الكشف عن الدور الخفي للأسبارتات في انتشار الأورام السرطانية في الرئتين
منوعات
الكشف عن الدور الخفي للأسبارتات في انتشار الأورام السرطانية في الرئتين
4 كانون الثاني 2025 , 17:38 م

تُعدّ الرئتان وجهة شائعة للخلايا السرطانية، حيث إن أكثر من نصف المصابين بالسرطان المتقدم في أماكن أخرى من الجسم ينتهي بهم الأمر بظهور أورام سرطانية في الرئتين .

لكن لماذا؟

باحثون يعتقدون الآن أنهم توصلوا إلى إجابة لهذا السؤال.

دور الأحماض الأمينية في انتشار السرطان

تشير دراسة نُشرت في الأول من يناير في مجلة Nature إلى أن المستويات المرتفعة من حمض أميني يُسمى الأسبارتات (Aspartate) تسهّل نمو الخلايا السرطانية في الرئتين.

مقارنة مستويات الأسبارتات

قالت الباحثة الرئيسية، جينيفرا دوغليوني، طالبة دكتوراه في مركز بيولوجيا السرطان التابع لمعهد فلاميش للتكنولوجيا الحيوية في بلجيكا:

"وجدنا مستويات مرتفعة من الأسبارتات في رئات الفئران والمرضى المصابين بسرطان الثدي مقارنة بالفئران والمرضى الذين لا يعانون من السرطان، وهذا يشير إلى أن الأسبارتات قد يكون عنصرًا هامًا في عملية انتشار السرطان إلى الرئتين".

تأثير الأسبارتات على النشاط الجيني للخلايا السرطانية

أجرى الباحثون تحليلا للنشاط الجيني للخلايا المأخوذة من الأورام الرئوية العدوانية، ووجدوا أن الأسبارتات - وهو حمض أميني يُستخدم في تكوين البروتينات داخل الجسم - يعمل على تحفيز نشاط جيني يزيد من شراسة الخلايا السرطانية ويرفع احتمالية تكوّن الأورام في الرئتين.

ملاحظات رئيسية:

يظهر الأسبارتات بمستويات منخفضة في مجرى الدم.

أظهرت الفئران المصابة بسرطان الثدي المتقدم تركيزات عالية جدا من الأسبارتات في الرئتين.

تم رصد عملية مشابهة عند دراسة عينات أورام رئوية بشرية.

كيفية عمل الأسبارتات في البيئة الرئوية

يعمل الأسبارتات على تنشيط بروتين موجود على سطح الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى سلسلة من الإشارات الجينية التي تُعزز قدرة الخلايا السرطانية على تغيير بيئتها وجعلها أكثر ملاءمة للنمو العدواني.

أمل جديد في مكافحة انتشار السرطان

يمكن لهذه النتائج أن تساعد الأطباء في الحفاظ على الرئتين خالية من السرطان حتى في المراحل المتقدمة من المرض. وقد أوضح الباحثون أن هناك بالفعل أدوية متوفرة تستهدف العمليات التي تجعل الرئتين أكثر عرضة لنمو السرطان.

قالت الباحثة سارة-ماريا فندت، كبيرة الباحثين في معهد فلاميش للتكنولوجيا الحيوية:

"هناك أدوية متاحة تستهدف الآلية التي حددناها، ومع المزيد من الأبحاث، قد يكون من الممكن ترجمة هذه النتائج إلى تطبيقات علاجية في المجال السريري".

تُقدم هذه الدراسة رؤى جديدة حول أسباب انتشار السرطان في الرئتين، وتفتح الأبواب أمام استراتيجيات علاجية محتملة تهدف إلى منع انتشار السرطان، مما يُعدّ تقدما واعدا في مجال أبحاث السرطان.