[لأنيسة الروح في الغربة] شعر عاطف أبو بكر (ابو فرح في رثاء زوجته)
ثقافة
[لأنيسة الروح في الغربة] شعر عاطف أبو بكر (ابو فرح في رثاء زوجته)
26 تشرين الأول 2020 , 22:02 م
كيفَ السبيلُ لكي أُقبّلَ ثغرها والبعدُ عنها اليوم أضحى سرْمَدا فلها يحِنُّ القلب كلّ دقيقةٍ مَنْ قال أنّ القلبَ صخراً جلْمَدا يا بلبُلاً هجَرَ الديارَ مبَكّراً أيّانَ كنتِ ،الشوق قلبي أرْشَ

كيفَ السبيلُ لكي أُقبّلَ ثغرها والبعدُ عنها اليوم أضحى سرْمَدا

فلها يحِنُّ القلب كلّ دقيقةٍ مَنْ قال أنّ القلبَ صخراً جلْمَدا

يا بلبُلاً هجَرَ الديارَ مبَكّراً أيّانَ كنتِ ،الشوق قلبي أرْشَدا

فإذا خطَرْتِ لَهُ كطَيفٍ في الكَرى هاجَتْ بلابلهُ ورَدّدَ مُنْشِدا:-

(لوْ جئتني في النومِ قلتُ حبيبتي صدَقَتْ ولمْ تخْلفْ بيومٍ موْعِدا)

فلْتكْثري الغَزَوات إِنْ عيني سهَتْ والحُرّ يُنْجِزُ وعدهُ إِنْ واعَدا

فإذا أتَيْتِ الحلم سوف أُطيلهُ لأَهيمَ عشقاً في اللقاءِ وأَسْعَدا

أحْببتُها حُبّاً لَوَاٌنَّ حبيبتي عاشتْ ليومِ البعثِ دَيْني سَدّدا

يا أيها الموتُ المفرّقُ بيننا بعدَ الممات الحُلْم صار مُوحِّدا

مالي أُعَزّي النفسَ بالوهم الذي لا لنْ يلُمّ الشملَ يوما ً واحدا

فالموتُ فرّقنا ولي لنْ ترجعي لوْ طفْتُ في الطُرُقاتِ فِيهِ مُنَدّدا

يا أَيُّهَا القلبُ الذي في روْضهِ كَبِرْ الحبيبُ وبالحنانِ تَعَمَّدا

كمْ فِيهِ غنّتْ فاستحى طيرٌ شدا والورد شمّتْ فانحنى وتنهَدا

بحياتها للرئمِ كان مَلاعِباً وبموتها للرئمِ أضحى مَرْقَدا

فبِهِ أقيمي حيّة ً أو مَيْتَةً فالقلبُ ما يوماً بوجهك أُوصِدا

مَنْ قال إنّكِ قد دُفنْتِ غريبة ً فهوْ الحبيبُ ،هنا بقلبي أُلِْحدا

يا أَيُّهَا الحبُّ المُرَجّعُ مِنْ أحا ديثِ السنين مَعَ الحبيب ليَ الصدى

ما بال قلبي كلّما ذُكِرَ اٌسمها كالنار ما بين الضلوع تَوَقَدا

ما بالهُ ؟إِنْ فاض فِيهِ الشوقُ نا دَاها،ولكن ْ مَنْ يجيبٌ على النِدا؟

ما بالهُ؟سدّ المداخلَ كلّها ولها علاليهِ المليحة أفرَدا

ما بالهُ؟إِنْ قلتَ عشْ أيام عم ركَ في صفاءٍ قبلَ أنْ تمضي سُدى

واٌفْتحْ على الدنيا ولو باباً ،تراهُ وقبل أنْ يعطي جواباً أزْبَدا

واٌنسَ القديمَ فإنّهُ ماضٍ وعوّضْ عشْ ليومكَ فاستشاطَ وأرْعدا

واٌمْنحْ لطارقةٍ لبابكَ فرصة ً فبدا عَلَيْهِ مِنْ التوتُرِ ما بدا

حتّى أنا،لمّا همَسْتُ لَهُ اٌستمِعْ واٌفعَلْ كما تهوى عليَّ تَمَرَدا

وأجابَ مُحْتَدّاً ،بأنّ الحبَ إمّا وحّدَ الروحَيْنِ لنْ يتبدّدا

وكذاك إِنْ بلَغَ القداسةَ صار شيئا ً مِنْ عجين الروح لنْ يتهَددا

وأضافَ تلك قناعتي،فأنا إذا مَسَّ الهوى وَتَري لديَّ تَخلَدا

فالحبّ عندي كالمباديءِ ،والمحالُ لمَبديءِ الانسانِ أنْ يتعَددا

فحبيبتي ليستْ لباسا ً إِنْ بلي بدَني مِنَ الثوب العتيق تَجَرَدا

ففقيدتي لو بالدموعِ تعود لي ما كان طرْفي بالبكاءِ ترَدَدا

أو كان عندي ضعف أشواقي لها ضاعَفْتُ ما أخَذَتْهُ كُنْتُ وأَزْيَدا

فإذا المنونُ أصابَها بسِهامِهِ فهوايَ للمحبوبِ لا لنْ يُخْمَدا

بحياتها كان الوفاءُ شعارنا وبموتها،سيظلّ دوماً سيّدا

فالحبّ أعواماً أنارَ حياتنا هل أُطفيءُ الأنوارَ إِنْ دهمَ الردى

فبحبها ضُربَ المثال ،وموتها في الروح خلّدها حبيباً أوْحدا

مَنْ قال إنّ الموت يقتل حُبّها فهما الوَفا والصدق،حبّي جدّدا

ويُقالُ عوّضها فهلْ أقوى أنا؟ والروح هلْ تعطي سِواها مَقعدا؟

فثقي بحبٍ لن يبدّلهُ النوى وعليهِ أُشْهِدُ بعد ربّي أحمدا

يا أَيُّهَا القلبُ الذي لو تسأَ لوهُ،عنِ الفقيدةِ للمحاسن عدّدا

سيقولُ بزَّتْ بالفصاحة عصرها وبحُسْنها لمّا يُجاريها حَدا

بحياتها عاش النعيم بعينهِ وبموتها أقسى المرارَ تكبّدا

فلغيرِ لُقياها بحلْمٍ لم ينمْ فإذا غفا السُمّار ظلّ مُسَهَّدا

فهْوَ الذي اختار الحبيبَ لأنّهُ في خُلْقِهِ بين الأنامِ تفرّدا

وهْوَ الذي عشقَ الحبيب لأنّهُ بجمالهِ قد كان أيضاً مُفْرَدا

لكنّهُ سهم المنون أصابها وأصابهُ في العُمْقِ لمّا سُدِّدا

يا يوم فاضتْ روحها روحي اٌصطلَتْ والقلبُ بالصدر الكليم تقَدّدا

فِيهِ الدماءُ تجَمّدَتْ بعروقها والنبض في البدنِ النحيلِ تبَلّدا

قد كُنْتُ ساعتها أُقبّلُ رأْسَها والحزْنُ كمْ في النفس كان تلبّدا

أمْسكْتُ كفّاً كالحرير عرفتُها أسخى مِنَ الغيثٍ السخيِّ وأْجوْدا

رَعَشَتْ وأَطْبَقَتِ الجفونَ ووقتها أدرَكْتُ أنّ الموتَ باتَ مُؤَكّدا

فقَرَأْتُ فاتحةَ الكتابِ مُوَدّعاً وجها ً كما ورد الصباح تَوَرّدا

لَمْ أستطعْ كتمان ما ينتابني والقلب مثل العين دمعاً أوْفدا

ألقَيتُ آخر نظْرةٍ يا ليتهُ قلبي يُصَوّرُ للجميع المشْهدا

فشَعَرْتُ أنّ الروحَ فعلاً فُتِتَتْ والنصْلُ في الأعماق أيضاً أُغْمِدا

فبكيتها وبكى معي في غربتي مَنْ ذاقَ طعْمَ الحُبّ يوماً واحدا

ناحَ الفؤادُ وقال أفديها أنا يا ليْتَ قلبي مَنْ يودّعها افتدى

فأجبْتُهُ هوِّنْ عليك فموتها حقٌ ولا واقٍ إذا حان الردى

فهْيَ الحياةُ قصيرةٌ فَمَنِ الذي قد عاش في دار الفناء مُخَلّدا؟

فالموت جسرٌ للخلود بدارَةٍ فلها،بتقواهُ الغفور تزوّدا

فالمرء إِنْ أرضى الإله بفعلهِ عَنْ نفسهِ سوء النهاية أبْعدا

وأعود أرْثيها لتُوفى حقّها وأَسدُّ دَيْناً إِنْ دفَعْتُ تجدّدا

لا لستُ أوفيها بشعري حقّها لوْ ظَلْتُ أرْثيها على طول المَدى

أو رُصَّتِ الأبيات حتّى طاوَلتْ قصراً لها في القلب حُبّي شَيّدا

فهْيَ التي كانتْ اذا غابتْ ترى قلبي لذرّات التراب تفقَّدا

فإذا رآها يبتديها ،بعدنا صدقُوا اذا قالواالغرامَ تَقاعَدا

والان بعد ممات مَنْ أحببتها في البحثِ عنها نفسهُ كمْ أْجْهَدا

(يا ليتهُ قبلَ الممات حبيبتي وقفَ الزمانُ ولمُ يَدُرْ وتَجَمّدا)

سأقول فيها ما يليق بحبّها شعراً يُخَلّدُ مَنْ أُحبُ لِيْخْلَدا

سأقول شعراً لم يُقَلْ بحبيبةٍ ليظلّ ما عاش الوفاءُ مُرَدّدا

سأقول شعراً لم تقلْهُ خُناسنا برثاء مَنْ ساد العشيرةَ أمْرَدا

سأقول شعراً لم يقلْهُ بعَبْلةٍ مَنْ مثل سيفٍ للقوافي جَرَّدا

وأظلُّ أرْثيها الى أنْ نلتقي في دارةٍ فيها المقام تأَبّدا

وأسائل الرحمن في فرْدوْسهِ منحي جوارك يا حبيبي مْقعدا.. ..................................... شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح توفيت في ٢٠٢٠/١٠/٢٠/م

المصدر: موقع اضاءات الاخباري