مقالات
دعم حزب الله لغزة ومواجهة إسرائيل: لماذا يصب في مصلحة لبنان؟
سمير باكير 21 تشرين الأول 2024 , 21:27 م
سمير باكير-
في الفترة الأخيرة، واجه حزب الله اتهامات وانتقادات متزايدة بشأن دعمه للشعب الفلسطيني في غزة وتورطه في الصراع العسكري ضد إسرائيل، خاصة مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان. يرى البعض أن حزب الله كان عليه تجنب الانخراط في هذا الصراع، لكن الواقع يشير إلى أن حزب الله قام بالدفاع عن أراضٍ لبنانية محتلة، مثل مزارع شبعا، وهي مناطق لبنانية معترف بها دوليًا كجزء من سيادة لبنان وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي. في هذا السياق، سنستعرض عدة نقاط تظهر أن دعم حزب الله لغزة والمواجهة مع إسرائيل ليست فقط خطوة صحيحة، بل هي في مصلحة لبنان الوطنية.
حماية السيادة اللبنانية والأمن الوطني
منذ عقود، يشكل الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا ومناطق أخرى تهديدًا مباشرًا لسيادة لبنان واستقراره. حزب الله باعتباره حركة مقاومة وطنية، تحمل مسؤولية الدفاع عن لبنان من هذا الاحتلال ومنع إسرائيل من استغلال أي ثغرات لاستمرار توسعها. استهداف حزب الله لمواقع إسرائيلية في هذه المناطق هو رد مشروع على انتهاكات الاحتلال، وتأكيد على حق لبنان في الدفاع عن أراضيه. إن التغاضي عن هذه الاعتداءات كان سيؤدي إلى تشجيع إسرائيل على المزيد من التجاوزات، وقد يُضعف موقف لبنان أمام المجتمع الدولي.
الحفاظ على توازن القوى الإقليمي
إسرائيل، بدعمها العسكري والتقني المتفوق، كانت تسعى إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية في غزة عبر حربها المتواصلة. استراتيجية حزب الله المبنية على "وحدة الساحات" لعبت دورًا كبيرًا في منع إسرائيل من تركيز قوتها العسكرية في غزة فقط. بتوسيع دائرة الصراع إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، أجبرت المقاومة اللبنانية إسرائيل على توزيع قواتها العسكرية في عدة جبهات، مما قلل الضغط على غزة وأجبر الاحتلال على التعامل بحذر مع مختلف الساحات. هذا التوازن في العمليات العسكرية يحافظ على استقرار المنطقة ويمنع إسرائيل من فرض شروطها بالقوة.
ضمان الأمن الاستراتيجي للبنان على المدى البعيد
مواجهة حزب الله للاعتداءات الإسرائيلية لا تقتصر فقط على الرد على الهجمات المباشرة، بل تهدف إلى حماية الأمن الاستراتيجي للبنان في المستقبل. التوغل الإسرائيلي في المناطق الحدودية كان سيشكل تهديدًا دائمًا للبنان، خاصة في ظل سعي إسرائيل للسيطرة على مناطق استراتيجية مثل مزارع شبعا. رد حزب الله العسكري يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها التوسعية ويؤكد على ضرورة الالتزام بالحدود المعترف بها دوليًا. هذا يضمن للبنان استقرارًا أمنيًا على المدى الطويل ويمنع الاحتلال من استغلال أي نقاط ضعف لتحقيق مصالحه.
تعزيز صورة المقاومة ودورها في المنطقة
منذ نشأته، كان حزب الله يحمل قضية فلسطين كجزء من نضاله الوطني والإقليمي. دعم الحزب لغزة هو تأكيد على التزامه بمبادئ المقاومة، التي لا تقتصر على حماية الأراضي اللبنانية فحسب، بل تشمل الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. هذا الدعم يعزز مكانة حزب الله ليس فقط في لبنان، بل أيضًا في العالم العربي والإسلامي. الجماهير العربية التي تتابع الأحداث في غزة ترى في حزب الله شريكًا رئيسيًا في دعم القضية الفلسطينية، ما يزيد من شعبيته ويعزز من دوره الإقليمي. هذا التضامن يمنح لبنان قوة إضافية ويجعل من المقاومة جزءًا لا يتجزأ من الحراك الشعبي العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي.
حزب الله كدرع دفاعي للبنان
الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان أظهرت مرة أخرى أن إسرائيل مستمرة في تهديد استقرار لبنان، وأنها قد تستغل أي فرصة للتصعيد. حزب الله أثبت مجددًا أنه يشكل الدرع الواقي للبنان من هذه التهديدات. التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني في حماية الحدود الشمالية يُظهر أن المقاومة جزء أساسي من منظومة الدفاع الوطني. بدون هذا الدور الفاعل، قد يجد لبنان نفسه معرضًا لمزيد من الاعتداءات الإسرائيلية التي قد تهدد استقراره الداخلي. حزب الله بتصديه لهذه الاعتداءات يحمي لبنان من أي تصعيد واسع ويضمن استقرار الأوضاع على الحدود.
التوازن بين دعم فلسطين والمصالح الوطنية اللبنانية
دعم حزب الله لغزة لم يأتِ على حساب مصلحة لبنان، بل كان جزءًا من رؤية استراتيجية تستند إلى إضعاف العدو الإسرائيلي الذي يشكل تهديدًا مشتركًا للبنان وفلسطين. إضعاف إسرائيل في غزة وفي الجبهة الشمالية يصب في مصلحة لبنان ويحد من قدرة إسرائيل على شن هجمات جديدة. علاوة على ذلك، حزب الله يراعي دائمًا الحساسيات الداخلية في لبنان ويأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد. كل خطوة قام بها الحزب كانت مدروسة لضمان حماية لبنان دون التورط في صراعات قد تضر بالمصالح الوطنية.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
قصة الحلاج ونشيد والله ما طلعت شمس ولا غربت وموسيقى صوفية..
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
كتب :أ .د .نسيب حطيط - بيروت: المقاومة الثقافية, حتى لا تضيع التضحيات... بين التعويضات واعادة الإعمار!
السلف والخلف وجهان لعملة واحدة.
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً