الكشف عن إمكانية استرجاع الذكريات من دماغ المتوفين
علوم و تكنولوجيا
الكشف عن إمكانية استرجاع الذكريات من دماغ المتوفين
3 كانون الثاني 2025 , 11:47 ص

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature أن إمكانية استرجاع الذكريات من دماغ شخص متوفى مازالت قيد الاستكشاف من قبل علماء الأعصاب، على الرغم من أن هذه العملية تعتبر معقدة للغاية وتشكل تحديا تقنيا هائلا، فإن البحث العلمي في هذا المجال يسير بوتيرة متسارعة.

تقدم في فهم تخزين الذاكرة في الدماغ

أحرز العلماء تقدما كبيرا في فهم كيفية تخزين الذاكرة في الدماغ، من أبرز الاكتشافات التي تم التوصل إليها هي تحديد "الإنجرامات"، وهي الآثار المادية للذكريات التي تتشكل بواسطة مجموعات من الخلايا العصبية. هذه الاكتشافات أثارت تساؤلات حول إمكانية استخراج الذكريات من دماغ شخص بعد وفاته.

الإنجرامات: مخزن الذاكرة في الدماغ

وفقا للدراسة، تم تحديد الإنجرامات في منطقة الحُصين، التي تعتبر جزءًا أساسيًا في الدماغ لتكوين الذاكرة، تتضمن العملية مجموعات من الخلايا العصبية المتصلة عبر المشابك، حيث يخزن كل إنجرام جزءًا من الذاكرة، مع مرور الوقت، يتم توحيد هذه الذكريات وتوزيعها عبر مناطق مختلفة من الدماغ، مما يساهم في حفظها وإعادة تشكيلها.

وأوضح دون أرنولد، عالم الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن الإنجرامات تمثل تخزين الذاكرة لكنها ليست الذاكرة نفسها. هذا الفارق بين الإنجرام والذاكرة يعقد عملية استرجاع الذكريات بعد الوفاة.

التحديات في استرجاع الذكريات بعد الوفاة

وفقا لتشيران رانجاناث، مدير برنامج الذاكرة والمرونة في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، فإن الذاكرة البشرية تعد عملية ديناميكية وقابلة لإعادة البناء. على عكس الملفات الثابتة، فإن الذاكرة تتضمن استدعاء الأجزاء وملء الفجوات بالتفسير، هذه الطبيعة الديناميكية تجعل من الصعب إعادة إنشاء الأحداث الماضية بدقة.

وتنطوي هذه العملية على تحديات إضافية، حيث يتم تخزين الذكريات المرتبطة بالعواطف أو التفاصيل الحسية في مناطق مختلفة من الدماغ، هذا التنوع في أماكن التخزين يزيد من تعقيد عملية استرجاع الذكريات بشكل دقيق.

الاحتمالات المستقبلية في استرجاع الذكريات

رغم أن التكنولوجيا الحالية لا تسمح بإعادة استرجاع الذكريات بدقة، فإن التطورات المستقبلية قد تتيح إمكانية محاكاة الذكريات عن طريق إعادة إنشاء الشبكات العصبية. لتحقيق ذلك، سيكون من الضروري إجراء مسح مستمر للدماغ طوال حياة الشخص لرسم خريطة لأنماط تكوين الذاكرة واسترجاعها.

موت الذكريات مع صاحبها

في الوقت الحالي، يتفق الخبراء على أن ذكريات الشخص تموت معه، لا توجد حتى الآن طريقة موثوقة لاستخراج أو إعادة إنشاء تجاربه وذكرياته بعد وفاته، مما يبقي هذا المجال في طور البحث والتطور العلمي.