‏حال عبدالرحمن يوسف القرضاوي هو حال معظم عناصر الإخوان بشكل عام
مقالات
‏حال عبدالرحمن يوسف القرضاوي هو حال معظم عناصر الإخوان بشكل عام
29 كانون الأول 2024 , 20:09 م


شعارات ثورية، كوفية فلسطين، القدس راجعة، الأندلس ستعود، يسقط يسقط، هذا كافر وهذا زنديق، انقلاب عسكري، طاغية، رافضة وصليبيين، الحق أبلج والباطل لجلج، أنا الحق وما عدانا الباطل، منا العلماء ومنكم الجهلاء.

هذه الشخصية تم تكوينها على مدار عقود وفقا لبعض العوامل:

أولا: التزام حرفي بالنصوص والتراث وكراهية الحداثة والعقلانية والمعاصرة.

ثانيا: توظيف قضية فلسطين للحشد والتأثير، برغم أنها ليست القضية الأولى ولا حتى الثانية..فالقضية الأولى لديهم (دولة الخلافة) والقضية الثانية (القضاء على الفلول) وأي تهديد ضد الشريعة..

هذا العامل جعلهم في صراع مستمر وجرب مستعرة ضد العرب والمسلمين فقط، ولم يطال تأثيرهم إسرائيل ولا داعميها بشئ...فتحقيق الخلافة والدفاع عن الشريعة حجة ومبرر لإقصاء وقمع الأصوات المختلفة معهم في العالمين العربي والإسلامي، سواء من السنة المختلفين معهم أو الشيعة أو العلمانيين والمثقفين والفنانين..الجميع خصم وعدوّ.

ثالثا: تناقض وازدواحية مفضوحة، ففي وقت يحرض على الليبراليين ودعاة الانفتاح والحداثة، نراه يعيش في أوروبا بأمان، ويدعو لدينه ومذهبه وأيديولوجيته الإخوانية بأمان..ولم نراه يوما يمدح ذلك، أو يعتبره خصيصة حرية للمجتمع الحداثي الذي يكرهه.

رابعا: جُبن ونذالة مكشوفة، حين يذهب تحريضهم على الضعفاء والأبرياء والعزل، بينما يتجبنون الأقوياء ويتحاشون الاحتكاك بالدول القوية عسكريا واقتصاديا..

خامسا: الإطار الذي يعمل فيه وينطلق منه يكره العلم والتخصص، ويحتكر العلوم كلها (تجريبية ونظرية وفلسفية) في قال الشيخ وحدثنا فلان وعلان، وفي نفس الإطار تكثر بينهم الأوهام بروايات الأحلام والمنامات وتقديسها واعتبارها رسائل إلهية..

سادسا: يتحولون لشكل ثوري عنيف نتيجة لفقدانهم قيادات ونخب متنورة ومثقفة، ونتيجة لسيطرة المتشددين والجهلة على التنظيم.

سابعا: نفاق مفضوح وعلني حين يطالب بإسقاط الجيوش العربية كلها عدا قطر، ويحرض على الجيوش الإسلامية كلها عدا تركيا.

ثامنا: لا ينتقد التدخل الأجنبي ولا الاستعمار الغربي ولا الاحتلال الإسرائيلي أكثر من انتقاده لحكام بلاده وسائر الدول العربية، ويرى أن تغيير نظام الحكم شريطة أن يكون هو على رأس السلطة - لا أحد غيره - هو الضمانة الوحيدة لاستقلال الدول العربية، بينما التجارب أثبتت خلاف ذلك، حيث في سوريا يتحالفون بشكل فاضح مع الاستعمار الأوروبي، وينسقون مع إسرائيل لاحتلال وقضم الأراضي السورية، ويتعانون مع الصهاينة في تدمير سلاح ومقدرات الجيش السوري وبنيته التحتية..!

تاسعا: دعاة فوضى وإرهاب في كل بلد يختلف معهم، وأي شعب يتخوف منهم يشتموه وينعتوه بأقذع الألفاظ والشتائم..

عاشرا: يهتمون كثيرا بالخطابة والشعر كسبل تأثير ووسائل حضور اجتماعي، بينما لا يهتمون بعلوم العقل والحداثة والتاريخ والنقد، ويكرهون الفن والفنانين، ويصبون جام غضبهم على كل مشهور دون استثناء كوسيلة تفريغ لطاقة كراهية مكبوتة. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري