الكشف عن تأثير صفارات الموت الأزتكية على دماغ الإنسان وكيف كانت تُستخدم في طقوس الأزتيك الدينية
منوعات
الكشف عن تأثير صفارات الموت الأزتكية على دماغ الإنسان وكيف كانت تُستخدم في طقوس الأزتيك الدينية
20 تشرين الثاني 2024 , 15:04 م

تُعتبر صفارات الموت الأزتكية واحدة من أكثر الأدوات المثيرة للقلق في التاريخ، ليس فقط بسبب مظهرها الذي يشبه الجماجم، ولكن أيضا بسبب التأثير النفسي المزعج الذي تحدثه، إذ تتراوح أصوات هذه الصفارات من همسات تهديدية إلى صرخات مرعبة، مما يخلق جوا من الرهبة والخوف، ولكن وفقا للدراسات العلمية الحديثة، فإن لهذه الأصوات تأثيرا أعمق على الدماغ البشري قد يتجاوز مجرد إحداث الشعور بالخوف.

التأثير النفسي للصفارات على الدماغ

أظهرت دراسات أُجريت من قبل باحثين سويسريين ونرويجيين أن سماع هذه الصفارات يُفعل مجموعة من المراكز العليا في الدماغ، مما يشير إلى تعقيد غير عادي في الصوت الذي يمكن وصفه بأنه مزيج مقلق بين الطبيعي وغير المألوف، ويعكس هذا التأثير الطابع المركب للصفارة، الذي يشبه تأثير "الوادي الغريب" الذي يشعر به الناس عندما يواجهون شيئا غير قادرين على تصنيفه بوضوح كشيء طبيعي أو صناعي.

الصفارة في الطقوس الدينية والتضحية

من غير المستغرب أن يكون الأزتيك قد استخدموا هذه الأصوات لتعزيز طقوسهم الدينية والتضحية، كان يُعتقد أيضا أن هذه الأصوات المرعبة قد تُستخدم في الحروب لإرهاب الأعداء، رغم أن هذا لم يُثبت علميا حيث لم يتم العثور على أي صفارات في مواقع المعارك أو قبور المحاربين.

التجارب النفسية والعصبية

في دراسة أجراها عالم الأعصاب ساشا فروهولز وفريقه من جامعة زيورخ، تم تجنيد 70 متطوعا أوروبيا للمشاركة في اختبار نفسي صوتي حيث طُلب منهم تقييم مجموعة عشوائية من الأصوات، بما في ذلك تلك التي تصدرها الصفارات المرعبة، لم يكن المتطوعون على علم بأن الصفارات ستكون جزءا من التجربة، مما ساعد في إزالة التوقعات التي قد تؤثر على تقييماتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء فحوصات دماغية بواسطة تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (fMRI) على 32 مشاركًا بينما كانوا يستمعون إلى صفارات الموت ضمن مزيج من الأصوات العشوائية. وقد أظهرت النتائج أن الدماغ يستجيب لهذه الأصوات بتنشيط المناطق القشرية السمعية ذات الترتيب المنخفض، وهي تلك التي تعالج الأصوات المزعجة مثل الصرخات أو بكاء الأطفال، ما يؤدي إلى تحليل أعمق لهذه التحفيزات.

التفاعل الدماغي مع الصفارات

أظهرت الدراسة أن الصفارات المرعبة تُعتبر من الأصوات السلبية والمخيفة، وتُصنف عادةً ضمن الأصوات التي تثير ردود فعل مرتبطة بالخوف والألم والغضب. مقارنةً بالأصوات الأخرى التي تشمل أصوات الإنسان والحيوان والطبيعة والموسيقى والأدوات، كانت صفارات الموت الأزتكية تُصنف في فئة خاصة، قريبة من الأصوات المنبهة مثل الأبواق والصفارات والأسلحة النارية، وكذلك الأصوات البشرية المرتبطة بالخوف والألم والغضب.

الصفارات في سياقها الثقافي والرمزي

من خلال تحليل المواقع التي تم العثور فيها على نسخ من هذه الصفارات، والتي تعود إلى فترة ما بين عامي 1250 و1521 ميلاديا، يشتبه الباحثون في أن هذه الصفارات كانت تهدف إلى تمثيل إهيكاتل، إله الرياح الأزتكي، وفقا للأسطورة الأزتكية، سافر إهيكاتل إلى العالم السفلي للحصول على عظام العصور السابقة من أجل خلق البشر. وبناءً على ذلك، قد تكون الصفارات الرمزية قد تمثل الرياح القوية التي تخترق ميكتلان، عالم الأموات في الأزتيك.

بالنظر إلى تأثير الأصوات المخيف والعاطفي الذي تسببه صفارات الموت الأزتكية، بالإضافة إلى السياقات الطقسية التي تم العثور عليها في مواقع الدفن الطقوسي مع تضحيات بشرية، يبدو أن استخدامها كان مرتبطا بشكل كبير بالطقوس الدينية، لا سيما في طقوس التضحية والاحتفالات المرتبطة بالأموات.