التوزيع الوظيفي لبلاد العرب, العثمانية الجديدة والفاشية التوراتية محو العروبه
مقالات
التوزيع الوظيفي لبلاد العرب, العثمانية الجديدة والفاشية التوراتية محو العروبه
جورج حدادين
15 كانون الأول 2024 , 21:06 م


المبادرة الوطنية الأردنية

جورج حدادين

انتصر سيف بن ذي يزن، ملك حميري، على الأحباش، منتصف القرن السادس بعد الميلاد، بعد أن حكموها زمن ذو النواس، ففرح العرب في كافة أماكن تواجدهم، وتقدمت الوفود من كافة المناطق تبارك لسيف أنتصار العروبة.

سقطت دمشق، ففرح العرب لسقوط أخر معقل للعروبة، سقوط دولة ، لم يكن عليها ديون للبنك الدولي ولا للمؤسسات المالية الغربية، وذلك قبل الحرب، على سوريا وفي سوريا، بدءاً بعام 2011،

سقطت دمشق معقل بلد كان يتمتع بالإكتفاء الذاتي، أحد محرمات الطغمة المالية العالمية،

جون بركنز ، القاتل الاقتصادي، كان لا بد من اسقاط هكذا دولة.

سقطت دمشق، أخر معقل للعروبة، لتتقاسمها اليوم العثمانية الجديدة والفاشية التوراتية ، تحت هيمنة الطغمة المالية العالمية ورعايتها وتوجيهها.

سقطت دمشق، واسط العقد لمحور المقاومة، والتي رفضت التخلّي عن فلسطين، رغم الإغراءات والضغوط، فاستبيحت الأرض العربية في كل مكان.

سقطت دمشق، فساد الفرح قطاعات واسعة من العرب العاربة والعرب المستعربة، التي قد تعلم وقد لا تعلم، بأنها ستنعم بالبصطار العثماني والهيراوة الفاشية التوراتية.

سقطت دمشق، على يد قوى التبعية: اللبرالية والأسلاموية، بدعم كامل من الكيان، لتشكر هذه القوى " إسرائيل " على دورها في إسقاط النظام، وتسلّم مفاتيح دمشق لأروغان، الذي كانت أمنيته أن يصلى في المسجد الأموي،

اتعرف لماذا الأموي؟ لأن العصر الأموي، يمثل فترة عز العرب.

سقطت دمشق ، فعادت الطريدة إلى قناصها، بعدما هربت منه قبل ذلك، حمد بن جاسم، بأومر أمريكية تسلمت قطر القيادة من السعودية.

سقطت دمشق، وسياسة " صناعة القبول وثقافة القطيع " تفعل فعلها على أرض الواقع، ومن خلال العالم الإفتراضي، حيث الأفلام الهولودية، ومخيال مخرجين، وهتافات عوام محشدة مذهبياً وطائفياً، وبفعل الزهو بتبني الحضارة الغربية لشرائح محددة " جماعة حرية حرية " وقوى يسارية متحولة.

اليوم وقعت الجماهير الغفيرة من السوريين والعرب، تحت سلطة الدعاية الغوغائية المخادعة الكاذبة، حيث يتم تزييف الوعي الجمعي السوري والعربي، عبرأفلام السجون وقصصها المضخّمة، حيث وصل التزييف إلى حد فلم العثور على المطران بولص اليازجي حياً في سجن عدرا، عقل من يتقبل هذه الكذبة، فهل كان المطران معارضاً للنظام، مسرحية تماثل مسرحية العثور على صدام حسين في حفرة ضيقة تحت الأرض، في حالة لا يمكن إلا أن تكون تحت تأثير مخدر، حقن بها، صدام الشخصية الكارزمية القوية المتماسكة في أحلك الأوقات، وحتى في طفولته، لا يمكن أن يصدق عاقلاً هذا الفلم، خاصة وأن العالم شاهد صدام أوقات المحاكمات ووقت إعدامه، كيف كان متماسكأ وشامخاً فوق أعواد المشنقة.

لماذا يركز الإعلام التابع على قضية السجون ويضخمها بصورة مصطنعة، في حين يتم التعتيم الكامل على العدوان الهمجي الفاشي التوراتي، الذي ما زال يدمر البنية التحتية العسكرية والمدنية للشعب السوري، بقصف الطائرات الهمجي

لا بل يمارس إحتلال أراضي جديدة، ويأمر سكان قرى حدودية بإخلاء منازلهم، لمباشرة الضم، ضمن سياسة الولايات المتحدة، ترامب "إسرائيل صغيرة ويجب أن تكبر" ولا صوت "للمجاهدين".

لماذا يتم التعتيم على مجازر غزة ، والتعتيم على عمالة قوى أمن السلطة الفلسطينية، التي تمارس قمع المقاوميين في طولكرم وجنين وكافة المدن الفلسطينية، في الوقت الذي يعلن النظام الفاشي التوراتي ، فعل ضم الضفة لسلطة الكيان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إسرائيل صغيرة ويجب أن تكبر.

الهدف تزييف الوعي الجمعي للقبول بنهب ثروات ومقدرات هذه الأمة، وتقبّل فقدان سيادتنا فوق وتحت تراب أرضنا ، حيث مكامن النفط والغاز، على شواطئ البحر الأبيض، ستصبح بفعل القوة ملكاً للشركات العملاقة، كما النفط والغاز في شرق الفرات، الذي وقع تحت سيطرة الولايات المتحدة، مع إنفجار " ثورة حرية حرية " وقاطيعي الرؤوس

الهدف النهائي محو الهوية العروبية، لمحو مصدر قوة العرب، وتناهبها من قبل الضواري المفترسة المتربصة بنا.

أذا ما سقطت صنعاء، التي ضحّت بصدق وإخلاص، في سبيل قضية العرب الأولى، ولن تسقط، فهل ستفرح هذه الجماهير المعبأة مذهبياً؟

الجواب التمسك بالهوية العروبية، وبث الوعي الحقيقي، بين صفوف الشعب، ومحاربة الوعي الزائف لكي لا ترقص الكلاب على أجساد الأسود.

" كلكم للوطن والوطن لكم "

يتبع

المصدر: موقع إضاءات الإخباري