لعبة الشطرنج الأمريكية، مّن سيُهزَمْ في الجولة القادِمة؟!
مقالات
لعبة الشطرنج الأمريكية، مّن سيُهزَمْ في الجولة القادِمة؟!
موسى عباس
9 كانون الثاني 2025 , 16:59 م

كتب الأستاذ موسى عباس:

مستشار البنتاغون السابق العقيد دوغلاس ماكريغور تعليقاً على ما جرى في سوريا:

إن سلطات الولايات المتحدة تتصرف فقط وفقاً لمصالحها الاستراتيجية الخاصة ، دون التفكير في مصالح ورغبات سكان البلدان الأخرى.

وتعليقاً على تصريح لوزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"يقول فيه:"إن واشنطن تهدف إلى تحرير الشعب السوري من أغلال الرئيس السابق بشار الأسد".

يقول:"لنَِكُن صادقين ،إن الناس في واشنطن ووكالة المخابرات المركزية ، الذين هم على رأس الحكومة ورعاتهم الرئيسيون يشاركون في لعبة شطرنج استراتيجية".

ويُتابع:

إنّ مصلحه امريكا والكيان الصهيوني هي العليا وكل ماتبقى هو تفاصيل باهته وتفاهات هزيله ومضحكه في خدمه المشاريع الامريكيه والصهيونيه التي غيّرت وسيطرت على كل القوانين والأعراف والمفاهيم والأولويات الوطنيه والقوميه لإلهاء الشعوب بتناقضاتها وحماقاتها وأحقادها وهزائمها التاريخيه.

ويُتابع:

إنّ السوريين ليسوا أكثر قلقا بشأن السلطات الأمريكية من الأوكرانيين.

ويُضيف :

نحن لم نعترف بهيئة تحرير الشام ولم نرفعها من لائحة المنظمات الإرهابية، ونحن لم نعترف بالجولاني ولم نعترف بهويته الجديدة التي اتخذها لنفسه تحت اسم "أحمد الشرع"، ولم نرفعه من لائحة الإرهاب ولم نلغِ مكافأة العشرة ملايين دولار لمن يأتنا به حياً أو ميتاً أو يدلنا على مكان تواجده لإلقاء القبض عليه. هذه أمور يستهلكها الجمهور الفاشل في معظم الدول التي أنتقلت من العالم الثالث وأصبحت في عالم عاشر بعد المئه بسرعة خياليه أكثر مما خططنا له مما يجعل هذه الشعوب ضعيفه وغير متوازنه ومنقسمه على نفسها عصيّه غير قادره على فهم المغزى مما حدث ويحدث.،نحن جمّدنا عملية الملاحقة ولم نلغها، التجميد تم بشروطنا نحن وليس بطلب منه، وهو وافق على تلك الشروط ونحن الآن في مرحلة مراقبة لقراراته وتصرفاته.

أمّا كيف يتعامل في الداخل السوري ومع السوريين ليست أولوياتنا ولسنا مهتمين بها، يريد حكم إسلامي أو علماني، غير مهم، نحن نراقب تأثير تلك القرارات التي تتخذ على موقع سورية الإقليمي وتأثيرها على المصالح الأميركية وموقفها من ( إسرائيل ) التجميد يبقى ما بقيت المصالح الإسرائيلية والأمريكية في الإقليم بأمان وعدم وجود خطر عليها من قبل سورية.

الوفود الأوروبية وحلفاء أميركا الغربيين والعرب، وحتى أوكرانيا لم يأتوا إلى دمشق لأهميّة وحنكة وقوة الجولاني ،بل أتوا بطلب أميركي واضح وصريح من الإدارة الأمريكية كدليل نقدمه للجولاني أننا "نسمح ونمنع" وإننا من "يقبل ويرفض"، وهؤلاء لم يأتوا إلا لأن الجولاني وافق على التطبيع مع ( إسرئيل ) وصمت عن استهداف المواقع العسكرية السورية من قبل (اسرائيل ) والتوغُل (الإسرائيلي ) واغلق مكاتب ومعسكرات حمـاس وحزب الله.

وفي لحظة إخلاله بشرط من شروط التجميد يعود تفعيل لائحة الإرهاب بحقّه وتتوقف الوفود عن الحضور لدمشق ومنحه نوعاً من الشرعية الإقليمية، ولاحظوا أنه لم يجتمع أي ممن عيّنهم من وزراء مع قيادات عربية ودولية تعلو عن مستوى نائب وزير وأنّ وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا أتوا للقائه كمبعوثين من قبل الاتحاد الأوروبي وليس بصفتهم الوزارية.

نحن حاصرنا وحاربنا وبنفس طويل حكومة ورئاسة شرعية في العراق وليبيا وسورية حتى أسقطناهم وإسقاط الجولاني أبسط جداً وأسرع من إسقاط نظام كامل يتمتع بعلاقات إقليمية ودولية ويملك شرعية شعبية كما في تلك الدول .

انتهى تصريح الجنرال الأمريكي.

ونقول:

إنّ ما جرى من أحداث في لبنان منذ اغتيال أوّل قائد من قادة قوّات الرضوان وما تلاه من اغتيالات وصولاً إلى اغتيال القائد الرئيسي والأساسي لمحور المقاومة السيّد حسن نصرالله والذي كان الجميع في الغرب والشرق يحسبون له ألفَ حساب وما جرى من احداث لم يكن أحد يتوقع السُرعة التي جرت فيها في سوريّا هو دليل واضح على الخلل الكبير والعميق في قيادة وإدارة محور المقاومَة ودليل فشل الإستخبارات التابعة له الأمر الذي أدّى إلى نتائج كارثيّة كادت تُسقِطَهُ بالضربة القاضية لولا عزيمة وإيمان المجاهدين على جبهة المواجهة اللبنانية وصمودهم الأسطوري واستبسالهم في مواجهة أعتى القوى وأجرمها الكيان الصهيوني وحلفاؤه الأمريكيين والأوروبيين تساندهُم قوى التخاذل والنفاق العربي والإسلامي.

وها هي النتيجة لما حدث اخضاع لبنان للهيمنة الأمريكية وفرض رئيس للجمهوريّة من قبل موظّف صهيوني أمريكي بعد سنتين من شغور كرسي الرئاسة الأولى كان مرفوضاً وصوله الأمر الذي يُخشى أنّه ستكون له انعكاسات وتداعيات سلبيّة على الداخل اللبناني

ولذا يُطرح السؤال :

ما هي تعهّدات الرئيس العتيد ورئيس وزرائه المستقبلي فؤاد مخزومي والمطروح اسمه لهذا المنصب والذي كان استُدعًِيََ نوّاب لبنانيون إلى منزله للإستماع إلى إملاءات المفوض السامي الصهيوأمريكي "عاموس هوكشتاين" مقابل وصولهما إلى الكرسي الأولى والثالثة؟!

‏ج- التضييق على المقاومة وبيئتها والعمل على سحب السلاح(تفجير البلد)

‏-الملف النفطي يصبح تحت سلطة الأمريكيين.

‏-السعي لإنهاء حالة الحرب مع الصهاينة.

‏-تطبيع على الطريقة اللبنانية

والتضييق على المقاومة وحاضنتها الشعبيّة في لبنان وعلى جبهة المواجهة مع الكيان الصهيوني الأمر الذي سيؤثِر سلباً على مستقبل لبنان ومستقبل محور المقاومة .

وإذا لم تُحدِث قيادة المقاومة في لبنان "مُعجِزة" تُعيد الأمور إلى نِصابَها كما أعادها المقاومون الأبطال (بعد كارثة استشهاد القائد وثلّة من قيادة الصفّ الأوّل إغتيالاً )والذين لا زالت جثامين عشرات الشهداء منهم على أرض المعركة حتى تاريخه امتداداً من "الناقورة حتى شبعا" ، أولئك الأبطال الذين تعجز اللُغة عن إيفائهم حقّهم والذين لولا شجاعتهم وبأسهم وصمودهم حتى الإستشهاد لكانت عصابات جيش الصهاينة أعادوا احتلال بيروت من جديد، وكنّا عُدْنا إلى المُرَبّع الأوّل .

هل يُهْزَم الأمريكيون ومعهم حلفاؤهم في الجولة الثانية من لعبة الشطرنج الأمريكية أم يقفز حصانهم ليُهدّد آخر الحصون صنعاء وطهران؟

"إنّ غداً لناظره قريب". 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري