كتب د. وسيم جابر: إنكسار الأوهام وخيبة الكيان
مقالات
كتب د. وسيم جابر: إنكسار الأوهام وخيبة الكيان
د. وسيم جابر
24 تشرين الأول 2024 , 16:32 م


القوة العسكرية المتفوقة التي راهن عليها العدو لحسم المعركة سريعاً بعد الضربات المتتالية للحزب، أصبحت عبئاً استراتيجياً.
اليكم كيف وقع الكيان وقيادته في فخ الحسابات الخاطئة:

- توهم أن التفوق التكنولوجي سيحسم المعركة
- اعتقد أن الضربات الجوية ستكسر إرادة الحزب
- راهن على انهيار سريع لقدرات الحزب بعد الضربات الامنية وافقاده القيادة والسيطرة
- تجاهل قدرة الحزب على امتصاص الصدمة والرد بقوة
بهذه الحسابات ظن الكيان ان لبنان بعدها سيكون عبارة عن نزهة عسكرية ،  وهذا ما حذره منه حليفه الاميركي، ولكن خاب الكيان وانقلبت حساباته:

- أراد تأمين حدوده فاتسعت دائرة التهديد
- سعى لحماية سكان المستعمرات واعادتهم فتضاعف عدد النازحين
- خطط لعملية خاطفة وسريعة فتورط في حرب استنزاف لعديد جيشه واقتصاده
- توعد بتدمير قدرات الحزب فازدادت قوة وتأثيراً

في المقابل، أظهر الحزب براعة استثنائية في تحويل معادلة القوة. فمن موقع الدفاع المحدود، انتقل إلى استراتيجية هجومية ذكية تمتد صواريخها إلى عمق عاصمة الكيان ومنشآته الحيوية مع ما يرافقها من ذكاء تكتيكي في ادارة المعركة الميدانية رغم الضربات الجوية. 

ان المستقبل يرسم صورة قاتمة لطموحات نتنياهو وغالانت. فكلما طالت الحرب، تعمقت خسائر الكيان وتضاعفت تكاليفها وسقط هدف "اعادة مستوطني الشمال" بل تحول إلى كارثة على رأس صناع القرار في الكيان ، وهذا ما بدأ يظهر على لسان غالانت من خلال التصعيد اللفظي امام بلينكن لما بعد ايقاف اطلاق النار.

نعم ، ستنتهي هذه الحرب بإدراك العدو لحقيقة مرة: أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لكسر إرادة شعب يمتلك عقيدة قتالية راسخة. وسيضطر لقبول شروط الحزب والعودة راضخاً الى الحظيرة التي وعد بها،  مدركاً أن أوهام النصر السريع قد تحولت إلى هزيمة استراتيجية عميقة.

ستنتهي هذه الحرب بهزيمة الكيان، ليس فقط في الميدان، بل في جوهر مشروعه العسكري والردعي. وسيضطر إلى إعادة تقييم جذرية لعقيدته العسكرية، مدركاً - أنّ "أعظم الانتصارات هي تلك التي تتجنب فيها المعركة أصلاً".

خلاصة: سيُسجل التاريخ أن نتنياهو وغالانت ومن خلفهم خسرا حرباً أرادها نزهةً في لبنان عام ٢٠٢٤، وأن الحزب وبقوة الله و صمود بيئته حول تهديد وجوده إلى فرصة لإثبات قدرته على البقاء والتفوق في أصعب الظروف.

ابشروا بوعد الله ، النصرُ آتٍ آت.. لا مُحالة. 

د. وسيم جابر - |22.10.2024|

المصدر: موقع إضاءات الإخباري