موازين القوى وبث الأوهام
مقالات
موازين القوى وبث الأوهام
جورج حدادين
19 تشرين الأول 2024 , 23:49 م
المبادرة الوطنية الأردنية
جورج حدادين

تتعمد وسائل الأعلام الموجه التابعة، تزييف الوعي الجمعي للمجتمعات، وهو ما يعرف بالحرب الناعمة، التي تشكل غطاءً خطيراً للحروب العسكرية القذرة ، التي تشن على الشعوب، من أجل ضمان استمرار خنوعها، والسكوت على استغلال ثرواتها ومقدراتها، من قبل الشركات العملاقة متعدية القوميات. 
خطورتها أن بعض الطييبين وبعض الساذجين يقعون في المطب، ويرددوا بدون وعي مقولات وسائل الأعلام هذه، بعضها بحجة الواقعية، وبعضها الأخر الخبيث التابع، بهدف بث الرعب في صفوف المجتمع، وإشعال حروب أهلية بين المجاميع الطائفية والمذهبية والإثنية في المجتمع الواحد، بحجة تضارب المصالح بينها.
نموذج تحليل بعض اصحاب " الواقعية ":
ترك حزب الله وحيداً في هذه المعركة: 
تخلت إيران عن حزب الله ، وروسيا من مصلحتها هزيمة حزب الله، الذي بدوره سينهي نفوذ إيران في سوريا، وبالنالي في المنطقة، مما يخدم تنام النفوذ الروسي في سوريا ولبنان، ويدللون عليه بعدم تصدى الروس للغارات الإسرائيلية على سوريا ، وعدم السماح لسوريا في الإنخراط في الحرب الدائرة اليوم في لبنان وفلسطين.
تضارب المخططات والأهداف الأمريكية و" الإسرائيلية "، في هذه المرحلة، حيث الهدف الأمريكي القضاء على حزب الله عسكرياً، والحفاظ على لبنان الموحد، بينما الهدف " الإسرائيلي " القضاء على حزب الله وفي الوقت ذاته إحتلال الجنوب اللبناني، شمال الليطاني،  لحدود نهر الأولي، حيث مطالب الحركة الصهيونية، قبل قيام الدولة، أن يكون نهر الليطاني ضمن أرض الوطن القومي لليهود.
وعلى الصعيد الفلسطيني، الهدف الأمريكي القضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية وفرض حل الدولتين 
بينما الهدف " الإسرائيلي " القضاء على حماس والمقاومة من أجل إنفاذ إقامة الدولة اليهودية على كامل التراب الفلسطيني، أي التهجير القصري للفلسطينيين، تحت عنوان اليوم التالي، 
وإنفاذ مشروع الشرق الأوسط الجديد مشروع بيرس 1993 وكونداليسا رايز 2006.
احجام الجيش اليمني في الأسبوع الأخير عن استهداف السفن والكيان ، بسبب إعتماد سياسة العصا والجزرة، الغارات الأمريكية والبريطانية، وحلول مطروحة من قبل الغرب.  
بينما الوقائع تدحض هذه الأقاويل والترهات:
إيران التي درّبت وسلّحت ودعمت، مادياً ومعنويا حزب الله على مدى، أكثر من خمسة عقود، سوف لن تتخلا عن قوة تشكل خط الدفاع الأول عنها،  
حزب الله يزداد قوة وفعلاً على أرض المعركة، وصواريخه ومسياراته، تفرض على الصهيانة الإختباء بصورة متقطعة، ولكن طوال الوقت في الملاجئ، ووصلت صواريخ حزب الله الى منزل نتينياهو ذاته، وما يتبع ذلك من تعطيل للحياة على كافة الصعد، وما يترتب عليه من بروز، حالة غير مسبوقة، من البؤس واليأس والهلع والخراب الاقتصادي في صفوف الصهاينة، والذي سيفرض عليهم حتماً عدم الثقة في المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية، وسوف تتنامى وتائر الهجرة المعاكسة،
إعلان الفاشية التوراتية معركة برية ضد حزب الله منذ 27 أيلول ولم يتمكن من التقدم، بسبب المقاومة العنيفة للمقاتلين، دليل أخر على العجز.
الزمن في صالح محور المقاومة، رغم الوحشية الفاشية التوراتية ضد المدنيين ، وضد الأرض الى تقصف بأنواع من القنابل، بهدف أن تصبح لسنوات قادمة غير صالحة للإنتاج الزراعي، وغير صالحة للحياة فوقها.
المقاومة الفلسطينية تزداد تجذراً، واستشهاد القائد يحي السنوار على أرض المعركة دليل ساطع على أن شعب قيادته تقود المعارك بنفسها سينتصر حتماً.
إرادة الشعوب تنتصر بالمحصلة النهائية، رغم أختلال موازين القوى: الجزائر، فيتنام، العراق، أفغانستان ... الخ

" كلكم للوطن، والوطن لكم "
المصدر: موقع إضاءات الإخباري