خطة بيل غيتس لحجب الشمس لمواجهة التغير المناخي تثير نقاشات واسعة
منوعات
خطة بيل غيتس لحجب الشمس لمواجهة التغير المناخي تثير نقاشات واسعة
13 تشرين الثاني 2024 , 13:10 م

تتوجه جهود نخبة وادي السيليكون، مثل بيل غيتس وسام ألتمان، نحو دعم مشاريع هندسة الطقس كوسيلة للتخفيف من آثار التغير المناخي، إحدى هذه المبادرات هي شركة ناشئة تُدعى Make Sunsets، التي أطلقت بالونات فوق باخا المكسيك ينبعث منها رذاذ يعكس ضوء الشمس في طبقة الستراتوسفير، بهدف تبريد الأرض عبر تقنية تُعرف بـ "الهندسة الجيوشمسية" من خلال استخدام رذاذ الكبريتات.

تقنية الهندسة الجيوشمسية وأهدافها

تسعى Make Sunsets لإعادة إشعاع ضوء الشمس إلى الفضاء للحد من الاحترار العالمي، هذه التقنية مدعومة بتمويل من مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس والرئيس التنفيذي لـOpenAI سام ألتمان، وهي واحدة من الأفكار التي تكتسب زخمًا في أوساط شركات التكنولوجيا الكبرى، ومع ذلك تثير هذه المشاريع جدلاً واسعا بين العلماء والخبراء بسبب مخاطرها المحتملة وآثارها الجانبية غير المحسوبة، خاصة عندما تنفذها جهات خاصة ساعية وراء الربح السريع.

مخاطر وتحديات خطة حجب الشمس

يحذر العلماء من أن تقنيات حقن الهباء الجوي الستراتوسفيري (SAI)، مثل تلك التي تطبقها Make Sunsets، قد تؤدي إلى آثار جانبية غير مقصودة مثل الجفاف وفشل المحاصيل. ويرى الخبراء أن هذه التقنيات قد تكون غير فعالة على المدى الطويل، لأنها لا تعالج الأسباب الجذرية للتغير المناخي المتمثلة في تراكم غازات الدفيئة كأول أكسيد الكربون.

انتقادات محلية ودولية

في العام الماضي، انتقدت وزارة البيئة المكسيكية شركة Make Sunsets بسبب تنفيذها تجارب داخل الأراضي المكسيكية دون إخطار الحكومة أو المجتمعات المحلية. ورغم التقدم التقني الذي قد تحققه هذه المشاريع في تبريد الأرض، إلا أنها تترك غاز ثاني أكسيد الكربون يتراكم في الغلاف الجوي دون معالجة المشكلة الأساسية.

رؤية العلماء: حلول مؤقتة أم تهديد مستمر؟

تواجه Make Sunsets انتقادات لاذعة من قبل باحثين في تكنولوجيا المناخ، من بينهم الدكتورة شوتشي تالاتي التي وصفت مشروعهم بأنه "ائتمان زائف" يفتقر إلى القيمة الحقيقية في معالجة تغير المناخ. يتفق العديد من العلماء على أن الاعتماد على "الهندسة الجيوشمسية" قد يتسبب بآثار جانبية ضارة ويشكل تهديدًا على الأنظمة البيئية والزراعة المحلية.

أشار الباحث أدريان هندس إلى أن زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تدفع النباتات لإغلاق مساماتها للحفاظ على الرطوبة، ما يؤدي إلى انخفاض في المياه التي تطلقها النباتات إلى الجو، وهو ما قد يتسبب في جفاف وانخفاض في المحاصيل.

مستقبل التقنيات الجيوشمسية

رغم هذه الانتقادات، يواصل مؤسس Make Sunsets، لوك آيزمان، تبني هذه المشروعات معتبراً أن الانتقادات يمكن أن تكون دافعًا للعمل. ومع ذلك، يظل الجدل قائماً حول فعالية هذه التقنيات، إذ يرى بعض العلماء أن الهندسة الجيوشمسية لا تمثل حلاً نهائيا بل حلاً مؤقتا قد يصبح ضروريا في المستقبل إذا ما فشلت البشرية في إدارة انبعاثات الكربون بفعالية.

يبقى التحدي الأكبر في مواجهة التغير المناخي هو إيجاد حلول شاملة تُقلل من انبعاثات الكربون وتعالج جذور المشكلة. وفي ظل استمرار الجدل حول دور الشركات الخاصة في تقنيات تعديل الطقس، يظل السؤال حول مدى تأثير هذه المشاريع وأثرها المستقبلي على النظام البيئي العالمي قائماً، ويؤكد الخبراء على ضرورة اعتماد سياسات مناخية مستدامة وطويلة الأمد لحماية كوكب الأرض.