* قالت العرب : (( قبل الرِّماء تملأ الكنائن )) .بعد تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني في ايار عام 2000 وهزيمة جيش الكيان الصهيوني في حرب تموز عام 2006 على يدي خزب الله.ادركت قيادة حزب الله وعلى راسه السيد حسن نصر الله ان الحرب القادمة ستكون " الحرب الكبرى ".وراح يعد ويستعد لهذه الحرب كانها واقعة غدا. فلجأ الى مضاعفة مخزونه الاستراتيجي من الصواريخ اضعافا مضاعفة وتم تعديلها الى صواريخ دقيقة.كانت تقارير الاستخبارات العسكرية الامريكية والصهيونية والاوروبية تفيد بان مخزون حزب الله من هذه الصواريخ يربو على 180 الف صاروخ.وحسب القارير نفسها بان معظمها صناعة سورية، وان سورية نفسها لديها مخزون من الصواريخ يفوق كمَّاً ونوعا المخزون الايراني من الصواريخ.
* بما ان فلسطين وحزب الله وسورية وايران شكلوا محور المقاومة ، وقامت قوات القسّام باقتحام غلاف غزة المحتل عبر عملية طوفان الاقصى التي قضت على الفرق العسكرية الصهيونية المكلفة بحمايته، ومسحت وانتزعت الروح القتالية والمعنوية لجيش الكيان برمَّتِه، ومن ثم معركة اسناد غزة التي قامت بها المقاومة الاسلامية في لبنان وانصار الله في اليمن وفصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي.تطورت المعارك على الجبهة اللبنانية من معارك استنزاف الى حرب شاملة بمبادرة من جيش الكيان، التي حشد لها ما يقارب السبعين الف جندي من مختلف صنوف الاسلحة وشن سلاح الجو الصهيوني اكثر من الف وسبعمائة غارة جوية انتهت باتفاق وقف اطلاق النار على قاعدة القرار الاممي 1701الموقع عام 2006 بعد حرب تموز.
* كانت سورية تتلقى الضربات من جيش الكيان وكانت غير قادرة على الدخول في معارك الاسناد لغزة طيلة الحرب.هنا يحق لنا ان نطرح الاسئلة التالية.
١- لماذا لم تستخدم سورية مخزونها الاستراتيجي من القوة الصاروخية والاسلحة الاخرى؟
٢- هل طلب الرئيس الاسد من قيادة اركان الجيش السوري كملاذ اخير، ورفضت قيادة الاركان ذلك؟.
٣- هل طلبت قيادة الاركان من الرئيس الاسد استخدامها ورفض ذلك؟.
٤- هل طلبت ايران وروسيا من سورية عدم اللجوء الى هذا الخيار كل من موقع خوفه على مصالحه دون اعتبار للمصلحة السورية؟.
حتى الان لا نعرف شيئا ولا اجوبة على هذه التساؤلات.
* بعد سقوط الدولة والنظام في سورية قامت قوات الكيان باجتياح منطقة فك الاشتباك على الحدود مع سورية واحتلت ما يقرب من 600 كم٢ من الجنوب السوري واحتلت جبل الشيخ السوري وتقدمت شمالا باتجاه طريق دمشق - بيروت الدولي وتمركزت على بعد 14 كم من منفذالمصنع الحدودي .اصبحت منطقة السلطان يعقوب اللبنانية تحت مرمى النيران الصهيونية.
* لم يلتزم جيش الكيان باتفاق وقف الحرب على قاعدة اتفاق 1701وواصل خروقاته للاجواء والاراضي اللبنانية، وقد شاهدنا على شاشات التلفزة تقدم قوات المشاة والدبابات في منطقة وادي الحجير اللبنانية ذات المغزى للكيان حيث كانت مقبرة لدبابات الميركافا" درة الصناعات العسكرية الصهيونية "التي احترقت من ضربات صواريخ حزب الله في حرب تموز 2006.والتي على اثرها تم الغاء عقود شراء لاكثر من الفي دبابة منها .
* اعتقد جازما ودون ادنى شك ان تقدم مشاة ودبابات الكيان في وادي الحجير وغيرها من المناطق اللبنانية الاخرى وحتى انفاس الجنود كانت مرصودة بدقة متناهية من مقاتلي حزب الله.في نفس الوقت تحت نظر الحكومة والجيش اللبناني والقوى اللبنانية التي تنادي بان الجيش هو حامي السيادة اللبنانية بالاضافة الى قوات اليونيفيل .كلها اثبتت للقاصي والداني ان الكيان والمجتمع الدولي وادواته والجيش اللبناني اعجز من ان يواجهوا التمادي والغطرسة الصهيونية.لقد منح حزب الله الفرصة للجميع كي يردع العدو عن خروقاته ولكي يعطي لنفسه المسوغ الاخلاقي والمبرر الوطني ليتصدى لقوات الكيان حتى قبل انتهاء مهلة الستين يوما .وان كل معطيات الصبر تشير الى ان (( الكيميائي )) الشيخ نعيم قاسم سيقوم باطلاق مارد من المرجل الذي في مختبره، وقد استوعب الدرس السوري، والاهم من ذلك الدرس الايراني الذي رسبت فيه ايران بتنفيذ ما اطلقت عليه الوعد الصادق الاخير وصارت ايران في عين العاصفة.سيفرغ الشيخ نعيم قاسم كنانته من الصواريخ الدقيقة ويصبها على الكيان ، وسيجرد " ذو الفقار من غمده ويغرسه في قلب نتنياهو الذي طغى وتجبر.ولن يسمح ان تغرس الفاس مرة اخرى في الرأس.
*على الاقليم شعوبا وحكومات ان تستعد لملاقاة (( الحرب الكبرى ))التي عمل السيد نصر الله على ملء الكنائن استعدادا لها قبل استشهاده وان لهذه الحرب ارتدادات وتداعيات اشد من تداعيات طوفان الاقصى وسقوط الدولة والنظام في سورية.على كل محبي فلسطين والمقاومين العرب والمسلمين ان يستعدوا لها بالفعل والعمل، وليس بالدعاء والقول.اِن لم يهتفوا بصوت واحد : (( يا اهلا بالمعارك ، يا بخت من يشارك، جماهير الشعب تدق الكعب وتقول كلنا جاهزين..)).اما اذا بقينا على نفس الحال والموقف من غزة والضفة ولبنان سنكون تحت نير الصهيونية والاستعمار الى امد لا يعلمه الا الله.
م/ زياد ابو الرجا.