‏مثلما حقبة الإخوان في مصر منذ عام 2011 حتى 2013 كانت مصدر تشويه للجماعة واختبار لقدراتها،
مقالات
‏مثلما حقبة الإخوان في مصر منذ عام 2011 حتى 2013 كانت مصدر تشويه للجماعة واختبار لقدراتها،
سامح عسكر
12 كانون الأول 2024 , 22:15 م


سيكون حكمهم لسوريا مع القاعدة هي الضربة القاضية للتنظيم الدولي بأكمله..

الذي سقط في مصر هو فقط تنظيم الإخوان المحلي المصري، إنما الدولي لا زال منتعشا ولديه قدرات سياسية ومالية وإعلامية هي التي استهدفت سوريا ومصر الفترة الماضية .

بعد سقوط سوريا في أيديهم سيضعوا عيونهم على مصر، فهي تمثل لديهم ليست مجرد حلم أو مشروع للسيطرة على الإقليم، ولكن تمثل جرح غائر وذكريات مؤلمة لن تزول سوى بتغيير الوضع المصري لصالحهم...

هناك عقدة ذنب نفسية يشعرون بها تجاه مصر كدولة وكل مصري ثار عليهم في التحرير والمدن والقرى، هي التي دفعتهم للهجوم والتهديد وتكفير كل من يختلف معهم هذه الأيام..

سوريا اختبار للتنظيم الدولي أكون أو لا أكون..

وبما أنهم مسيرين لخدمة المصالح الإسرائيلية، فهم لا يعبأون بهذا الانصياع وكأنه شعور ثانوي لا يتغلب على شعورهم الأعمق والأكبر بضرورة حكم مصر مهما كان الثمن .

في التجربة المصرية لم تعد شعاراتهم الدينية لها حضور شعبي،. أبرزها الإسلام هو الحل، وهو شعار تكفيري كانوا يرفعوه ضد مرشحين البرلمان والرئاسة الآخرين..

أما في التجربة السورية فشعاراتهم الثورية نفسها هي التي ستسقط شعبيا، بعدما يتبين لكافة الشعوب العربية - ليس فقط مصر - أن الجماعة أبعد ما تكون عن فقه الثورة والتغيير، بل مجرد تنظيم ديني متطرف موجه كسلاح من أعداء الأمة ضد كل الشعوب العربية والإسلامية دون تمييز..

[11/12, 21:37] سامح عسكر مصىر: ‏طب ماذا لو عمل ترامب ونتنياهو على تهجير سكان ‎#غزة والضفة بدلا من مصر والأردن يكون ذلك إلى سوريا ؟

ستكون سوريا هي الوطن البديل للفلسطينيين لتصفية قضيتهم للأبد، وسيتم الإجهاز على المقاومة الفلسطينية بنقل حواضنها الشعبية خارج القطر الفلسطيني..

ترامب هو عدو إيران والصين قبل ما يكون عدو لجماعات الإسلام السياسي، ومن مصلحته وجود دولة سنية متطرفة في الشرق الأوسط مقابل دولة إيران الشيعية، وبذلك يجري تقسيم الشرق الأوسط طائفيا كحلم كبير عمل عليه بوش الإبن ولم ينجح بفضل المقاومة العراقية...

الحاصل الآن أن الإخوان سيحكموا سوريا بالتدريج، وعلى الأرجح سيجري التخلص من كل الوجوه القاعدية والميلشياوية لهيئة تحرير الشام، إما بصراع داخلي والتشجيع عليه أو بالفشل الاقتصادي واستمرار حصار سوريا بقوانين قيصر، واشتراط تنفيذ حكومة البشير لكل الشروط الإسرائيلية الأمريكية مقابل رفع العقوبات.

المتضرر الأكبر مما سيحدث هو الدول العربية كافة وبالأخص ( مصر والسعودية والإمارات) بالدرجة الأولى، نظرا لأن الدول الثلاث تحظر نشاط الإخوان، ومعنى اعتماد ترامب مقابل إيران حتى ولو خدمة إسرائيل سيكون مصدر تهديد لأمنهم القومي...

ثم ( الأردن والجزائر) بالدرجة الثانية، نظرا لاعترافهما بنشاط الإخوان السياسي كجزء من التركيبة الاجتماعية، في جبهة العمل الإسلامي و حركة حمس، مع ضمان الطابع المدني الديموقراطي والحداثي للدولة، ودعم ترامب للإخوان سيكون تهديدا لمدنية هاتين الدولتين.

تركيا بالعموم لن تفوت الفرصة في تمكين الإخوان من سوريا، فالساحة فارغة، واللاعبين الإقليميين والدوليين غائبين، وتوازن القوى داخل سوريا معدوم لصالحه...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري