عائد الميعاري، وغسان كنفاني في الشمس
مقالات
عائد الميعاري، وغسان كنفاني في الشمس
يوسف شرقاوي
15 تشرين الأول 2024 , 20:09 م

يوسف شرقاوي

عائد الميعاري "لأبوين من ميعار القرية الجليلية، التي هجرا قسرا إلى لبنان عشية التطهير العرقي للجليل الفلسطيني"

عائد، بائع الكعك في الشمس "كان كل صباح يطرق جدران الخزان"  على طريقته، أمام المدرسة الإبتدائية في مخيم تل الزعتر.
 في يوم استشهاد غسان كنفاني ولميس يوم 8 تموز1972 : هتف عائد بأعلى صوته "فيتنامي يا فيتنامي انت وراك هانوي وانا وراي حرامي"
كان الطفل اليتيم عائد الميعاري 9 اعوام، يتقمص شخصية كشخصية "حنظلة" الذي لم يرَ النور بعد.
 عائد لم يكمل دراسته الإبتدائية،أسوة ببعض زملائه في المخيم لأنه اضطر للعمل بائعا للكعك "تحت الشمس" ليتمكن من اعالة شقيقته انشراح 6اعوام، بعد قضيا والديهما في غارة للطيران الإسرائيلي على مخيم النبطية في جنوب لبنان، فاضطر للعيش هو وشقيقته انشراح عند خالته في المخيم، وكان عائد خفيف الظل، يمتاز بذكاء خارق تكتشفه وهو يحدثك عن ابي الخيزران، السائق الذي خدع الرجال في رواية غسان كنفاني رجال في الشمس، وكان يتنبأ دائما ان هنالك العشرات امثال ابي الخيزران يعيشون بين ظهرانينا.
كان يحدثنا هذا الشبل عن ثقافة غسان وكان يحلو له ان يسميه غسان الإنسان، الذي كان في الشمس وطرق جدران الخزان، وكان يذكرنا ان غسان كان يلتقط أكياس الإسمنت الفارغة من امام البنايات في حارات دمشق "تحت الشمس" وينظفها ويقطعها على شكل مربعات، ومستطيلات ويلصقها بدقيق الإعاشة المغلي مع الماء والنشاء ليتصبح اكياسا من الورق يبيعها في سوق الخضار ليشتري الخبز والكتب.
آه يا غسان، كيف ارجعتنا سنوات وسنوات الى الوراء؟ لأتذكرك انت وعائد الميعاري، الذي استشهد عام 1976 على يد الفاشست الانعزاليين عندما اقتحموا مخيم تل الزعتر وبعدها فقدت شقيقته انشراح مع مئات المفقودين من ابناء المخيم.
ومازال الشعب الفلسطيني في الشمس، يطرق جدران الخزان.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري