مقالات
حول نتنياهو الإنتباه من خسارته وفشله الذريع في غزة إلى العدوان على لبنان
عدنان علامه 5 تشرين الأول 2024 , 09:34 ص
عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
مرت سنة على إعلان نتنياهو أهداف "الحرب" على غزة؛ولذا لا بد من جولة سريعة على الحصيلة في غضون هذه المدة :-
أهداف الحرب:
1-القضاء على حmاس
2- إعادة الأسرى
3- التأكد من عدم قدرة حmاس من تكرار عملية 7 اكتوبر
ولكن على أرض الواقع تم نسف القانون الإنساني الدولي لإرتكاب أفظع المجازر من خلال خرق كافة بنوده. فبدلًا من قتل قادة حماس بدأ نتنياهو بعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين.
الخسائر
1- بلغت أعداد الضحايا أكثر من 150.000 بين شهيد وجريح ومفقود من المدنيين .
2- أما بالنسبة لخسائر الأعيان المادية والتي يفترض بأنها محمية بالقانون الإنساني الدولي كالمستشفيات، والمدارس بما فيها مدارس الأونروا ودور العبادة والمنازل فقد تدمرت بنسبة 80%؛ والبنى التحتية تم تدميرها بنسبة 100%؛ علمًا بأنه تم فرض حصار كامل على غزة، وتم منع الماء، الكهرباء، الدواء وحتى لوازم المستشفيات.
ولكي نتعرف على التوحش في الإجرام وإستباحة دم العماليق والأغيار؛ لا بد من دراسة معمقة لعقل نتنياهو وكيفية تفكيره. فإلى جانب كونه يجمع عدة أمراض نفسية ( نرجسية، وسادية، جنون العظمة والعنصرية)؛ كان لديه أضطرابات عقلية شديدة وقد دفعت طبيبه المعالج د. موشيه ياتوم، الطبيب النفسي الإسرائيلي الشهير الذي اشتهر بعمله في علاج الأمراض العقلية الشديدة إلى الإنتحار بعدما فشل في علاج نتنياهو طيلة 9 سنوات من العلاج.
آمل التدقيق والتمعن في كل ملاحظة من الملاحظات التي كتبها الطبيب عن نتنياهو لأنها تعطينا صورة واضحة جدََا عن أسباب توحشه وإجرامه منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم. وعن تصرفه الماضي والحاضر كي نمنع تصرفه المستقبلي في غزة ولبنان.
وفي التفاصيل تم العثور على الدكتور موشيه ياتوم، الطبيب النفسي الإسرائيلي الشهير الذي اشتهر بعمله في علاج الأمراض العقلية الشديدة، مقتولاً في منزله في تل أبيب، بعدما أصيب بطلق ناري، وإلى جانبه رسالة انتحار مدمرة أشارت إلى تورط نتنياهو باعتباره مصدر يأس ياتوم.
ورسمت المذكرة صورة قاتمة لرجل حاول لمدة تسع سنوات اختراق عقل نتنياهو الغامض، لكنه هُزم بما أسماه “شلال الأكاذيب”.
وفي سلسلة من يومياته، وثق ياتوم تفكك شخصيته التي كانت لا تقهر أثناء علاجه لنتنياهو ، الذي شبه طريقة تفكيره بـ “الثقب الأسود من التناقض الذاتي”.
في سلسلة مروعة من اللقاءات، واجه الدكتور موشيه ياتوم، الطبيب النفسي المتميز، التحدي الهائل المتمثل في علاج نتنياهو.
وتكشف مذكرات ياتوم قصة مروعة عن يأس طبيب نفسي أثناء محاولته علاج مريض بدا منيعًا للواقع..
فكتب (ياتوم) قبل انتحاره : لم أستطع تحمل المزيد لأن نتنياهو امتص الحياة مني.. فالعنصرية عنده حرية، والسرقة هي استعادة ونشطاء السلام إرهابيون، والجريمة الإسرائيلية مجرد دفاع عن النفس والقرصنة شرعية ولا نهاية عنده لكل هذه المتناقضات. وكان ياتوم يعد كتاباً عن نتنياهو ووجد أهله نصوصاً فوق طاولته تشير إلى عدد من فصول هذا الكتاب المثير جداً!!.
وأثبتت محاولات ياتوم المتواصلة لتوجيه تفكير مريضه عدم جدواها، ومع استمرار تدفق المبررات التي تخدم مصالحه الذاتية، كان لها أثر مدمر على ياتوم، مما أدى في النهاية إلى سقوطه المأساوي.
وتم الكشف عن مخطوطة ياتوم غير المكتملة، بعنوان “ذهانية على المنشطات”، بين متعلقاته الشخصية، حيث يوفر هذا الاكتشاف لمحة فريدة ومذهلة عن النضال العميق الذي ميز جهوده الشجاعة لفهم أعماق المتاهة لأفكار رئيس الوزراء وأفعاله.
وتسلط المخطوطة، على الرغم من أنها غير مكتملة، الضوء على التحديات غير العادية التي واجهها ياتوم في محاولته توجيه مريضه اللامع نحو الفهم العقلاني للواقع.
ومما أثار جنون د. ياتوم وصف نتنياهو بأحداث 11 أيلول بالجيدة.
ومما زاد في الطين بلة في 7 أكتوبر؛ "الحق بالرد" الذي منحته أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية لنتنياهو؛ فضخمّت جنون العظمة لديه إلى أقصاه؛ فأمر بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية وإرتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين دون حسيب او رقيب أو اي رادع قانوني. فنيرون العصر النرجسية والسادي، كان يتلذذ بتدمير غزة على رؤوس أصحابها مستقويًا بالدعم العسكري والسياسي الأمريكي غير المحدود. حيث بلغت المساعدات الأمريكية لنتنياهو بحجة مواجهة غزة حمولة 160 باخرة أي 6 ملايين طن من القنابل الغبية والتي تم تحويلها إلى قنابل ذكية بواسطة جهاز JDAM صناعة شركة بوينغ. وحمولة 500 طائرة زنة كل رحلة 70 طتن من الصواريخ الحديثة
GBU 39
وغيرها َن الصواريخ الحديثة الخارقة للتحصينات أي 35.000 طن.
وقد إستعمل نتنياهو حوالي مليون طن منها على غزة. واستطاع نتنياهو نتيجة عنصرية بايدن ودهاء بلينكن أن يخزن حوالي6.035 مليون طن من احدث الصواريخ والقنابل الذكية.
وأمام هذا الواقع الكارثي في غزة والصمت المتآمر للأمم المتحدة وأكثر الدول المنتمية لها والتي تتبع السياسة الامريكية؛ لا بد من إعادة التذكير بقرارت مجلس الأمن التي تصف ~إسرائيل~ بقوة إحتلال وبحق المقاومة والقوانين الدولية التي تحمي كل ما هو مدني من أفراد وأعيان، وإثبات ما يقوم به نتنياهو، وبشراكة كاملة من بايدن بشن حرب توراتية عنصرية ضد "العماليق والأغيار".
*1-قرارات مجلس الأمن :-*
*القرارات الدولية حسب التسلسل التاريخي على سبيل المثال لا الحصر والتي تذكر ~إسرائيل~ وتخاطبها بأنها "قوة إحتلال"، أو "إحتلال الأراضي بواسطة الحرب" خلافًا لكافة قوانين الشرعية الدولية؛ ذاكرًا رقم القرار وتاريخه والفقرة المتعلقة ب"قوة الإحتلال" وعدم شرعية إحتلال الأراضي بواسطة الحرب أو ترحيل الفلسطينيين:-*
1- قرار 242، 1967: دعا القرار إلى *انسحاب ~إسرائيل~ من كامل الأراضي التي احتلها عام 1967 بعد حرب الستة أيام.*
2- قرار 338، 1973: تبنى مجلس الأمن في أكتوبر عام 1973 القرار الذي دعا إلى وقف إطلاق النار بعد حرب عيد الغفران. ودعا القرار إلى *تنفيذ بنود قرار 242.*
3- قرار 452، 1979: أعلن القرار أن *المستوطنات في الأراضي المحتلة لا تحمل أي صفة قانونية وأن الوضع القانوني للقدس لا يمكن تغييره من جانب واحد.*
4-قرار 476، 1980: القرار أعاد التأكيد على *عدم شرعية التصرفات الإسرائيلية لتغيير وضع القدس ومعالمها.*
*5-"قرار 608، 1988: القرار طالب إسرائيل بالتوقف عن ترحيل الفلسطينيين.*
6- "قرار 672، 1990: القرار *طالب إسرائيل بوصفها "القوة المحتلة" بتنفيذ التزاماتها ومسؤولياتها ضمن مؤتمر جنيف الرابع*، وطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال بعثة إلى الأراضي المحتلة.
قرار 1323، 2000: *أدان مجلس الأمن زيارة أريئل شارون للحرم الشريف. ما أدى إلى مقتل 80 فلسطينيا. المجلس يدين جميع أفعال العنف، لاسيّما الاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين، ما تسبب بإصابة وإزهاق الأرواح. ودعا القرار "إسرائيل، بوصفها القوة المحتلة" ، إلى التمسك الدقيق بالتزاماتها القانونية ومسؤولياتها ضمن ميثاق جنيف الرابع فيما يتعلق بحماية المدنيين خلال وقت الحرب الموضوع في 12 أغسطس عام 1949. ودعا القرار إلى الوقف الفوري للعنف واتخاذ جميع الخطوات الضرورية لضمان وقف العنف وتجنب القيام بأفعال تحريضية، والحرص على عودة الأمور إلى نصابها بشكل يدعم آفاق عملية السلام في الشرق الأوسط.*
8- 2334، 2016: قرار إدانة المستوطنات الإسرائيلية، القرار تضمن أن *إجراءات إسرائيلية تخالف القوانين الدولية الإنسانية وتلك الإجراءات تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية ووضع “الأراضي الفلسطينية المحتلة“ من قبل إسرائيل، ومن بينها بناء وتوسيع المستوطنات، تنقل المستوطنين الإسرائيليين، مصادرة الأراضي، هدم البيوت وتهجير المدنيين الفلسطينيين"*.
وبناءً عليه وبحسب القوانين الدولية فإن ~إسرائيل~ هي قوة محتلة ومتمردة وممتنعة عن تنفيذ القوانين الدولية؛ وبالتالي فإن مقاومة الإحتلال هو أمر مشروع ولا يمت بالإرهاب بأية صلة.
ولا بد من التذكير بأن إستعمال المحتل القوة لفرض موقف سياسي هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. فإستنسابية أمريكا لفرض تطبيق القرار 1701 خدمة لإسرائيل من بين كل القرارات الدولية هو جريمة حرب وليس َن إختصاصها؛ ولا بر من التركي بأن إسرائيل لا تزال تحتل أراضّ لبنانية؛ لأن القرار 425 ينص صراحة على إنسحاب قوات الإحتلال إلى الحدود الدولية وليس إلى الخط الأزرق الذي إخترعه لارسن خدمة للكيان الغاصب. فليتفضلوا ويطبقوه أولًا.
*2- فماذا تقول الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني عن حق الشعوب في مقاومة " قوة الإحتلال"؟*
*ما تضمّنه ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات لاهاي في عام 1899م و1907 يُعدّ أهمّ ركائز تجسيد حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، إضافة إلى نصّ قرار الجمعية العامة رقم 2649 لسنة 1970م، الذي أكّد على حق الشعوب في نضالها، إذ جاء فيه "إن الجمعية العامة للأمم المتحدة لتؤكد شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية والأجنبية والمعترف بحقها في تقرير المصير، لكي تستعيد ذلك الحق بأي وسيلة في متناولها… وتعد أن الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها خلافًا لحق شعوب تلك الأراضي في تقرير المصير، ولا يمكن قبوله ويشكّل خرقًا فاحشًا للميثاق".*
لقد خرق نتنياهو وبدعم كامل من بايدن كافة بنود قوانين نظام روما، والقانون الإنساني الدولي، وقانون الاشخاص والاعيان المحميين في حالة الحرب؛ ضاربًا بعرض الحائط كافة القوانين الدولية، لعلمه بعدم إمكانية محاكمته كمجرم حرب مع شريكه بايدن، بسبب الدعم الكلي له من قِبل الحركة الصهيونية العالمية والدولة العميقة في أمريكا واللتان تتحكمان بكل صغيرة َكبيرة في مجلس الأمن، الأمم المتحدة، أمريكا وأوروبا ومعظم دول العالم.
فمعظم دول العالم اليوم تقف متفرجة على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني والعدوان على لبنان ؛ وهي بذلك تشجع مجرم الحرب نتنياهو بدلًا من السعي الحثيث محاكمته مع شريكه بايدن بموجب القوانين الدولية.
ويظن مجرم الحرب وسفاح العصر نتنياهو أنه بإرتكابه كافة عناوين جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية قد يسترجع صورة "الجيش الذي لا يقهر"، متناسيًا أنه بعد 7 تشرين الأول أصبح الأمر بيد رجال المقاومة؛ فالرجولة في النزال وساحات الوغى. فقد هُزِم جيش الاحتلال شر هزيمة وتم إذلاله ذلًا لا مثيل لها في التاريخ.
فعلی النرجسي والسادي نتنياهو أن يتخلى عن جنون عظمته وعنصريته؛ وينزل عن الشجرة ويعترف بان عقيدة الباطل لا تدوم. فتباكيه على مصير الأسرى وذرف الدموع عليهم هو مجرد كذب وإحتيال. فهو يعتبر بأن الجندي الأسير الميت هو أفضل من الجندي الأسير الحي؛ ولذلك وفور إستعادة وعيه من نكبة السبت الأسود في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 فَعّلَ نتنياهوؤ بروتوكول هانيبال الذي يعتمد سياسة الأرض المحروقة ليكون ثواب قتل الاسرى كثواب قتل الفلسطينيين بحسب معتقده.
فيجب محاكمة مجرمي الحرب وسفاحَي العصر نتنياهو وبايدن وكل من أيْدهما وساعدهما في الإستمرار في قتل الفلسطينيين؛ وعلى الوسطاء ان يأخذوا العبر؛ بأن قصف تل ابيب وباقي المستعمرات لا زال مستمرَا َمن لبنان وبنفس الزخم مثل أول اليوم من العدوان بعد مرور 365 يومًا على بدء عملية التطهير العرقي في غزة.
فيجب العمل على وقف الإبادة الجماعية في لبنان فورًا لأن نتنياهو ينفذ سيناريو غزة في لبنان حرفيًا؛ فيدًعي أن حزب الله في هذه المنطقة أو تلك، ثم يستخدم القنابل التدمرية لقصفها.
فإذا كانت مواجهة نتنياهو مع حزب الله فليواجهه. غقد تحطمت غطرسة نتنياهو أمس في الهجوم البري حيث إعترف الجيش بمقتل 8 وجرح 25 بعد مقص الرقابة.
فعلى بايدن ونتنياهو أن بأخذا العبر من الأعوام 1996و 2000 و 2006 ومن مواجهات 7و8 اكتوبر 2023 ومن مواجهات اليومين الَماضيين بأنه من حاول الدخول إلى الأراضي اللبنانية عاموديًا خرج أفقيًا.
والتصريحات الأخيرة بأن التنسيق بين بايدن ونتنياهو قضى ان تجري الإنتخابات الأمريكية على سفك الدماء اللبنانية والفلسطينية بمواصلة عمليات حرب الإبادة.
فقد نقلت أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين: أن هوكستين أبلغ ميقاتي أن مقترح واشنطن للتوصل لحل دبلوماسي بلبنان أصبح خارج الطاولة.
وقال البيت الأبيض: نجري محادثات مع الإسرائيليين بشأن الخطوة التالية وأوضحنا أنه ستكون هناك عواقب وعقوبات دون مزيد من الإيضاحات.
فليتذكر الخَرِف بايدن والمتغطرس نتنياهو أن العام 1982 وإتفاق 17 أيار وإنتخاب رئيس جمهورية تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية ولى إلى غير رجعة. فإنكم لن تتجاوزوا الحدود اللبنانية ََمهما كلف الأمر؛ وسيحول المجاهدون دباباتكم وآلياتكم إلى توابيت لجنودكم وأسألوا جرحاكم الذي ذاقوا طعم بعض البأس من المجاهدين في المواجهات المباشرة خلال اليومين الماضيين .
فالبطولة والرجولة والشجاعة تكون في الميدان وليس بالغدر بالآمنين بواسطة قذائف الطائرات.
فيا أشباه الرجال بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان.
وإن غدََا لناظره قريب
05 تشرين الأول/ أكتوبر 2024
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
قصة الحلاج ونشيد والله ما طلعت شمس ولا غربت وموسيقى صوفية..
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
كتب :أ .د .نسيب حطيط - بيروت: المقاومة الثقافية, حتى لا تضيع التضحيات... بين التعويضات واعادة الإعمار!
السلف والخلف وجهان لعملة واحدة.
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً