج أن كلاً من الحمية المخفضة للنشا والسكروز (SSRD) وحمية الفودماب خففتا من أعراض القولون العصبي، ولكن الحمية المخفضة للنشا والسكروز أسفرت عن فقدان وزن أكبر وكانت أسهل في الالتزام بها، مما يجعلها خيارا واعدا للمرضى.

تحدثت البروفيسورة بوديل أولسون، الأستاذة بجامعة لوند ومستشارة في مستشفى جامعة سكونة، عن أسباب اختيارها لدراسة تأثير السكر والنشويات على متلازمة القولون العصبي. جاء هذا القرار بناءً على اكتشاف عالم وراثة وجود تباين جيني يؤثر على هضم السكر والنشويات لدى مرضى القولون العصبي.

وقالت أولسون: "فكرنا في تجربة تقليل السكر والنشويات لدى هؤلاء المرضى".

نهج غذائي فعال لعلاج القولون العصبي

قبل بضع سنوات، قادت أولسون دراسة شملت 105 أشخاص مصابين بمتلازمة القولون العصبي. اتبع المشاركون نظاما غذائيا يحتوي على كميات منخفضة من السكر والنشا لمدة أربعة أسابيع، وهو ما يُعرف بالحمية المخفضة للنشا والسكروز. بالإضافة إلى الحلويات، تم تجنب الأطعمة المصنعة بشكل كبير مثل الوجبات الجاهزة. أظهرت تلك الدراسة أن هذا النظام الغذائي خفف بشكل كبير من أعراض القولون العصبي، والتي تشمل آلاما متكررة وتشنجات في البطن، بالإضافة إلى الإسهال أو الإمساك.

مقارنة الحمية المخفضة للنشا والسكروز بحمية الفودماب

تطرح الدراسة الحالية، التي نُشرت في المجلة العلمية "Nutrients"، سؤالا لم تجب عليه الأبحاث السابقة: كيف تقارن الحمية المخفضة للنشا والسكروز (SSRD) مع التوصية الغذائية الحالية لمتلازمة القولون العصبي، وهي حمية الفودماب؟ حمية الفودماب تعتبر أكثر صرامة، حيث يجب الالتزام بقوائم محددة للأطعمة المسموح بها وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين واللاكتوز.

الحمية المخفضة للنشا والسكروز: بديل واعد لإدارة أعراض القولون العصبي

أوضحت أولسون: "بدأنا هذه الدراسة في عام 2022 لمقارنة الحمية المخفضة للنشا والسكروز (SSRD) مع حمية الفودماب. تم إشراك 155 مريضا تم تشخيصهم بمتلازمة القولون العصبي وتم توزيعهم عشوائيا لاتباع أحد النظامين لمدة أربعة أسابيع. لم يكن مسموحا لهم باتباع أي حمية غذائية قبل بدء التجربة، بل كانوا يتناولون كل شيء".

في كلا المجموعتين، تحسنت أعراض القولون العصبي بنسبة 75-80% من المرضى، وهي نتيجة أفضل مما كان متوقعًا. علاوة على ذلك، كان فقدان الوزن أكبر في مجموعة الحمية المخفضة للنشا والسكروز، وانخفضت الرغبة في تناول السكر بشكل كبير لدى هذه المجموعة. وهو أمر إيجابي، حيث أن مرضى القولون العصبي عادةً ما يزنون أكثر من الأشخاص الأصحاء.

تضيف أولسون: "لا يمكننا حتى أن نسمي الحمية المخفضة للنشا والسكروز حمية غذائية. بل هي الطريقة التي ينبغي على الجميع تناول الطعام بها، وليس فقط مرضى القولون العصبي. وعلى عكس حمية الفودماب، فإن الحمية المخفضة للنشا والسكروز سهلة الفهم وأسهل في التطبيق. يمكنك تناول كل شيء عند دعوتك لتناول العشاء، ولكن بكميات أقل من بعض الأطعمة. وإذا أراحة معدتك لبقية الأسبوع، يمكنك التمتع بشيء من الاسترخاء ليوم واحد!".