أي دولة؟!
دولة تًُنتهك سيادتها منذ أول يوم تأسّس فيه كيان الصهاينة الذي ارتكب مجزرة قرية "حولا " المحاذية لمستعمرة المنارة على حدود فلسطين المحتلّة في 31تشرين الأوّل 1948 دون أي مبرّر سوى أنهم أرادوا تهجير القرى الحدودية لإقامة مستوطنات فيها. ومنذ ذلك التاريخ سجلّ مراقبو الهدنة أكثر من خمسين ألف اعتداء فقط حتى العام 1969,
دولة تم تدمير 13 طائرة ركّاب لشركة طيرانها الوطنيّة"الميدل إيست" على ارض مطارها في 28 كانون الأول 1968 والهدف تدمير الإقتصاد اللبناني ولم تحرّك ساكناًً .
دولة تتعرض قراها قبل وجود أي مقاومة للهجمات والإنزالات ونسف المنازل والإعتقالات وهي تتفرّج وترفع شعار" قوّة لبنان في ضعفه"!!
هذه الدولة لم بتجرّأ أيّ مسؤول مهما كان مستواه في السلطة من الرئاسة حتى الوزارة أو النّيابة أن يقول للأمريكان سنسلّح جيشنا غصباً عنكم ورغماً عن إرادتكم ويكتفون بالحصول على ذخيرة البنادق وبعض المدافع بكميّات محدّدة وممنوع استعمالها ضد اعتداءات عصابات الصهاينة، وإن استعمِل بعضها في مبادرة فرديّة من آمَرُ الموقِع كما حدث عند الإجتياح الصهيوني أيلول عام 1972 ورغم ضعف الإمكانيات استطاع حينها تدمير عدد من آليّات الصهاينة .
دولة يعتدي التكفيريّون على جيشها بالقرب من مخيّم نهر البارد وعندما نفذت ذخيرة الدبابات في معركة المواجهة معهم رفض الأمريكان تزويد الجيش بالذخيرة وحصل عليها من سوريا .
دولة المُحاصصة الطائفية ،حتى تعييّن موظّف درجة رابعة في الإدارة العامّة تحتاج موافقة وكر التجسس في سفارة عوكر.
دولة رئيس وزرائها"فؤاد السنيورة"أثناء حرب تموز 2006 يختفي في عهده 11 مليار دولار تلقتها حكومته للمساهمة في إعادة إعمار ما هدّمته الحرب ولا أثر لتلك الأموال حتى تاريخه ، وعندما أحيل الملف إلى القضاء قامت قيامة الطائفة التي ينتمي اليها واعتُبِر المساس به خطاً أحمر.
دولة زعماؤها وتجّار السياسة والدّين وقيادات دينية وأصحاب المصارف يسرقون أمّوال المودعين في المصارف ويُهربونها خارج البلاد .
دولة حاكم المصرف المركزي فيها يُهرّب أموال المواطنين إلى الخارج تحميه الإدارة الأمريكية وتُحذّر من إحالته على القضاء كما يعلن زعماء دينيون لطوائف معيّنة فيها بأنّ المساس به خطّ أحمر ، وعندما انتهت صلاحيته سُمح بمحاكمته شكليّاً دون أن تؤدي المحاكمة إلى إعادة أيّ مبلغ من المليارات المنهوبة.
دولة فيها زعيم حزب مُداناً ومحكوماً من القضاء بصفته "قاتل ومجرم" خرج من السجن بعد قضاء 11 عاماً، بعفوٍ خاص ،وكان حُكم بالسجن المؤبّد ، يريد أن يفرض نفسه ويفرضه الصهاينة ووكر التجسُس في سفارة الإرهاب في عوكر رئيساً للجمهورية .
دولة يريد الأمريكي والفرنسي والبريطاني والإلماني ومن لفّ لفّهم من الأعراب المتصهينين فرض رئيس للجمهورية مُعَيّنْ وبالقوّة ويُهدِدون إمّا هو أو أو ممنوع اعادة إعمار ما تهدّم بفعل حربهم وحرب الصهاينة على لبنان .
دولة تستبيح المخابرات الأمريكية والأجنبية مطارها فيفتشون حقائب الركّاب والدبلوماسيين القادمين من طهران، ويعلن وزراء فيها بكل وقاحة أنّ ذلك هو تطبيق للقانون ، وكأنّ القانون ينًًص على وجود مخابرات أجنبية تشارك في الأعمال الأمنية في المطار .
من يعتقد أنّ المقاومة هُزمت فهو واهم، نعم تلقت ضربات هائلة باغتيال قياداتها ولكنها استعادت عافيتها وصمد بضع مئات من المقاومين الأبطال في وجه 70000جندي صهيوني مدججين بأحدث أنواع الأسلحة التي أنتجها العالم وأذلّوهم وكبدوهم مئات القتلى وآلاف الجرحى وقصفوا عاصمتهم ومدنهم وقواعدهم وهجرًوا مئات الآلاف من مستوطنيهم ولم يسمحوا لهم بالتقدم والتثبت مئات الأمتار على الحدود الجنوبيّة طيلة 66 يوماً .يقول الخبراء الصهاينة أنهم استعملوا خلالها أكثر من نصف مليون طن من الدخائر المتنوعة ، ويقول قادتهم كما قالوا عن المقاومة في فلسطين انّهم لن يستطيعوا هزيمة حزب الله رغم مساندة أمريكا والناتو وأحدث التقنيات والأقمار الاصطناعية والجواسيس.
المقاومة نشأت كبديل للجيش ولولاها لكانت بيروت لا زالت تحت الإحتلال وبدلاً من حكم عبد الحليم خدّام وغازي كنعان ورستم غزالة كان لدينا "أفيخاي أدرعي" صديق بعض النوّاب والإعلاميين والفنّانين"مندوب سامي".
المقاومة تتوقف فعليّاً عندما يصبح لدينا جيش يمتلك من الأسلحة ما يمكنه من حماية البلد.
وحتى ذلك التاريخ الذي يبدو أنّه لن يأت ِسنحتفظ بسلاحنا ولن يُسمح لأحد بالتطاول عليه وكما قال سيّد شهداء الأمّة الذي أرعب الصهاينة لأكثر من ثلاثة عقود:
"اليَدُ التي ستمتَدْ إلى سلاح المقاومة سَتُقطَعْ".