اكتشاف علمي يكشف بأن السحب فائقة السرعة حول درب التبانة أخف بكثير مما كان يعتقد
علوم و تكنولوجيا
اكتشاف علمي يكشف بأن السحب فائقة السرعة حول درب التبانة أخف بكثير مما كان يعتقد
15 كانون الأول 2024 , 17:50 م

قام علماء الفلك مؤخرا بقياس وزن السحب فائقة السرعة التي تندفع في محيط مجرتنا درب التبانة ،وكانت المفاجأة أن هذه السحب تتحرك بسرعة عالية لكنها أخف بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. هذه الاكتشافات توفر لنا رؤى جديدة حول تكوين المجرة وديناميكيات المادة في الكون.

تحديات قياس كتلة المجرة

من أكبر التحديات في علم الفلك هو تحديد كتلة المجرة، وهي مسألة يصعب حلها، بينما يمكن قياس وزن أي جسم على سطح الأرض باستخدام الميزان، فإن الأمر يختلف تمامًا عندما يتعلق الأمر بمجرة درب التبانة، التي هي هائلة الحجم، المجرة ليست مكونة فقط من المادة الباريونية (المرئية) العادية، بل أيضًا من المادة المظلمة التي يصعب رصدها.

هذا يجعل من المستحيل تحديد كتلة جميع المكونات المرئية للمجرة باستخدام الطرق التقليدية، لذلك كان لا بد من اللجوء إلى أجسام تتحرك بسرعة ثابتة داخل المجرة، مثل السحب فائقة السرعة، والتي يمكن أن تساعد في تحديد الكتلة المرئية للمجرة.

السحب فائقة السرعة وأثرها على حسابات الكتلة

تتحرك هذه السحب بسرعة تصل إلى 500 كيلومتر في الثانية، وغالبًا في اتجاهات مختلفة عن سطح المجرة. وتعتبر هذه السحب مؤشرًا مهمًا في فهم كتلة المجرة، حيث يُعتقد أنها قد تحمل جزءا كبيرا من الكتلة المرئية.

وفقا لدراسة أجراها علماء الفيزياء الفلكية، تم تحليل بيانات مسح السماء المجري (Galactic All Sky Survey) الذي نفذه تلسكوب Parkes الراديوي في أستراليا، تم التركيز على الترددات الراديوية المنبعثة من الهيدروجين المحايد، الذي يشكل بشكل رئيسي السحب فائقة السرعة.

النتائج الجديدة من الأرصاد

أظهرت الأرصاد السابقة أن السحب فائقة السرعة في القرص الخارجي للمجرة تشكل حوالي 10% من الكتلة المرئية للمجرة. لكن الأرصاد الجديدة أظهرت تقديرات أقل بكثير، حيث تقدر أن هذه السحب لا تشكل أكثر من 0.1% من الكتلة المرئية للمجرة. وهذا يشير إلى أن السحب فائقة السرعة تشكل حصة صغيرة جدا من كتلة المجرة.

على الرغم من هذه التقديرات الجديدة، يحذر العلماء من أن حساباتهم تعتمد على افتراضات معينة حول المسافة التي تفصل السحب فائقة السرعة عن المجرة. إذا كانت هذه الافتراضات خاطئة، فإن الحسابات قد تكون غير دقيقة. ولذلك، يؤكد العلماء على الحاجة إلى إجراء دراسات إضافية للحصول على تقديرات دقيقة حول كتلة السحب فائقة السرعة وأثرها على تكوين المجرة.

هذه النتائج تقدم رؤى جديدة حول كيفية قياس وتحديد الكتلة المرئية للمجرة، لكننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من البحث لفهم تأثير السحب فائقة السرعة بشكل كامل.